رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سائق التاكسي وأحمد عز

 

قال لي سائق التاكسي إن حبس رجل الأعمال أحمد عز لم يشف غليله، ولما تعجبت من حديثه، عاجلني بالقول إن »عز« وحبيب العادلي وغيرهما من مصاصي دماء المصريين من الفقراء ومتوسطي الحال يعيشون في زنازين مكيفة تمتلئ بوسائل الترفيه المختلفة، بما يجعل معيشتهم داخل السجن لا تختلف عنها خارجه.. ما يرضي سائق التاكسي البسيط أن يعامل هؤلاء الوحوش المعاملة نفسها التي ينالها غيرهم من أبناء الشعب الذين يعاقبون علي جرائم ارتكبوها أو نسبت إليهم ظلما وجورا.

لا يشفي غليل المصريين أن يتمتع لصوص الوطن بالحياة المرفهة خارج السجن وداخله، يأكلون ويشربون ما لذ وطاب، وغيرهم مازال يأكل الطعام المسرطن الناتج عن القرارات التي اتخذها الذين هان عليهم الشعب، وأرادوا أن يكون المواطن المصري عليلا تجتمع عليه الأمراض، فلا يقوي علي المعارضة أو طلب حقوقه. سولت الأوهام لأحمد عز وأمثاله تجويع المصريين، ظنا منهم أن ذلك يجعلهم مشغولين بلقمة العيش، فيبحث الواحد منهم عن وظيفة، وإن وجدها بحث عن أخري، عسي أن يوفر جنيهات قليلة تكفي شراء خبز وفول في زمن رفعت فيه حكومة أحمد نظيف أسعار السلع، وأصبح »الفول« نفسه عزيزا بعد أن قارب سعره العشر جنيهات.

في الوقت الذي يحيا فيه أحمد عز وحبيب العادلي وأمثالهما في زنازين مكيفة الهواء، يعيش بعض أهل مصر في عشش لا تحمي من برد ولا تقي من حر، ولم يكن هذا كافيا للنظر إليهم بعين الرحمة، بل إن حكومة رجال الأعمال فكرت في أن تسلب منهم العشش لتبني عليها أبراجا لأصحاب الحظوة الذين يمتلكون كل شيء وأعينهم علي العشة التي

تأوي الفقير. وإذا كان هناك من يعش في عشة، فإن هناك آخرين يعيشون في المقابر مع الأموات.

من الظلم أن يحبس أحمد عز وأمثاله في زنازين علي سرر ناعمة، ولا يشعرون بألم السجن وكآبة الأيام فيه، فكيف يشعر المصريون بالقصاص ومصاصو دمائهم يعيشون في النعيم؟ وكيف يشعر اللصوص بالعقاب والحياة داخل السجن تشبه خارجه؟ وهل من العدالة أن تكون هناك تفرقة بين المساجين حسب ثرائهم ومكانتهم السابقة في المجتمع؟

ليس من اللائق أن يحظي اللصوص بالنجومية خارج السجن وداخله، إن تاريخهم الأسود يسحب منهم المزايا التي كانوا يتمتعون بها، فقد خانوا الأمانة، ولم يراعوا حقوق المواطنة، كانت نظرتهم إلي المواطنين الآخرين علي أنهم عبيد ليس عليهم إلا الخضوع للسادة »المزيفين« مصاصي الدماء سارقي قوت الشعب.. العدالة تقتضي أن يذوق أحمد عز وأمثاله مرارة السجن، لأن السجين في قضايا هينة يعامل معاملة مهينة وينام علي سرير متواضع ويلتحف بغطاء رخيص، نرجو أن نري أحمد عز ينام علي مثل هذا السرير ويلتحف بمثل هذا الغطاء، فليس هناك سجين أفضل من آخر.

[email protected]