عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ارحموا مصر!

وقف القمص سرجيوس خطيباً فى جامع الأزهر أثناء ثورة 1919 وهتف " إذا كانت ذريعة الإنجليز لاحتلال بلادنا هي حماية الأقباط .. فليمت الأقباط وليعش المسلمون أحرارا" !!

ورد عليه الشيخ محمد عبد المطلب من الجهة الأخرى قائلاً : "كلانا على دين هو به مؤمن، ولكن خذلان البلاد هو الكفر".

هذا كان حال المصريين في تلك الثورة الفارقة في الحياة المصرية السياسية، لم يستطع الإنجليز حينها أن يفرقوا بين عُنصرى الأمة، فقد كان الجميع على درجة من الوعي الوطنى تكفل للأمة الإفلات من الخطر المحدق بها وبذلك انتصرت ثورة 1919 وحققت أول نجاح سياسى مصرى مع وجود الشهداء من الجانبين (المسلم والمسيحي).

وبعد ما يقرب من قرن وفى ثورة 25 يناير 2011 تحدث المعجزة مرة ثانية ويتكاتف عنصري الأمة في ميدان التحرير ويعودان بثورة نقية جديدة !!

حمى الشباب المسيحي إخوانهم المسلمين فى الصلاة وفعلها المسلمون والمسيحيون يترنمون بصلواتهم في الميدان، وضع المسيحي قميصه على الأرض ليصلى أخيه المسلم وقبلها كان يصب عليه الماء ليتوضأ!

تعامل الجميع مع بعضهم من منطلق المصرية والوطن. حققوا صرخة الشيخ عبد المطلب بأن خذلان البلد هو الكفر المبين بمعناها أنه إن تفتت هذا البلد بسبب تفتت عناصره فلن يستطيع أى منا أن يتعبد إلاهه أو يقيم شعائره !!بل ربما تلومنا الأجيال القادمة على ما اقترفناه

بحقها.

فماذا حدث بعد الثورة ؟؟

ما السبب فيما يجرى، ألم يأن الآوان أن يسترشد الطرفان بأقوال المتعقلين منهم، نعم هو حق لكل طرف أن يطالب بما يراه خيراً لحزبه وطائفته ودينه ولكن إن كان هذا الحق الآن يضر بمصلحة الوطن ككل، فاصبروا حتى تنهض البلد من كبوتها ويصبح للجميع ألسنة شرعية تطالب بما يريدون!!

وقديماً قالها الأستاذ محمد رشيد رضا :"تعالوا نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه".

ونحن جميعاً متفقون على أن نُقيل هذه البلد من عثرتها، وإلا فالتفكك مصيرنا ومآلنا، تعالوا نجعل لنا هدفاً نعمل من أجله فالأهداف السامية وحدها هي ما تؤجج المشاعر وتوجهها ولنجعله هو رفعة المجتمع، أم إنكم لا تجتمعون إلا على الثورات !!!

فلا تكونوا أكبر عوامل الهدم مسلمين أو سلفيين أو أقباط وإلا ستلعنكم الأجيال القادمة إلى يوم الدين ولن تجدوا حجة أمام رب العالمين.