رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عزيزي أحمد رجب .. «لا» لتغيير اسم «رابعة»

ألح كاتبنا الكبير أحمد رجب عدة مرات في إطلالته الرائعة (١/٢ كلمة) على ضرورة تغيير اسم ميدان ومسجد رابعة العدوية، بدأها يوم 18 نوفمبر 2013،

مبررا دعوته بأن الإخوان لوثوا اسم أشهر الناسكات الزاهدات رابعة العدوية، ووجه كلمته إلى محافظ القاهرة جلال سعيد قائلا: «أرجو أن تغير اسم الميدان والمسجد المسميين باسم رابعة العدوية أشهر ناسكات المذهب الصوفي في القرن الثاني الهجري،‮ ‬فقد أقرنوا اسمها بالجريمة والدم والإرهاب،‮ ‬كما اتخذوا من الأصابع الأربعة شعارا لهم،‮ ‬أرجو أن تختار اسما آخر للميدان والمسجد من أسماء الصحابة أو البيت النبوي الشريف،‮ ‬حتي نوقف اتجارهم باسم رابعة العدوية.. وشكرا كثيرا لك». وفي حديث بين كاتبنا الكبير ومحافظ القاهرة، اقترح الأستاذ أحمد رجب تغيير اسم الميدان إلى «ميدان الشهيد محمد مبروك» والمسجد إلى «مسجد الشهداء»، واستشار المحافظ وزير الأوقاف حول اسم المسجد، فاختار اسم «الإمام محمد عبده» للميدان والمسجد.
وتكرر طرح كاتبنا الكبير للفكرة في إطلالته عدة مرات، طالب فيها بسرعة تنفيذ اقتراحه، دون أن يترك الفرصة لدراسة الاقتراح وإمكانية تنفيذه. وعندما لم يجد الأستاذ أحمد رجب استجابة سريعة لاقتراحه، وكأنه مطلب شعبي، وصف المحافظ في إطلالة يوم 3 ديسمبر 2013 بأنه «مرعوب»، ولم أكن أرجو أن يقع الأستاذ أحمد رجب في هذا المزلق، عندما يبدو ديكتاتورا في إصراره وإلحاحه على تطبيق اقتراحه دون استطلاع آراء غيره من الكتاب والمفكرين وبقية المصريين، خاصة سكان منطقة رابعة العدوية.
لقد ركز الأستاذ أحمد رجب على الشكل، وهو تغيير الاسم، لأن الإخوان استخدموه ضد الشعب المصري. لنفترض أنه جرى تغيير اسم مسجد وميدان رابعة رسميا، سيظل الأمر على المستوى الشعبي كما هو، الناس سيستمرون في إطلاق اسم رابعة على المسجد والميدان، وتغيير الاسم لن يكون إلا دليلا على ضعف الدولة وعدم قدرتها على مواجهة هذا التنظيم الذي أفسد مصر، فتلجأ إلى الشكليات بدلا من إصلاح حال التعليم ونشر الوعي بين الناس بخطورة أفكار هذه الجماعة، وإظهار مكانة هذه الناسكة التي أخلصت العبادة لله ولم تستخدم الدين في الوصول إلى أهداف دنيوية رخيصة كما فعلت الجماعة التي تسللت إلى قلوب البسطاء للوصول إلى السلطة التي زالت، لأنها فرَّقت المصريين بدلا من أن تجمعهم، ولم تستطع إخفاء رغبتها الجامحة في التهام كل شيء في مصر. فرق كبير بين «رابعة» التي أخلصت لله واشترت الآخرة بالدنيا والإخوان الذين باعوا الآخرة واختاروا الدنيا عندما تاجروا بالدين وجعلوه وسيلة لأهدافهم الدنيوية.
عزيزي أحمد رجب: «رابعة» باقية إلى يوم الدين، ولا يستحق الإخوان أن نمنحهم فرصة إزالة اسمها أو تشويهه، مع عدم رضانا عن أخطاء وقعت يوم 14 أغسطس 2013. الإخوان زائلون قريبا لأنهم لم يتركوا ما

يجعلهم يستحقون الخلود، ولنتذكر أن طائفة الحشاشين الإسماعيلية قد زالت ولا يتذكر أحد الآن إلا جرائمهم القائمة على الاغتيالات وبث الفتن في البلاد الإسلامية. وما يفعله الإخوان والجماعات الإرهابية اليوم يذكرني بهؤلاء الحشاشين الذين عاشوا ما بين القرنين الخامس والسابع الهجريين، ودربوا الشباب على الاغتيالات ووعدوهم بأن مصيرهم الجنة، وممن اغتالوهم الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والخليفة العباسي الراشد.
عزيزي أحمد رجب: إذا قررنا اليوم تغيير اسم مسجد وميدان رابعة بسبب الإخوان، سنغير غدا اسم مسجد وميدان الإمام الحسين رضي الله عنه، لأن هناك مخططا شيعيا للاستيلاء على المسجد، وهكذا ستحاول كل جماعة أن تستولي على ما تشاء من أماكن لها أسماء شخصيات خالدة في التاريخ.
ظاهرة الإخوان إلى زوال، وستبقى رابعة في قلوب محبيها ومن يحبون الله ورسوله. إنها رابعة العدوية التي عاشت ثمانين عاما وتوفيت عام 180 هجرية، وقد أشار كبار التابعين إلى بطلان الخزعبلات التي حكيت عنها، يورد الذهبي في كتابه «سير أعلام النبلاء» قول أبي سعيد بن الأعرابي: «أما رابعة فقد حمل الناس عنها حكما كثيرة، وحكى عنها سفيان وشعبة وغيرهما ما يدل على بطلان ما قيل عنها».
عزيزي أحمد رجب: لا تظلم «رابعة» الملقبة بـ «أم الخير».

وقفة:
ليسمح لي أستاذنا أحمد رجب بالإشارة إلى خطأ لغوي في إطلالته المنشورة بتاريخ 18 نوفمبر 2013 والمشار إليها في بداية المقال، إذ ورد فيها قوله «فقد أقرنوا اسمها بالجريمة والدم والإرهاب» والحقيقة أنه لا يوجد في معاجم اللغة الفعل الرباعي «أَقْرَن»، وإنما هو فعل ثلاثي «قَرَن» وعند إسناده إلى واو الجماعة في صيغة الماضي يصبح «قَرَنُوا». جاء في معجم اللغة العربية المعاصرة «قَرَن يَقرُن ويَقرِن، قَرْنًا، فهو قارن، والمفعول مَقْرون (للمتعدِّي)، قَرَن بين القول والعمل/ قرَن القولَ بالعمل: جمع بينهما».