رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مباراة كبيرة ولاعبون صغار

لم تكن مباراة القمة بين فريقي الأهلي والزمالك مجرد مباراة في كرة القدم بل كانت اختبارا حقيقيا لقدرة الأمن المصري على حفظ النظام وتأمين اللاعبين والجماهير عقب استياء شديد من آداء الشرطة تجاه المتظاهرين بعد أحداث مسرح البالون ، ما جعل منظمة العفو الدولية تطالب بتحقيق عادل ومستقل في تعامل قوات الشرطة مع المتظاهرين.

المباراة التي تضاربت الأنباء والقرارات بشأن إقامتها أثارت مخاوف المصريين جميعا فوضعوا ايديهم على قلوبهم مرددين في نفس واحد "استر يا رب" فقد كانت المباراة بحق عبئا وضرورة.

راهن الكثيرون على أنها ستمر بسلام رغم المخاوف من أن يستغلها فلول النظام وأعوانهم من البلطجية لإشاعة الفوضى واحداث الوقيعة بين الثوار والمؤسسة الأمنية مثلما استغلوا حفل تكريم أقامته جمعية خيرية لعدد من أسر الشهداء. فما معنى أن يخطف البلطجية صور الشهداء من أيادي أمهاتهن ليرفعوها متاجرين بها ؟ ، وما معنى أن تتبرأ ائتلافات الثورة من اشتراكها في الأحداث التي تزامنت مع الحكم التاريخي بحل المجالس المحلية التي تعتبر قاعدة الحزب الوطني المنحل؟

كان المشهد داخل استاد القاهرة يدعو الى الهدوء والثقة في الجماهير الحقيقية لكرة القدم التي سعت وراء الفريقين لتستمتع بفنون اللعبة ، خاصة اذا كان طرفاها الناديين الأكثر شعبية في مصر، وسارت المباراة نحو جو ودي وروح رياضية عالية من الفريقين بدأها اللاعبون بدخولهم الملعب متشابكي الأيدي في رسالة تعكس حرص الجميع على إخراج المبارة

إلى بر الأمان.

على جانبي الملعب وفي مدرجات الجماهير، كان التشجيع مثاليا رغم ما تخلله من هتافات غير مقبولة تجاه بعض اللاعبين لكن سرعان ما انقلب الحال في الجزء الأخير من اللقاء وانفلت زمام اللاعبين وتعدى بعضهم على الآخر في اغتيال صريح لقواعد اللعب النظيف ، بل وصل الحال ببعضهم إلى إثارة الجماهير بالرد عليها بألفاظ وإشارات في ظاهرة باتت مصرية ولا نجد لها مثيلا في أي من ملاعب العالم.

اكتمل اغتيال الروح الرياضية بعدم اكتراث لاعبي الأهلي بزميلهم من الفريق الآخر الملقى على الارض وأصروا على إكمال الهجمة ليحرز دومينيك هدفا أضاف إلى رصيد الأهلي نقطة لكنه انتقص الكثير من رصيده في اللعب النظيف.

فاذا كان اللاعبون على هذا القدر من عدم الشعور بالمسئولية وعدم الإدراك لما تمر به مصر من ظروف صعبة تحتم عليهم لعب دورا في تهدئة الجماهير لا إثارتها فهم بذلك يثبتون أنهم لاعبون صغارا في مباراة كبيرة.