رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قائمة الشرفاء

عندما شرفنا بقيادة الاستاذ الكبير جلال عارف لنقابة للصحفيين، لم نصدق أنفسنا أن أصواتنا ذهبت فعلا لمن يستحق، وكانت الفرحة عارمة لأغلب الصحفيين.. عشنا لحظات من الديمقراطية الصادقة.. في غفلة من الزمن تحقق حلم صغير.. تمنينا أن نصل إلى حلمنا الكبير.. وجاء والحمد لله بعد سنوات.

بعيدا عن المناوشات والخلافات التي تشهدها نقابة الصحفيين حاليا وتأجيل الانتخابات، لفت إنتباهي أسماء المرشحين لمقعد النقيب، فبعد أن كنا نختار أي شخص يرشح نفسه ضد إبراهيم نافع أو مكرم محمد أحمد، ليس حبا فيه، أو لكفائته النادرة، أو حتى لولائه للمهنة ومن يعمل تحت مظلتها، بل كرها في عملاء النظام السابق.. أصبحنا الآن في حيرة مع ظهور شرفاء المهنة دفعة واحدة للترشح لمنصب النقيب أو مقعد العضوية.. فالغالبية منهم له من التاريخ المشرف والجهاد والضمير اليقظ ما يؤهله ليصبح نقيبا أو عضوا.. فمن نختار.. ممدوح الولي.. يحيى قلاش.. قطب العربي.. وغيرهم.. فهم كثر.
أيا كان النقيب والأعضاء.. من المؤكد سيكون مكسبا للنقابة في مصر الجديدة.. لكن لماذا غابت الأسماء الرنانة عن قائمة المرشحين.. مشاهير الصحافة أين هم من الانتخابات.. لم نقرأ أسما واحدا من الأبواق الصحفية تقدم بترشيح نفسه كنقيب للصحفيين.. الكل غائب.. الكل خائف.. وبمعنى آخر جميع تلك الأبواق تعلم تماما أنها لو تقدمت بالترشيح لن تحصل إلا على صوتها فقط.
وإنطلاقا من المثل المصري"ما تبعيش الميه في حارة السقايين".. قرر مشاهير الصحافة الذين يطالعوننا بطلعتهم غير البهية يوميا في التلفزيونات، التنحي جانبا خوفا من الفضيحة.. فهم يعلمون جيدا أنه مهما حاولوا الخداع لن يخدعوا من يعرف أصلهم وفصلهم.. بدايتهم وإنتمائاتهم.. ولائهم المحصور في أكل الكتوف.. خاصة بعد أن تخلوا عن ولي نعمتهم.. ليتحولوا من أبواق تحلل الحرام وتبارك الفساد وتقبل يد المفسد.. لمهاجمين شرسين للنظام السابق.. وكأننا لم نكن نسمع أو نرى أو نقرأ.. الخلاصة كما كان لديهم قدر من الذكاء أن يعيشوا ويترعرعوا في الفساد.. ثم يحولون قبلتهم سريعا باتجاه الثورة والثوار.. كان لديهم ذكاء أيضا في عدم ترشيح أنفسهم في انتخابات النقابة.. وقرروا دون أن يتفقوا انه من الغباء أن "تبيع الميه في حارة السقايين".
وإذا كان الجميع ينادي بعد أحداث ماسبيرو بضرورة إعادة

النظر في السياسة الإعلامية، والتخلص من كافة الإعلاميين المغرضيين.. وإقالة وزير الإعلام.. فهل نحن فعلا على معرفة تامة بمن هو المغرض ومن يكون الإعلامي الوطني المخلص.. وبمعنى آخر، ما هي المعايير الإعلامية التي على أساسها يمكننا أن نحدد إذا كانت هذه المطبوعة أو هذه القناة أو أيا كانت الوسيلة الإعلامية مغرضة أم وطنية.. وكذلك الحال للإعلاميين أنفسهم.. فمن يكون بنظرك مغرض، من المؤكد أنه في نظر الغير وطني.. وهكذا.. لن نستطيع الفرز بين الصالح والطالح.
لكن هل من الصعوبة غربلة الإعلاميين وفرزهم لاستخراج الوطني من اللا وطني؟
كما هو الحال في الصحافة، يمكن معرفة وفرز كافة الإعلاميين المتواجدين على الساحة حاليا.. فما حدث في انتخابات النقابة، وخلو قائمة المرشحين تقريبا من أسماء الصحفيين المرتزقة، أو عملاء النظام السابق وأمن الدولة والمعونات الاميركية، سيكون الحال نفسه في حالة إجراء انتخابات بين نقابات المهن الإعلامية (إذا ما أقرت) بانواعها وأشكالها المختلفة.. ولا نحتاج هنا إلى معايير للتقييم، ولن تكون هناك مزايدات عن هذا أو ذاك.. بل سيحسم الأمر في جولته الأولى.. فلن يجرؤ أي مفسد إعلامي من ترشيح نفسه.. ليس خوفا من الخسارة فقط، بل خوفا من الفضيحة، فإذا كانت سمعته السيئة تدور في مجتمعه الإعلامي، ستنتشر وتخرج للعلن ليعلم بها كل المجتمعات.. وكم تمنيت أن أكون قريبا في هذه اللحظة من الأسماء الصحفية الشهيرة التي لم تجرؤ على ترشيح نفسها للنقابة لأراهم وهم "يحسسون" على بطحة رؤوسهم.