رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

والي عكا والسيخ الذهبي

أتوجه برسالتي هذه إلى من يهمه أمر مجدي عاشور عضو مجلس الشعب والعضو السابق بالكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، راجيا منكم أن تمنعوه عن الظهور في وسائل الإعلام، فالنتائج التي ترجونها من ظهوره جاءت عكسية، وبدلا من أن تثبتوا للناس نزاهة الانتخابات، قدمتم براهين كثيرة وأدلة على عدم النزاهة، وتجنيد عناصر من قوى المعارضة للعب لصالحكم.

السيد العضو عاشور يدلي بدلوه بين الحين والآخر في أي من وسائل الإعلام، فتارة نسمع منه ما لذ وطاب حول انتخابات مجلس الشعب، وتارة أخرى يتحدث عن مستقبل الحكم في مصر.. ولا أخفيكم سرا، كم فعلت بي تعليقاته وتصريحاته هذه في بداية الأمر، وتسببت في رفع ضغط الدم لدي، إلا أنني وجدتني أضر نفسي، وبحسبة بسيطة، وجدتني أمام خيارين، أما أن أقلع عن التدخين المسبب الرئيسي لارتفاع ضغط الدم، أو أن أتابع تلك التصريحات ببرود ودون إنفعال.. بصراحة وجدت أن الاختيار الأخير هو الأفضل.. ومن يومها لم يكن لتصريحاته أثر يذكر على ضغط الدم لدي.. فقط أشاهد وأتابع وأتعجب في إبداع المولى عز وجل وأتذكر قوله تعالى "ويخلق ما لا تعلمون".

وبعد صبر مرير وصمود طويل، لم أجد نفسي ألا وتنتابني نوبة من الضحك الهستيري في الرد المهذب جدا والخلوق الذي رد به أسامة هيكل على سؤال دينا عبدالرحمن مقدمة برنامج صباح دريم في رأيه حول ما قاله عاشور في الانتخابات الرئاسية المقبلة في الحوار الذي أجرته معه صحيفة "المصري اليوم"، والتي قال فيها بالحرف الواحد "إذا استمر الرئيس لفترة رئاسية مقبلة سوف أرشحه، وإذا كان الرئيس القادم جمال مبارك فلا مانع من موافقتى عليه شريطة أن يقدم برنامجاً جيداً يحقق العدل والمساواة"، ليرد الأستاذ أسامة سريعا على مقدمة البرنامج "ربنا يوفقه".

هذه التصريحات، تذكرت معها ما قاله عاشور أيضا في مقابلة أجراها معه برنامج "مانشيت" على شاشة "اون تي في"، والتي اعتبر نفسه خلالها أنه الناصر صلاح الدين الأيوبي الذي سيجاهد في سبيل الله والوطن لتحرير البرلمان من المعتدين.. ومن قبل أكد استمرار نهجه في الحياة العامة والسياسية على نهج وأفكار ومبادئ جماعة الأخوان.

لا أعلم، هل تعد تلك التصريحات متناقضة، أم أصبحت مشوشا بحيث لا استطيع تفسير ما يقال حولي، أم أصابني مرض ما أفقدني القدرة على تفسير ما تطالعنا به وسائل الإعلام من أقاويل وتصريحات على لسان مجدي عاشور.. أم أن أعراض الفصام بدأت تظهر على تصرفاتي.

وبذكر الفصام، سألت صديق لي طبيب نفسي عن أعراض هذا المرض، فأخبرني أن له أعراض كثيرة، أهمها فقدان المريض للقدرة على التفكير بشكل واضح ومنطقي ومترابط، كما يؤدي إلى اقتناعه بأفكار غير صحيحة اقتناعاً تاماً، وقد يحمل المريض قبل العلاج معتقدات غريبة متنوعة مثل تحكم كائن من الفضاء بأفعالهِ وتحركاته، أو أن الآخرين يستطيعون قراءة أفكاره وزرع أفكار جديدة في عقله.

ومن بين الأعراض أيضا، أن مريض الفصام يعاني من ضعف الإدراك، حيث يبدأ المريض بسماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة على أرض الواقع، وهي ليست أفكار في البال وإنما سماع حقيقي، كأن يسمع من يتحدث إليه معلقاً على أفكاره وأفعاله أو متهجماً عليه أو موجهاً له الأوامر أو غير ذلك، وكذلك يتحدث المريض إلى مجموعة من الأشخاص في خياله فقط، كما يمكن أن يرى أشياء مختلفة وغير حقيقية.

وبعد أن تعرفت على كافة الأعراض، تذكرت تلك التصريحات اللوزعية، ووضعتها جنبا إلى جنب، لأجد انها قد تعني بداية لفصام، ووجدت أيضا أنه من الواجب أن أنبه إلى هذه الملحوظة، فمن الممكن أن يكون المرض في بدايته، ولم يتمكن بعد منه، ومازالت الفرصة سانحة للعلاج.. وبعد تفكير عميق، وجدت أن فرصة العلاج غير متاحة حاليا، لسببين، الأول لعدم وجود مكان للعلاج بعد الشروع في إغلاق مستشفى العباسية، والثاني وهو الأهم، يقيني بأن المرض قد تمكن واستوطن ولا يمكن معالجته، ومن ثم فهو حالة ميئوس منها.

لكن قبل أن أنهي حديثي هذا، لابد أن أكون صريحا معكم.. فأكثر ما استفزني و"نرفزني" وصفه لنفسه بأنه سيكون صلاح الدين الأيوبي فى البرلمان لقلة عدد المعارضة داخل المجلس الجديد، مؤكدا أنه لم يترك الإخوان وفكرهم العظيم الذي لا يملكه أحد ولا يستطيع أى إنسان أن يبعده عنه متمثلا فى التيار المعتدل الوسطي للإسلام.

وكل ما أخشاه هو أن يجد نفسه بنهاية المطاف قد أصبح واليا على عكا ينتظر مكافأة ريتشارد قلب الأسد (سيد قراره) له، وأعتقد أن المكافأة ستكون خاصة جدا، وسرية أيضا، كالسيخ الذهبي في فيلم خلطبيطه والذي لم نعرف إلى الآن ماذا فعل به الفنان محمود عبدالعزيز في نهاية الفيلم.. وأخيرا، ولكي أريح ضميري وأكون منصفا، إذا ما ثبت فعليا إصابته بمرض الفصام، فله كل الأعذار والاعتذار، وإذا لم يكن كذلك، فهنيئا له السيخ الذهبي.

[email protected]