رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ميلاد حزين‮ .. ‬يا مبارك


سبحان مغير الاحوال‮.. ‬المكان لم‮ ‬يعد هو المكان‮.. ‬والابتسامة اختفت من علي‮ ‬الوجوه ليحل محلها الصمت والاكتئاب والخوف من المجهول وأسوار السجون‮.. ‬لم شمل الاسرة تفرق وتغير كل شيء فلم تكن اسرة الرئيس المخلوع حسني‮ ‬مبارك علي‮ ‬موعد للاحتفال بعيد ميلاده اليوم بعد ان اصبح كل منهم في‮ ‬واد لكنهم مجتمعون في‮ ‬صفحة سوداء من تاريخ هذا الوطن ومتحدون جميعا في‮ ‬كل قضايا الفساد واهدار حقوق الشعب‮.. ‬انه الوضع الحقيقي‮ ‬الآن لاسرة مبارك بعد ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير المجيدة التي‮ ‬اسقطت نظام الحكم وخلعت الرئيس‮.‬

علاء وجمال في‮ ‬سجن طرة‮.. ‬هايدي‮ ‬وخديجة زوجتاهما ما بين الحبس والاتهام‮.. ‬سوزان لم تعد السيدة الأولي‮ ‬ولا‮ ‬يطيق لها الرئيس كلاما بعد ان شعر انها كانت سبباً‮ ‬فيما حدث له‮.. ‬كما ان عيد الميلاد‮ ‬يأتي‮ ‬للمرة الثانية بعد وفاة محمد علاء مبارك،‮ ‬حفيد الرئيس المقرب إلي‮ ‬قلبه لتتحول المقولة الشهيرة‮ »‬عيد ميلاد سعيد‮« ‬من زبانية النظام للرئيس إلي‮ ‬مقولة جديدة هي‮ ‬الأولي‮ ‬من نوعها إلي‮ »‬عيد ميلاد حزين‮ .. ‬يا ريس‮« ‬وهي‮ ‬رسالة الشعب المصري‮ ‬للرئيس في‮ ‬عيد ميلاده اليوم‮.‬

فمن حق كل إنسان أيا كان منصبه أن‮ ‬يحتفل بعيد ميلاده،‮ ‬ومن حقه أن‮ ‬يشعل الشموع بعدد سنوات عمره قلت أو كثرت ويطفئها حتي‮ ‬ولو كانت هذه السنون تمثل معاناة لغيره،‮ ‬ومن حق افراد أسرته ومحبيه أن‮ ‬يتصايحوا من حوله‮ »‬هابي‮ ‬بيرث داي‮ ‬تو‮ ‬يو‮« ‬حتي‮ ‬لو كان هذا الانسان رئيساً‮ ‬للجمهورية‮.. ‬من حقه أن‮ ‬يحتفل‮.‬

ولكن ليس من حق رئيس الجمهورية أن‮ ‬يحول عيد ميلاده إلي‮ ‬مناسبة وطنية أو عيد قومي‮ ‬للبلاد والعباد‮.. ‬تقدم فيه المنح والعطايا مثلما كان‮ ‬يحدث في‮ ‬كل عام في‮ ‬4‮ ‬مايو حيث كانت تتباري‮ ‬وسائل الاعلام في‮ ‬الاحتفال بذكري‮ ‬عيد ميلاد الرئيس المخلوع حسني‮ ‬مبارك ليتحول إلي‮ ‬عيد شعبي،‮ ‬ولا‮ ‬يجد التليفزيون المصري‮ ‬حرجاً‮ ‬في‮ ‬إذاعة فيلم الناصر صلاح الدين بالتزامن مع عيد ميلاد مبارك وكأنه فاتح مصر‮.‬

وكانت الصحف والجرائد القومية تنتابها موجة من النفاق الاعلامي‮ ‬والسياسي‮ ‬وتتسارع لنشر صورة الرئيس المخلوع تزينها عبارة‮ »‬كل سنة وانت بخير‮ ‬يا ريس‮« ‬إلي‮ ‬جانب العديد من عبارات التهنئة والمجاملات‮.‬

ولا أحد‮ ‬يعلم علي‮ ‬وجه التحديد كيف بدأت حملات النفاق ومن الذي‮ ‬أوعز إليهم بعيد ميلاد الرئيس ومن الذي‮ ‬أطلق نفير مسابقة الاحتفاء والاحتفال بذكري‮ ‬الميلاد الميمون لعرض إنجازاته وزياراته ولقاءاته‮!.‬

نذكر نموذجين من النفاق السمج للصحف القومية في‮ ‬المدح والثناء علي‮ ‬مناقب الرئيس المخلوع في‮ ‬آية من آيات

النفاق السمج‮. ‬ولا أحد‮ ‬ينسي‮ ‬ما كتبه أسامة سرايا في‮ ‬الأهرام في‮ ‬مقال بعنوان‮:"‬يوم أن ولدت مصر‮.. ‬من جديد‮« »‬اليوم هو‮ ‬يوم عرس للشرفاء الوطنيين‮.. ‬اليوم هو الرابع من مايو‮ ‬يوم ميلاد الرئيس‮ .. ‬لا‮ ‬يحتاج منا الرئيس مبارك أن ندافع عما وعد فأنجز وعمل فأعطي،‮ ‬ولكننا نحتفي‮ ‬بما حققناه تحت قيادته‮.. ‬صراحته ترياق أفقنا به من وهم طويل،‮ ‬وواقعيته صمام أمان لحلول الأزمات‮.. ‬لم‮ ‬يغامر بمصير أمته‮ ‬يوما‮"!.‬

وكتب مرسي‮ ‬عطا الله مقالاً‮ ‬غاية في‮ ‬آيات النفاق‮ ‬يفوق ما كتبه المتنبي‮ ‬في‮ ‬سيف الدولة الحمداني‮ ‬واستهله بعنوان‮ »‬وكان فضل الله عليك عظيما‮«!!.‬

‮"‬إننا لا نكتب فقط عن‮ ‬4‮ ‬مايو كعيد ميلاد الرئيس مبارك‮ - ‬أمد الله في‮ ‬عمره‮ - ‬وإنما نكتب عن مصر ودورها الذي‮ ‬تجاوز في‮ ‬تعامله مع الأزمات الطاحنة التي‮ ‬دهمت أمتنا في‮ ‬السنوات الأخيرة حدود كل ما هو معروف وشائع عن حجم ووزن ودور مصر وتأثيرها في‮ ‬قضايا أمتها‮".‬

وعلي‮ ‬الجانب الاخر كانت القوي‮ ‬الوطنية والسياسيون الشرفاء‮ ‬يحتفلون بعيد الميلاد ولكن بطريقة خاصة جدا فمثل هذه الايام العام الماضي‮ ‬نظم مئات النشطاء السياسيين وأعضاء حركات كفاية و‮ ‬6‮ ‬أبريل والعدالة والحرية والاخوان المسلمون وشباب الاحزاب السياسية مظاهرة حاشدة امام مسجد عمر مكرم،‮ ‬رافعين اللافتات المنددة بحكم مبارك والمناهضة لملف التوريث‮.‬

ولكن هذا العام،‮ ‬الامر مختلف تماما والعيد الثالث والثمانون لميلاد مبارك حمل مفاجأة من العيار الثقيل لمبارك وأسرته‮.. ‬فلا حملة مباخر ولا ابواق مديح تنافق الرئيس المخلوع في‮ ‬عيد ميلاده فكل من كان‮ ‬يحتفل معه بميلاده الميمون خلف اسوار طرة ومبارك نفسه‮ ‬يرقد في‮ ‬مستشفي‮ ‬شرم الشيخ تحت الحراسة المشددة بعد قرار حبسه‮.‬