رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ولآخر مدى ثوار

صباح الحرية في أول أيام الحرية.. صباح الحرية لكل قطرة دم روت ميدان التحرير.. صباح الحرية لكل نقطة عرق من السلوم لأسوان.. صباح الحرية لأمهات الشهداء.. صباح الحرية لرجال القوات المسلحة الشرفاء.. صباح الحرية عليك يا مصر.

اليوم أول أيام سنة أولى حرية.. الفرحة تعم كل ربوع مصر.. دقات قلوبنا الفرحة يسمعها العالم.. الجميع يتحدث عن معجزات القلوب الخضراء.. قلوب خرجت في سبيل استرداد الحرية المسلوبة والكرامة.. قلوب لم تغير من تاريخ مصر الحديثة فحسب، بل ستغير العالم أجمع.. قلوب أزهلت العالم بقدرتها على التخطيط والوصول للهدف.

ذكرتني هذه "الاصطباحة" المطولة بكلمات الشاعر الجميل صلاح جاهين "ثوار ثوار ولآخر مدى ثوار.. مطرح ما نمشي يفتح النوار".. فبعد ثمانية عشرة يوما من الجهاد والعرق والصبر والدم الذي سال، وصلنا إلى بداية مشوار الحرية.. والثمن كان غاليا علينا جميعا، سواء لمن كان في التظاهرات أو حتى من شارك بقلبه في مصر وخارجها.. جميعنا إلا "القلة المنحرفة" كنا على قلب رجل واحد، لتحقيق هدف واحد.. والحمد لله تحقق.

ونحن نتحدث عن سنة أولى حرية، نتحدث أيضا عن أولى خطوات الحرية، والتي بدأت مساء أمس الجمعة بخطاب عمر سليمان، ثم البيان الثالث للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.. ونتطلع الآن لتحريك القدم للخطوة التالية.. والمقصود هنا ليس ما سيتخذه المجلس من قرارات أو إجراءات لتحقيق مطالب الشعب، فنحن على ثقة تامة أن ثورتنا في أيد أمينة، ونعتقد أن هناك توافق تام بين مطالب الشعب والقوات المسلحة، وكما قلنا في ثورتنا المجيدة "الشعب والجيش أيد واحدة"، وسيكون هذا الشعار قاعدة الانطلاق خلال المرحلة الحالية.

المقصود هنا بالخطوة التالية.. نحن.. فكما بدأنا الثورة بحماس وحرص شديد للوصول إلى أهدافنا، يجب أن نواصل المشوار بنفس الحماس والحرص إن لم يكن أضعافا مضاعفة لإعادة بناء مصر الحديثة واسترداد ريادتها ليس على مستوى المنطقة فحسب بل على مستوى العالم، ويكفينا هنا الإشارة إلى تأثير دور مصر سياسيا واقتصاديا في العالم، فكما لحظنا التخبط والارتباك الذي ساد العالم وفي مقدمتها أمريكا، لتحديد سياستها تجاه مصر في ظل الظروف التي كانت تعيشها، إلى أن وصلت صراحة بتفضيلها عدم الخروج بتصريحات، وكذلك تأثير أيام الثورة على اقتصاد العالم، وما صاحب ذلك من انهيارات في البورصات والعملات، وارتفاع حاد لأسعار النفط، وما إلى ذلك من أمور أخرى، بما يعني في نهاية

الأمر أن مصر عنصر مهم ومحرك رئيسي للسياسة والاقتصاد في العالم.

الفترة المقبلة ستحتاج منا الكثير والكثير لنثبت للعالم أننا فعلا أقدم دولة في التاريخ، دولة أنجبت أبناء بررة يستطيعون التغيير مهما كانت الصعاب، فتعالوا نبدأ من اليوم وكل في موقعه إعادة بناء مصر، فالثورة لا تعني فقط إسقاط النظام، وكما نجحنا في تغيير الخريطة السياسية لمصر، نبدأ معا إعادة ترميم ما خلفه نظام الرئيس السابق (أول مرة مصر يصبح لديها رئيس سابق)، وكما ظهرنا على العالم بالأخلاق الحقيقية للمصري، لتكن خطوتنا الأولى إعادة الأخلاق للشارع المصري، والحمد لله أخلاقنا لم تمت، فقط توارت لأسباب كثيرة، إلا أنها بدأت ترجع لصورتها الأصلية وخلال ثمانية عشرة يوما فقط، فما بالكم ولو أكملنا المشوار بنفس الزخم والحماسة، اعتقد أننا سنسترد العديد من صفات الشخصية المصرية التي تناساها العالم خلال السنوات العجاف.

وكما أشرنا سابقا، كل من موقعه يستطيع أن يعيد بناء مصر، المهم النية الصادقة والإخلاص والصبر والجلد، فعمر الثورة لم يتجاوز الثلاثة أسابيع، لكن عمر الخطوات الأولى لإعادة البناء سيستغرق سنوات وسنوات.. لذا لابد من البدء والتحرك والدفع في اتجاهات مختلفة، وكل منا مسئول عما يسند إليه، وسنتعامل مع مسئوليتنا كما تعاملنا مع الثورة، وإن أخفق أي منا لن يحاسبه أحد، بل يكفى أن ضميره حكما عليه، ومن يتخلف عن ركب البناء سنعتبره خائنا لينضم إلى "القلة المنحرفة" التي حاولت مرارا إجهاض الثورة ولم تفلح، وتبحث لها عن دور حاليا لكن بعد فوات الأوان، فقد أنفضح أمرهم وخيانتهم، ولا مكان للتوبة هنا.

[email protected]