رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كنوز مصر المختبئة

 

من حسن حظ هذا البلد أن النظام السابق لم يفكر في استخدام سوي جزء ضئيل من كنوز مصر التي حفظها الله للاستفادة بها في السنوات المقبلة، وقد كان هذا النظام بخيلاً مع شعبه، كريماً مع العدو الصهيوني، يمنحه الغاز الطبيعي بأسعار ضئيلة مقابل عمولات يحظي بها بعض أفراد العصابة الحاكمة، ويترك للإسرائيليين حرية التجول في سيناء وكأنها ملك لهم وليس للمصريين، ووصلت عداوة »مبارك« لشعبه إلي حد أنه منح إسرائيل تفويضا لجمع المعلومات عن المصريين، حسب ما كشفت مستندات جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي التي نشرتها جريدة روز اليوسف يوم الجمعة 27 مايو الماضي في تحقيق بقلم توحيد مجدي.

رغم أن النظام السابق نهب أموال مصر بصورة لم تحدث من قبل عبر التاريخ، إلا أن هذا البلد حفظ الله له العديد من الكنوز التي تحتاج إلي جهد كبير من أبنائها لتحويلها إلي أموال تجري في أيدي المصريين وتجعلهم من أغني الأمم بالجهد والعرق. تزخر مصر بالعديد من العلماء الذين قدموا - وما زالوا يقدمون - العديد من الدراسات التي ستغير وجهها إذا تحولت الأفكار المجردة إلي واقع علي الأرض. يكفي أن نعلم أن رمل سيناء يمكن أن يوفر لمصر مليارات الدولارات بدلا من إهدائه إلي إسرائيل بـ »تراب الفلوس«، فقد أفزعني أثناء بحثي علي شبكة الإنترنت العثور علي خبر نشرته جريدة »المصريون« يوم 28 إبريل 2010 أي منذ نحو ما يزيد علي العام، يشير إلي تقرير أعده أستاذ الاقتصاد الدكتور محمد النشرتي، يشير فيه إلي أن مصر تصدر الرمل الزجاجي المخصص لصنع الإلكترونيات إلي إسرائيل بسعر أربعة دولارات للطن، وتبيع إسرائيل طن الرمل السيناوي إلي الولايات المتحدة الأمريكية بسعر 12 ألف دولار للطن، وتستورد مصر رمالها بسعر 17 ألف دولار للطن في صورة أجهزة إلكترونية وكهربائية.. وتضمن الخبر أن اللواء مراد موافي مدير المخابرات المصرية »حالياً« تقدم باقتراح للحكومة المصرية، بإنشاء مجمع صناعي للاستفادة بهذه الرمال وتوفير فرص عمل للشباب، وكان في ذلك الوقت محافظا لشمال سيناء، لكن الحكومة المصرية لم يكن لديها هدف الارتقاء بمصر، فقد كانت مشغولة ببيع المصانع القائمة ونهب الأموال الناتجة عن عملية البيع.. ومن عظائم الأمور أن نجد علي الإنترنت إعلانا لبعض شركات الاستيراد والتصدير عن وجود رمل زجاجي عالي الجودة لديها بأسعار مميزة، وتوضح في الإعلان أنه من جبال سيناء، فهل تنقذ الحكومة رمالنا من

أيدي الإسرائيليين والتجار الذين لا يدركون قيمة هذه الثروة التي تتمتع بها مصر؟.. نرجو أن تتوجه الحكومة بصورة جادة إلي الاستثمار في رمال سيناء بدلا من إهدائها لإسرائيل وإهدارها مجاناً.

وتزدهر بحيرة ناصر بكنوز لا تقدر بثمن، تتمثل في طمي النيل الذي يحجزه السد العالي، ويحمل العناصر المغذية للتربة والتي فقدتها الأراضي المصرية بسبب استهلاكها وعدم إمدادها بهذا الطمي لانقطاع الفيضان عنها بعد إنشاء السد، ولو نقل الطمي إلي الأراضي الصحراوية الصالحة للزراعة لأمكننا زراعة ملايين الأفدنة التي تضاف إلي الرقعة الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.. ولا يقتصر الطمي علي العناصر المغذية للتربة، وإنما يحمل الخير الوفير الذي كشف عنه العالم المصري الدكتور أحمد عبدالجواد رئيس فريق الأبحاث في معهد الكويت للأبحاث العلمية ومؤسس المجموعة الاستشارية الصناعية في جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة الأمريكية، وأشار إليه في حوار أجرته معه الزميلة سامية صادق في عدد مجلة »روزاليوسف« الصادر يوم السبت 21 مايو الماضي، وذكر فيه أن الطمي المتراكم خلف السد العالي وخزان أسوان يحتوي علي كميات هائلة من الذهب والبلاتين، ويمكن استخراج طن من الذهب وآخر من البلاتين يومياً، وتتكلف عملية نقل الطمي واستخراج الذهب والبلاتين منه 50 مليون دولار.. وأوضح العالم المصري أنه أجري دراسات أكدت أن كثافة الذهب في طمي السد 18 جراما في السنتيمتر المكعب وكثافة البلاتين 22 جراماً.

الثورة أتاحت لمصر فرصة استخراج كنوزها المختبئة التي تنتظر الاستفادة من عقول وسواعد أبنائها، لإنقاذ ثرواتنا من أيدي الآخرين الذين يأخذونها مجاناً في غفلة منا.. وكلمة الفصل أن المصريين أولي بتراب مصر ورمالها.

[email protected]