رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خليك مكانك

نعيش هذه الأيام حالة من الفوضى الإعلامية، وهو أمر كان متوقعا بعد النصر، ومن حق الجميع أن يحاسب من أخطأ في حق الثورة، أو من كان ينافق النظام السابق، والحمد لله أن جميع تلك العناصر سواء من المسئولين أو أشباه المسئولين أو الوزراء وأعاونهم أو من فرق الإعلام الفاسد، وحتى الفنانين والرياضيين، جميعهم معرفون لنا جميعا، ولا يختلف عليهم أحد، والجميع يريد أن يقنص منهم، وأنا معهم.. لكن هل نحن الآن في توقيت يسمح بهذا؟

أعلم أن بداخلنا جميعا ثورة لن تخمد إلا مع تسديد هؤلاء المنافقون لفواتير الخيانة، وأعلم أيضا أن الكثيرين منهم يجب إسقاط الجنسية المصرية عنهم.. لكن للعمل الوطني في مرحلتنا الحالية أولويات، ولابد من ترتيب أجندة العمل وفقا للأهمية القصوى، وهكذا إلى أن تستقر الأوضاع داخليا وخارجيا لمصرنا الحبيبة.

وما نشاهده الآن من حروب إعلامية تهاجم أعوان النظام السابق الفاسد لا يمكن أن تصب في المصلحة الرئيسية للبلد، فقد انصرفت الأقلام والعقول التي كنا نتوقع منها أن تبدأ في التفاعل مع الأحداث، والمساهمة في رسم الخريطة الجديدة لمستقبل مصر، لنصب محاكم إعلامية للقصاص من رموز الفساد، والغالبية العظمى تركت ساحة الثورة وانشغلت بإشهار ما لديها من مستندات ومستمسكات على هذا وذاك، وكأن الثورة انتهت بخروج مبارك وجهازه الفاسد.

قد تكون بعض الحملات الإعلامية ضد رموز الفساد في محلها حاليا، إلا أن الكثير منها من الممكن تأجيله لحين الخروج من مرحلة عنق الزجاجة، وأعلم أن هناك كثير من رموز الفساد تسعى حاليا لتغيير قبلتها وتوجيهها باتجاه الثورة، في محاولات ساذجة منها لمسح عار الماضي والوصول بأي وسيلة مشروعة كانت أم غير مشروعة إلى ركب الثورة، وهو الأمر الذي يستفز الكثيرين منا، بل ويرفع ضغط الدم لدينا إلى أقصى مدى.

نعم، أنا مع كل ما يكتب ضد هؤلاء المتنطعون، بل ويجب سحلهم، لأنهم كما خدعوا كثير من الأبرياء والبسطاء من الشعب، من السهل جدا أن يتلونوا ليس لتبرير خيانتهم للدولة وشعبها فحسب، بل ولتحقيق مكاسب من هذا التلون والتسلل بين صفوف الثوار الشرفاء وكأنهم ممن أتوا بالنصر، وهم للأسف كثيرون ومازلنا نشاهدهم يوميا.. أقول لكل متنطع منهم أثبت مكانك أو بالعامية (حتى تصل إليهم الرسالة فكل ما أخشاه أن يكونوا قد ورثوا الغباء عن وليهم السابق) خليك مكانك، فأنت راهنت على انكسار الثورة مقابل ثمن بخس، وملأت جيوبك لسنوات

بــ "الحرام"، ونافقت وتعهدت على الملأ بأن ولاءك لولاة الفساد، ودهست في طريقك لتحقيق هدفك الكثيرين من أبناء الشعب البسطاء الشرفاء.. وجاء دورك الآن لتسدد فاتورة الفساد.. فأرجوك لو مازال عندك ولو قدر بسيط من الكرامة "خليك مكانك" ولتجني ما اقترفته بيدك.. فليس لك مكان بيننا، وأيضا لا مجال للتوبة أو التكفير عن الذنوب الآن.. أثبت في نفس المكان الذي تركك فيه رب الفساد وحيدا، إلى أن يأتي يوم حسابك.. ونعتقد أنه قريب جدا.

والأن.. دعونا من التنطع والمتنطعين، فمن المؤكد أنهم سيسقطون تباعا، ومن الغباء أن نذكرهم الأن أو نمنحهم قدر ولو ضئيل من الاهتمام، ومن الأجدى أن نبدأ في مباشرة الدور الفعلي لكل واحد منا، وفي مقدمة ذلك وسائل الإعلام التي تحمل على عاتقها حمل مثقل بالهموم ومخلفات الفساد، لذا وجب البدء وفورا وكل من موقعه وفي تخصصه في إعادة بناء الوطن، خاصة ونحن نمر بمرحلة حرجة يشوبها بعض الضبابية، ومن الأهمية الأن أن تتولى أجهزة الإعلام تصحيح وتصويب ما تراه من خلل على كل الأصعدة، وأيضا القيام بدورها التوجيهي للشعب، ونقل الحقائق بصدق وشفافية بهدف إشراك الجميع في عمليات إعادة رسم خريطة مصرنا الحبيبة.

وهذا لا يعني ترك رموز الفساد دون حساب، بل ملف المحاسبة من الملفات التي يمكن تأجيلها في الوقت الراهن، فلدينا أولويات أهم من محاسبة هؤلاء المفسدين، ومن ثم سيكون البناء والتوجيه والإرشاد والمشاركة بكل قوة في إعادة ترميم ما خربه النظام الفاسد في مقدمة الأولويات، ومن ثم يأتي دور محاسبة كل عناصر الفساد في النظام المخلوع.

[email protected]