عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أخطاء انتحارية

ترتكب جماعة الإخوان المسلمين منذ ارتقاء أحد أعضائها رئيس حزبها السابق إلي رأس السلطة ما يمكن وصفه بأنه «أخطاء انتحارية». وضعت الجماعة في اعتبارها أنه ما دام الأمر قد آل إليها فإنه يجب ألا يفلت من يديها، وأن ذلك لن يتحقق إلا بإقصاء المخالفين ومن يقفون عقبة في طريق تحقيق «إمبراطورية الإخوان»

التي جاءتهم بعد 80 سنة من الجهاد والعمل المتواصل، وفي مقابل الإقصاء يكون إحلال أعضاء الجماعة والمائلين بهواهم إليها محل المطرودين من رحمتها. وجدت الجماعة نفسها فجأة تحكم أكبر دولة في العالم العربي، ولم تكن علي استعداد كافٍ للموقف، وربما لم تصدق حتي الآن أنها علي رأس السلطة في مصر، وهذا ما جعلها تتصرف  في الأمور دون تفكير كافٍ أو حساب الخطوات التي تخطوها أو دراسة الاحتمالات التي يمكن أن تنتج عن القرارات التي ستتخذها. إنها – علي الأقل - لا تقرأ القانون فتحدد صواب الخطوات  التي تتخذها من خطئها.
الجماعة تضيق بالأصوات المغايرة لصوتها، تريد أبواقاً تردد ما تقول، إنها لا تري أمام عينيها سوي نظام مبارك، فهي الوجه الآخر من عملة النظام السابق، لقد كانا يلعبان معا لعبة «توم وجيري»، وبعد أن سكن رموز النظام السابق في السجون، ظنت الجماعة أن الساحة خالية أمامها، لذلك أرادت ألا يشاركها أحد في «اللعبة». لقد حسبوا أنهم امتلكوا كل شيء، وأنه لا سلطان لأحد من البشر عليهم، وإنما هم وحدهم أصحاب السلطان، لهم ملك مصر، والأنهار تجري من تحتهم، يعطون من يشاءون، ويحرمون من يريدون، فالقرارات بأيديهم، والأختام لديهم يصدقون بها علي ما تزين لهم أنفسهم.
إنها غواية السلطة التي تجعل الإنسان يري الآخرين صغارا، وأنه وحده هو المتضخم مثلما كان الفراعنة يحرصون علي صناعة التماثيل الضخمة، ولو استطاعوا زيادة ضخامتها لفعلوا، فالسلطة التي بأيديهم تجعلهم يرون أنفسهم في المرآة بأحجام تزيد بشكل كبير جدا علي أحجامهم الطبيعية، وهم معذورون في ذلك، لأن من حولهم من المنافقين وأصحاب

المصالح ينفخون فيهم آناء الليل والنهار، وهم لا يرون إلا هؤلاء الأشخاص، ولأن دائرة هذه الفئة تتسع حول الحاكم فإنه ينظر إلي المخالفين علي أنهم مغرضون يقفون في طريق النجاح واستقرار البلاد، فيكون الجزاء الطرد من جنة الحاكم.
ويضيق الحاكم بأصوات أهل الإعلام التابع له ممن يخرجون عن النغمة التي يعزفها، أو يقفون عقبة في طريق توصيل ما يريد إلي الشعب المسكين، وفي هذا الإطار كانت محاولة العقاب هي الحل مع الزميل جمال عبدالرحيم رئيس تحرير الجمهورية حينما نشر المعلومات التي وقعت بين يديه والتي نشرتها صحف أخري، لكنهم كانوا قد اختاروه ضمن مجموعة أخري من الصحفيين الذين جعلوهم علي رؤوس الصحف القومية، وخاب ظنهم عندما لم يجدوه – في الواقع - علي هواهم، فبيتوا النية لإزاحته عند أول فرصة، ودفعتهم العجلة إلي الوقوع في الخطأ عندما تخبطوا في القول بأنه جري «إقالته» ومرة أخري «إيقافه»، وخرجت التعليمات متسرعة فصدر القرار منفردا من رئيس المجلس الأعلي للصحافة رئيس مجلس الشوري دون نظر في القوانين، لتزداد الجماعة تخبطا علي تخبط، وتكون النهاية سقوطها بأسرع ما يكون. وقد نسيت الجماعة أن الشعب أسقط النظام السابق لهم منذ أشهر ليست ببعيدة، وأن هذا الشعب لن يرضي بتكرار ما سبق، والحكيم هو من يعتبر بمن سبقه.
[email protected]