عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتشلوهم من الإخوان قبل فوات الأوان

كانت الساعة قد قاربت على السادسة مساء يوم الجمعة الماضي، عندما انتقلت من الخط الثاني للمترو (الجيزة- شبرا الخيمة) إلى الخط الأول (حلوان- المرج) متجها إلى محطة عين شمس.

ظلت حشود البشر تتوالى على محطة الشهداء للحاق بأحد قطارات المترو قبل أن يأتي موعد حظر التجول في السابعة مساء، وكان كل قطار يدخل المحطة محملا بآلاف من البشر يخرج بعضهم ويدخل أضعافهم. فات قطار وآخر، والحال كما هو بل أشد، ولم يكن من حل سوى الركوب وسط الزحام الشديد. ظل الجميع متحملا  من أجل الوصول إلى المنازل، إلى أن دخل القطار محطة سراي القبة، فوجدنا حشودا كبيرة من الشباب على امتداد رصيف المحطة تكاد تساوي في العدد من هم داخل القطار، كنا نظن أن بعضهم سيركب والبعض الآخر سيستقل القطار التالي، لكنهم أصروا على دفع الركاب دفعا، وظلوا يدفعونهم دفعا شديدا حتى جعلوا العظام تكاد تتكسر، وبصعوبة تمكن قائد القطار من إغلاق الأبواب. ولم يكتف هؤلاء الشباب بما فعلوه، بل كشفوا عن هويتهم الإخوانية عندما ظلوا يغنون ويهتفون هتافات ضد الجيش والشرطة وثورة 30 يونيو، ووضعوا ملصقاتهم على سقف وجدران القطار، ولولا أن الركاب تحلوا بالصبر لوقعت اشتباكات قد تؤدى إلى قتلى في هذا المكان الضيق. ولأن هؤلاء الشباب –الذي يعملون لصالح الإخوان- فشلوا في تعطيل القطار في محطة سراي القبة، فإن بعضهم حاول –في المحطة التالية- الوقوف في وسط الباب للحيلولة دون إغلاقه، وبعد محاولات تحرك القطار وأحد هؤلاء الشباب واقف بين ضلفتي الباب، وكان تحرك القطار الوسيلة الوحيدة لتفويت الفرصة على من أرادوا تعطيل الناس عن الوصول إلى منازلهم، ولو توقف هذا القطار فإن خلفه العديد من القطارات التي يحمل كل واحد منها آلاف البشر. وعندما وصلنا إلى محطة عين شمس نزل بعضهم من القطار وواصلوا هتافاتهم ضد الجيش والشرطة، واعتلى بعضهم بوابات الخروج الإلكترونية، ومارسوا القفز عليها من أجل تخريبها. كل هذا قد تزامن مع اقتحام مجموعة من الإخوان محطة البحوث ومحاولتهم تعطيل المترو هناك. والفارق أنهم في المسافة بين سراي القبة والمرج فعلوا ما يشاءون دون أن يجدوا أفرادا من الشرطة يواجهونهم أو يمنعونهم من محاولات تعطيل المترو أو تخريب بوابات المرور.
لا تدل هيئة هؤلاء الشباب على أنهم غارقون في الأخونة،

وإنما تنبئ عن أنهم جرى استئجارهم كما حدث مع الذين انتظموا في اعتصام رابعة العدوية. وكنت في مقال سابق (أكل العيش المسموم- الوفد- 14 أغسطس 2013) نبهت إلى خطورة الطريقة التي انتهجها الإخوان في جمع الناس بالأموال وتوظيفهم لزيادة الأعداد والهتاف والتعبير عما يريدون من أفكار. ومكمن الخطورة أن هذه الطريقة قد تروق للجماعات الجهادية والإرهابية وعصابات تجارة المخدرات والبشر، فيوظفون هؤلاء البشر في الممارسات الإجرامية، لأن الحاجة إلى الأموال قد تدفع من لديهم فراغ إلى فعل أي شيء.
وكنت قد اقترحت أن نسعى إلى مشروع قومي للقضاء على البطالة، والفكرة بسيطة جدا، تقوم على إحياء الوقف الخيري، وأن تتولى الحكومة جمع الأموال من الناس لإنشاء مصانع ومشروعات صغيرة يجري توزيعها بعدالة في جميع أنحاء الجمهورية، وأن توظف هذه المصانع والمشروعات لإنتاج ما تحتاجه كل منطقة، وما يفيض يتم توزيعه على المناطق الأخرى أو تصديره خارج البلاد. ويضاف إلى ذلك، أن أرباح هذه المصانع لا تذهب إلى خزائن الدولة أو جيوب كبار الموظفين، وإنما يحدث استثمار لها ببناء مصانع ومشروعات جديدة، وهكذا نستطيع تنمية الأموال التي وهبها المواطنون لوطنهم، وفي الوقت نفسه ننقذ الشباب من الجماعات الإرهابية وعصابات الإجرام.
ويمكن –كذلك- استثمار الأموال الناتجة عن هذه المصانع والمشروعات في تمويل الأبحاث العلمية التي تهدف إلى تطوير المنتجات، وبذلك نكون قد وقفنا على الطريق الصحيح الذي يوظف العلم في خدمة الإنتاج، وإذا طبقنا هذه الفكرة قد نتمكن من أن نكون من الدول المتقدمة خلال سنوات معدودة.