رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

احنا مش داقين عصافير

ما يروج له الفلول من اتهامات للإخوان بالضلوع في موقعة الجمل، وقضايا قتل المتظاهرين، لا يمكن أن يوصف إلا بالتدليس والتضليل، ومحاولة رمي الاتهام على طرف يريد نظام مبارك أن يحمله كل ما حدث دون دليل. فبعد تبرئة القتلة الحقيقيين كان لابد من البحث عن قاتل بديل "يشيل الليلة" تمهيدا لعودة النظام القديم، بعد منح رموزه البراءة.

ضلوع شفيق، المعروف شعبيا برئيس وزراء موقعة الجمل، في ترويج هذه الفرية، يؤكد استخدامه أساليب قذرة في مواجهة خصمه في الرئاسة الدكتور مرسي مرشح الإخوان، ومحاولة من الفريق لإلهاء الإخوان في تبرئة أنفسهم، مع علم مصر كلها أن الإخوان هم من دافع عن الميدان وحموه من بطش البلطجية في هذه الملحمة، وهذا ما أثبتته اللجنة القضائية لتقصي الحقائق في تلك الموقعة، حيث سلمت النائب العام الأدلة التي تؤكد تورط رجال الحزب الوطني المنحل في جلب البلطجية، وتثبت ضلوع عناصر من أمن الدولة، وبالتحديد قوة مكافحة الإرهاب، في قتل المتظاهرين، وكان بعضهم يرتدي زيه الميري أثناء القنص من فوق مبنى وزارة الداخلية والأسطح المحيطة به.
في الجرائم لابد من البحث عن الدوافع، وليس للإخوان أي دافع لقنص المتظاهرين، لسبب بسيط هو أنهم كانوا يملؤون الميدان، فهل يقتلون أنفسهم أو زملاءهم من المعتصمين؟!!! بينما الدافع لدى الفلول هو إخلاء الميدان بأي طريقة، حتى وإن كانت من العصور الوسطى، والقضاء على "شوية العيال" الذين تجرأوا على تحدي دولة القهر والفساد.
لماذا تحمل المجلس العسكري، طوال الفترة الانتقالية، اتهامات من الثوار بأنه الطرف الثالث الضالع في كل تلك الجرائم، وظل طوال هذه المدة يحمل أوزارها؟ وإن كان يعلم عبر مخابراته العسكرية أن الإخوان هم من فعلوها، فلماذا سكت عاما ونصف؟!!!
شفيق "بتاع الجمل" عندما يخاطب الشباب واعدا إياهم إعادته الثورة التي اختطفت منهم، يستخف بعقول المصريين، ويستحق سخريتهم التي تتندر به وتجعله "مسختها" وتقتله معنويا بتعليقات لو تابعها شفيق لانتحر، وأظنه يتابع، وربما يكون شحوبه وتلعثمه وعدم قدرته على قول جملة مفيدة، ناتج عن فقدانه الوعي والتركيز، بسبب ما يتجرعه كل يوم من كؤوس التريقة والتقريع.
شفيق، مرشح الفلول، لم يستطع إكمال جولة انتخابية واحدة إلا وتعرض مؤتمره لهجوم بالأحذية، أو اضطر لإلغائه، أو تعرضت بوستراته للإزالة والدهس بالأقدام، ما عدا الجولات التي نفذها في حماية فلول الوطني الداعمين، ماديا ومعنويا، لحملته، فهم يعولون عليه في استعادة ملكهم

ونفوذهم وفسادهم القديم وإعادة الأمور إلى سابق عهدها، وكأن الثورة كانت "بارتي" تكفل فيه الفريق بتوزيع البونبوني حتى ركب كرسي العرش مكان مثله الأعلى، وسط زفة إعلامية يقودها زعيم مليونيات العباسية، في وصلته اليومية من البط المباشر، فيصبح الإخوان هم من دهسوا المتظاهرين بعربات الشرطة، وقنصوا شهيد الإسكندرية المصور من بلكونة، وهم من قطعوا الاتصالات "وهما كمان اللي أكلوا الجبنة".
الشو الاعلامي والفيلم "الحمضان" الذي قام ببطولته المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة، وتصويره الأمر على أن هناك هجمة شرسة على القضاء، لا يقنع أحدا، فالكل يعلم أن الأدلة تم محوها، وأشرطة التسجيل التي تدين القتلة تم مسحها، ومستندات أمن الدولة تم فرمها، فوصلت القضية إلى القاضي مهلهلة، فاندلعت في أعقاب النطق بحكم البراءة لمساعدي وزير الداخلية مظاهرات و احتجاجات على تبرئة القتلة نتيجة لتضليل العدالة، ثم أن الزند ليس إلا رئيسا لنادي القضاة، وليس متحدثا باسمهم، والفرق شاسع بين لغته ومكانته مقارنة بالمستشار الغرياني، وهذا شيء طبيعي عندما يتعلق الأمر بأحد رجالات مبارك، فكان مؤتمره دعما لشفيق، وانتقاما من الإخوان، ليكمل سيمفونية العزف الفلولي التي تمهد لعودة نظام المخلوع لكنه أبدا لن يعود ... "هو احنا كنا بنهزر؟"
قديما شكى بعض أهل مصر واليا عليهم إلى الخليفة المأمون، فكذبهم ،وقال: تأكدت من عدل الوالي فيكم وإحسانه إليكم، فقال قائل منهم: يا أمير المؤمنين، قد عدل فينا خمس سنين، فانقله إلى غيرنا ليشمل عدله الجميع، فضحك المأمون ونقل الوالي.
فيا أيها الفريق، وفريقك، وفلولك، وعكاشتك، وزندك، وأمن دولتك "احنا فاهمين كل حاجة ومش داقين عصافير".

[email protected]