رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

زر البطالة

تناقلت وسائل الإعلام المختلفة أداء الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي لمناسك العمرة بعد وصوله بساعات إلى مكة المكرمة، ولا يهمنا هنا أن كان يستغفر لذنبه، أو يدعو الله بالعودة للرئاسة للانتقام ممن أطاحوا به، بل تخيلت أن بن علي تقابل مع ديكتاتور ينتظر دوره في الإطاحة، ويؤدي أيضا مناسك العمرة داعيا الله أن يذهب عنه أهل الثورات أو الإنقلابات ويحفظ كرسيه من الإنهيار، وألا يترك الحكم إلا وشعبه يشيع جثمانه إلى مثواه الأخير.. ترى ما هو الحديث الذي دار بينهما وهما يطوفان حول الكعبة المشرفة.

زين العابدين: زر البطالة هو السبب.. زر البطالة هو السبب.. زر البطالة هو السبب

المخلوع المنتظر: أهلا.. أنت هنا.. وأيه اللي بتقوله ده.. أنت اتجننت ولا أيه.. بدل ما تدعي عمال تخطرف.. وحد الله يا حاج ما حصلش حاجة.. المهم مش أنت بخير ومراتك وعيالك بخير.. وفلوسك بره تكفيك وزيادة.

زين العابدين: يا عم أنا مش ناقصك.. سيبني في اللي أنا فيه أرجوك

المخلوع المنتظر: ليه بس أنت مكبر المسألة كده ليه.. قولي بس أنت بتفكر في أيه دلوقتي.. وأيه حكاية زر البطالة.. انت لسه شايف فيلم الحرام بتاع فاتن حمامه ولا أيه؟

زين العابدين: لا ما شفتهوش.. أنا باراجع نفسي وبأحاول أحصر الحاجات اللي خلت الناس تثور بالشكل ده.. أنا ما كنتش متوقع أني أوصل للحد ده.. ده أنا كنت مسيطر على كل حاجة.. ما أنت عارف كويس واتكلمنا في ده كتير لما كنا بنجتمع.. بس لو أعرف مين اللي سخنها في دماغ الناس وخلاهم يوصلوا للحالة دي؟

المخلوع المنتظر: ما حدش سخنهم والا حاجة أنت اللي نحسك دكر.. يا راجل ده أنت بقالك 23 سنة بس بتحكم.. وأنا اللي كنت متخيل أنك هتكمل لنص قرن.

زين العابدين: أنا مش متخيل لغاية دلوقتي أن الواد محمد البوعزيزي لما ولع في نفسه، الناس هاجت علي بالشكل ده.. تفتكر هو ده السبب.

المخلوع المنتظر: آه.. عرفت دلوقتي أنت ليه بتقول زر البطالة هو السبب.. يعني أنت قصدك أن محمد البوعزيزي باللي عمله أداك زر.. يعني البطالة بس هي اللي خلت الشعب يثور عليك ويطردك؟

زين العابدين: ما أنا براجع نفسي.. لقيت أول حاجة جت في دماغي هي البطالة.. بس مش معقول، ده لوقت قريب الناس كانت عايشه وراضية ومفيش مشاكل خالص.. ده أنا كنت لسه مزود الأسعار والضرايب عليهم ولا حد فتح بقه، وكمان ده أنا مليت السجون الكام شهر اللي فاتو دول بناس ملهاش أول من آخر.. وأي حد يفتح بقه ويقول ديمقراطية، كان مصيره السجن.. ده أنا كنت مخلي الشعب يلف حولين نفسه.. ومكنش فيه حد بيتظلم، بالعكس الكل كان بيهتف لي ويدعو لي بطول العمر.. والله هتجنن يا أبو.. أنت أبنك أسمه أيه صحيح.. الهم اللي أنا فيه نساني كل حاجة؟

المخلوع المنتظر: سيبك من أبني دلوقتي وخلينا فيك.. إلا بصحيح هي فين المدام والأولاد مش معاك ليه في العمرة؟

زين العابدين: ما رضيتش تيجي معايا للعمرة، عمالة تعيط.. ما هي روخره خربتها وقعدت على تلها.

المخلوع المنتظر: يا راجل ما تقولش كده.. هو أحنا لينا غيرهم.. ده أحنا من غيرهم ما نعرفش نتحرك وكمان ما نسواش حاجة.

زين العابدين: بكرة تجرب يا حاج، وهتقف نفس الوقفة دي وتدعي عليها، ما هي اللي ودتني في ستين داهية، ودي آخرة اللي يمشي ورا النسوان، سبتلها الحبل على الغارب، وقعدت ورايا لغاية ما خليت كل قرايبها وحتى جيرنها مسكوا البلد باللي فيها، وأديك شايف النتيجة.. دي غلطتي ولازم اتحمل نتيجتها.. ده مش بس كده، دي قعدت تدلع في العيال لغاية ما بوظتهم، وكان الود ودها تخلي بنتي الكبيرة تمسك الرياسة، بس لقيتها هتبقى مش مبلوعة، فرفضت طبعا.. تعرف لو ما كنش بنا عيال أنا كان هيبقى لي تصرف تاني معاها.

المخلوع المنتظر: مش عيب أن مراتك تكون خايفة على عيالك، ما هي بتأمن مستقبلهم برضه، ولا ده جزاتها، ما تبقاش مفتري وناكر للجميل، أنا لا يمكن أنسى أبدا دور المدام في اللي أنا فيه أنا والعيال، ده كله من خيرها ودمغها اللي ما بتبطلش تفكير أبدا في مستقبلهم.

زين العابدين: بكرة تندم يا جميل.. ومش عايز أدعي عليك وأنا في المكان الطاهر ده، بس صدقني ما بيجي من وراهم إلا الهم والنكد والطرد، وأديني قدامك أهو، مطرود ومش لاقي حتة تلمني.

المخلوع المنتظر: بالمناسبة أيه اللي عملته فيك فرنسا.. هو ده آخرة

الإخلاص والتفاني في العمل، ده حتى يا راجل ما كلفش نفسه وكلمك!

زين العابدين: والنبي ما تفكرني، ده اللي يعتمد عليهم زي اللي ساند على حيطه مايله، شفت اللي عمله في ساركوزي، قال أيه خايف من إثارة استياء الجالية التونسية في فرنسا، بذمتك ده كلام، والا شفت بريطانيا واللي عملته معايا، قال أيه بتقول أن تونس بتعيش لحظة تاريخية، وأن التونسيين عبروا عن تطلعاتهم، من أمتى الكلام ده، ما هو كله كان على عينك يا تاجر، وهم عارفين كويس اللي كنت بعمله في الناس، مش بس كده، ولا بلاش أحسن، أنا في أيه ولا أيه، بس حسابي معاهم بعدين، إن ما فضحتهم وقلت للعالم كله على اتفاقاتهم معايا، وأني كنت عينهم وودنهم في منطقة المغرب العربي، اصبر علي بس لما تعدي الأزمة دي.

المخلوع المنتظر: أهي النقطة دي بقى اللي مخوفاني جدا، وهتخليني أعيد حسباتي من جديد، ده أنا معتمد عليهم في أني أفضل على الكرسي، وصدقني يا أخويا بأعملهم كل اللي هم عايزينه، وبدون ما أسأل، بس يقولوا وأنا أنفذ على طول.. ربنا يستر بقى، لحسن اللي حصل عندك ده شكله هيولع الدنيا عندي، بس على مين، ده أنا مطلع عين الشعب، مش مخلي حد يفكر أبدا في إنقلاب أو ثورة أو أي حاجة غير إزاي يقدر ياكل ويوكل عياله، وهو ده الفرق بيني وبينك.

زين العابدين: بكره نقعد على الحيطة ونسمع الزيطة.. تعرف أني حاسس أني ببص في المراية، نفس الكلام اللي كنت بأقوله لنفسي، لغاية ما لقيت نفسي زي ما انت شايف كده.

المخلوع المنتظر: خوفتني.. طب أعمل أيه علشان ما حدش يطردني أو يخلعني؟

زين العابدين: مش هتقدر تعمل حاجة.. عارف ليه؟

المخلوع المنتظر: ليه يا فالح؟

زين العابدين: لانهم مش عايزينك خلاص.. أو تقدر تقول راحت عليك يا حلو.. أو على رأي الست فات الميعاد.. الناس بقت كرهاك ورفضاك بس مستنيين اللي يولع في نفسه علشان يخروجوا ويطردوك، ومهما حاولت تصلح، خلاص فات الآوان، وأديك شفتني وأنا باتذللهم، وباتحايل عليهم، لكن الوقت كان فات خلاص، ولحقت نفسي وطرت بره البلد قبل ما يقتلوني.. كفاية عليك كده سبني أكمل العمرة، وروح كمل عمرتك.. الا بجد أنت ليه بتعمل عمره في الوقت ده بالذات؟

المخلوع المنتظر: ما لكش دعوه.. سلام

المخلوع المنتظر وهو يطوف حول الكعبة: يا رب والله هبقى كويس، وهخلي كل الناس مرتاحة، ومش هعذب حد تاني، ومش هجوع حد، وهأعمل كل حاجة يطلبها الشعب مني، ومش هسرق وأنهب، وهعين حكومة جديدة بدل الحرامية اللي أنا مخليهم لدلوقتي.. بس يارب ما تخلي نهايتي زي نهاية الراجل ده، وخليني أموت وأنا على كرسيا وفي بلدي ووسط أهلي، آخر مرة، بس استرها معايا المرة دي، والله مش عايز غير الستر، لي ولعيالي ومراتي، وألا أقولك مش مهم العيال أهم كبروا ويعرفوا يصرفوا نفسهم.. وأصرف عني يارب شر الثورات والإنقلابات، ونسي الناس اللي حصل في تونس.. يارب.. يارب.. يارب.

[email protected]