عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أعيدوا النظر

 

علامات استفهام كثيرة تركها قرار رئيس مجلس الوزراء باستئناف مسابقة الدوري العام في 13 أبريل الجاري، والأكثر غرابة الإصرار على إقامة المباريات بالجمهور.. سؤال بسيط طرحه الغالبية العظمى من الناس بمن فيهم المتعصبين كرويا، بل بعض العاملين في المجال الرياضي.. فلمصلحة من قرار استئناف الدوري في هذه الظروف الصعبة؟

أعرف أن هذا الرأي لن ينال رضا الكثير من زملاء المهنة العاملين في المجال الرياضي، لكن الأمر فعلا يحتاج إلى مناقشة جدية، لعل وعسى أن تكون هناك رجعة في القرار، الذي من الممكن أن يدخل بنا إلى نفق مظلم من المتاهات والمشاكل نحن في غن عنها حاليا؟

خلال ثورة يناير، وبعد تنحي مبارك، رأى مجلس الوزراء تأجيل عودة العمل في البورصة تخوفا من حدوث انهيارات كارثية قد تضرب الاقتصاد في مقتل، وهو قرار حميد يشكر له المجلس، وتمت تهيئة الأجواء لعودة العمل بالبورصة، وقد نجح المجلس في هذا الأمر، حتى من أول يوم تداول عندما أدركت إدارة البورصة الأسباب التي أدت إلى الإنهيار مع بدء التداول، وتمت معالجة الأمر، وبدأ مشوار الصعود، لتعود الحياة إلى طبيعتها داخل صالة التداول.

وإذا كنا نتحدث عن الامن الاقتصادي، فما هو الحال إذا ما تحدثنا عن امن البلد بأكملها، اعتقد أن به من الخطورة ما يجلعنا نفكر مرارا في استشناف بطولة الدوري، خاصة إذا ما استرجعنا مباراة الزمالك الأخيرة وأحداث الشغب المتعمدة التي تابعها العالم لحظة بلحظة، فهي بخلاف الصورة السلبية التي عكستها عن مصر والمصريين، كان من الممكن أن تترك أثارا سلبية على كافة مناحي الحياة، من سياحة إلى جذب استثمارات أجنبية، حتى في المفاوضات السياسية، بل في مجمل الاستقرار داخل مصر.

وبذكر أحداث المباراة الأخيرة للزمالك، لا أعلم ما الدافع وراء هجوم جماهير الزمالك على الملعب وكأن جيوش من التتار المدجج بالأسلحة البيضاء والخشبية نزلت لتحتل أرض الملعب، وهل فعلا تصرفت الجماهير بنظرية القطيع دون تفكير أو وعي، أم كانت هناك استعدادات مسبقة لشن هذا الهجوم للحصول أو الوصول إلى أهداف بعينها؟

رغم أنني لم أكتب من قبل عن الثورة المضادة، إلا أن ذكرها هنا أمر مهم، فما حدث قد يكون ضمن مخططات من يحاولون إفساد ثورة يناير، وهي فرصة كبيرة لاثبات وجودهم القوي، خاصة في غياب الأمن، أو الإنفلات الأمني الواضح وضوح العيان خلال المبارة، حيث أكد فريق كبير من جمهور ستاد القاهرة أن الأمن كان متغيبا، وأنهم دخلوا إلى الاستاد دون تفتيش، حتى "الراجل أبو جلابية اللي نزل الاستاد" أكد صحة ما نقول، ونحن لا نتهم هنا مسؤولي الأمن، بل نشير فقط إلى احتمال استمرار تلاعب بعض عناصر الأمن المتبقية من النظام الفاسد والتي مازالت تدين بالولاء لمبارك وأعوانه، في محاولة للإنقلاب على الثورة، وأيضا التشابه الكبير بين ما حدث في الاستاد وموقعة الجمل خلال أيام الثورة المجيدة.

ومن زاوية أخرى، قد تكون اكثر حساسية، لكن لابد للتطرق إليها أيضا، وهي من المسؤول عن الكرة في مصر الآن؟

الإجابة نعرفها جميعا، الصغير قبل الكبير، فهم لم يتغيروا منذ زمن طويل، فبخلاف أنهم من الحالات النادرة التي احتفظت بمناصبها بعد سقوط النظام السابق، تضع العلاقة القوية التي كانت تجمع بين مسؤولي اتحاد الكرة وجمال مبارك، وتحكمه في مجريات كرة القدم في مصرنا الحبيبة

علامات استفهام كثيرة حول رجوع رئيس الوزراء عن قراره بعد اجتماعات مطولة مع حسن صقر وسمير زاهر؟. فهل مارس مسؤولي اتحاد الكرة ضغوطا ما على الدكتور شرف لاستئناف الدوري.. والمغزى إذا من استئناف البطولة؟.

وإذا كنا نتحدث عن الثورة المضادة، فهل استئناف الدوري أداة من أدواتها لاستغلال الإنفلات الامني وتحقيق مرادهم وزيادة الضغوط على البلد للاسترحام على أيام مبارك والأمن الذي كنا ننعم به في عهده؟.. وإذا كان الامر كذلك لما العودة عن قرار تجميد بطولة الدوري، بل لما الإبقاء على مسؤولي الاتحاد والشبوهات تحيط بهم من كل الاتجاهات؟

وأيضا، أحداث الشغب الأخيرة حدثت في بطولة أفريقية، والجماهير كانت مصرية في مجملها تقريبا، فما هول الحال في مباراة تجميع بين جماهير الزمالك والاهلي، أو الإسماعيلي والأهلي، أو الاتحاد والمصري، فهل سيكون الحال كمبارة الزمالك والأفريقي التونسي، أم ستكون مذبحة جديدة يشاهدها العالم.. وإذا ما حدث ما لا يحمد عقباه في أحد مباريات الدوري، لمن سيتوجه الدكتور شرف بالاعتذار هذه المرة.. وهل سيفيد الاعتذار من عدمه في مثل هذه الحالات؟

لا ننكر ان الرياضة من القطاعات المهمة، وسيتأثر كثير من العاملين في هذا قطاع بالخلل الناتج عن تجميد بطولة الدوري، وهو أمر طبيعي، شأنه شأن القطاعات التي تأثرت بالثورة وتوابعها، مثل قطاع السياحة، والتجارة، وما إلى ذلك من أعراض نعيشها كنتيجة طبيعة ومتوقعة لقيام الثورة، ستنتهي لاحقا.. لكننا نتطلع إلى الصالح العام، فهل من الأفضل أن نبقي على بطولة الدوري وما قد يترتب على ذلك من اضطرابات أمنية.. أم الأفضل أن يتم تفعيل قرار تجميد البطولة حفاظا على الامن العام ومصلحة مصر مع تأثر العاملين في هذا المجال لفترة من الزمن؟

وفي النهاية أدعو الدكتور عصام شرف إلى إعادة النظر في أمر استئناف الدوري، وإذا كان هناك ضرورة لعودة هذه البطولة، فلما الإصرار على السماح للجماهير بالدخول إلى الاستادات لمتابعة المباريات، فليكن أقل الضرر ويعدل القرار ليصبح السماح باستئناف بطولة الدوري بدون جماهير حرصا على الامن العام وسد الطريق على أي شخص أو عضو من أعضاء الثورة المضادة لاستغلال المباريات لإحداث شغب أو ترويع الناس أو الإنقلاب على ثورة يناير العظيمة.