عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الاستبن والتوأم الملتصق

لم تدرك جماعة الاخوان المسلمين أن لقب "احتياطي" الذي أطلقته على مرشحها البديل محمد مرسي سيكون أول معول هدم في مشروع الرئيس الإخواني، فالجماعة هي من حجمت فرصه في سباق الرئاسة.

الواقع أن الجماعة ظلمت مرشحها، المعروف، شعبيا، الآن بالاستبن، وستجد صعوبة في تسويقه بعد أن نعتته بهذا الوصف الذي يحط من قدر رجل اختير أفضل برلماني في العالم لعام 2005 وربما لن تستطيع أن تقنع جموع الناخبين به بعد دفعها بخيرت الشاطر في بداية الأمر لأن ذلك يعد اعترافا منها بمحدودية قدرات الدكتور مرسي.
ولن تفلح كلمات الشاطر في إقناع الشارع المصري بقدرات بديله رغم اعترافه أنه أفضل منه في الممارسة السياسية، فإن كان كذلك لماذا لم يتم اختياره من البداية؟!!
الجماعة ترتكب أكبر الخطايا في حق نفسها وفي حق حزبها وتنافس أعدى أعدائها في الإسراع بالوصول إلى مرتبة متدنية في جدول المنافسة السياسية من خلال أداء برلماني متردي ومواقف متضاربة طوال الفترة الانتقالية ووعود لم تصدق في أي منها وتندفع بسرعة هائلة نحو قاع المشهد السياسي.
إنقاذ مصر ،كما تدعي الجماعة، لا يكون بالتكويش على البرلمان والحكومة والرئاسة، إنقاذ مصر يكون بالمشاركة لا المغالبة وان يتحول هذا الشعار المرفوع من قبلها إلى واقع، فيجب عليها أن تتعاون مع جميع القوى والتيارات السياسية بشكل حقيقي وبشفافية، إن كانت بالفعل حريصة على مصلحة

البلاد، ويجب أن تتراجع مصلحة الجماعة أمام المصلحة الوطنية، وأول خطوة في سبيل ذلك أن تسحب مرشحها، خاصة بعد أن قوبل برفض شعبي في أوساط كثيرة.
أما مشروع النهضة الذي بشر به التاجر الشاطر فلا أمل فيه بعد أن خرج علينا "يوسف العصر" وفاجأنا بأنه سيخصخص المياه والكهرباء بعد ثورة قامت على نظام أفقر البلد وباعها باسم الخصخصة.
لذا، وبعد أن حكمت الجماعة على مشروعها ومرشحها الاحتياطي بالفشل، عليها أن تتحمل تبعات ذلك وتعي أنها ستدفع فاتورة أعمال المراهقة السياسية، وإن أرادت إصلاحا، فلتفصل الحزب عن الجماعة وتخضع للرقابة لا أن تكون دولة داخل الدولة بتمويلها ومخابراتها التي ترصد اتصالات المسئولين.
ومثلما أضعفت فرص مرشحها الاحتياطي فقد حكمت أيضا على حزبها، الذي لم يبلغ الحلم بعد، بعدم الأهلية بالاضطلاع بالمهام السياسية الموكلة له، وإن لم تفعل فعلينا أن نتعامل مع الجماعة وحزبها على أنهما توأم ملتصق.

[email protected]