رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الشاطر رئيسا .. والمرشد خامنئي

تحولت جماعة الإخوان المسلمين من جماعة محظورة إلى جماعة محظوظة إثر ثورة دفعت بكوادرها من غياهب السجون إلى مقاعد الحكم، وبدلا من انحيازهم للثورة التي جعلتهم يطبقون على عجلة القيادة في وطن غارق فى الأزمات، انحازوا لمصالحهم وصفقاتهم وخضعوا تماما، في سبيل ذلك، لكل إملاءات المجلس العسكري وتهديداته، رغم ترويجهما لحالة صدام مفتعلة.

دخلت جماعة الإخوان المسلمين الملعب السياسي وفق شروط اللعبة بإنشاء حزب الحرية والعدالة، وبدلا من أن يضطلع الحزب بالأمور السياسية، ويمارس دوره كحزب حقيقي وثق فيه المصريون البسطاء لرفعه شعارات دينية، آملين في طهارة اليد، بعد أن باع الحزب الوطني مقدرات البلاد ونكل بالعباد، ظهر أن حزب الحرية والعدالة ليس إلا "شبه حزب" تم تعيين قياداته من قبل الجماعة، ويدار بالكامل من مكتب الإرشاد.
فما معنى أن تعقد الجماعة مؤتمرا صحفيا لتعلن عن اختيارها المهندس خيرت الشاطر مرشحا رئاسيا لها، ولماذا لم يصدر ذلك عن ذراعها السياسي، وأين الدور السياسي للحزب إذا كان المرشد هو من يدشن حملة نائبه للرئاسة.
الأخطر، أن خيرت الشاطر، تنظيميا، أقل درجة من المرشد، وفي حال فوزه بمقعد الرئاسة سيصبح أعلى سلطة من الدكتور بديع، لذلك أصبحنا بين أمرين:
فإما أن يصبح المرشد بمثابة "خامنئي" مصري، كونه أعلى سلطة في الجماعة، وفي هذه الحالة ستخرج جميع القرارات المصيرية من مكتب

الإرشاد، وتسير مصر على نهج ملالي إيران، وعندها ستدخل البلاد في نفق مظلم، ترقد جثة الدولة المدنية تحت ثراه.
وإما أن تتخلى الجماعة عن سيطرتها على الحزب وتتركه يمارس دوره دون تدخل منها، وتتفرغ لأعمالها الخيرية والدعوية، وتخضع لرقابة مؤسسات الدولة، عملا بمبدأ الشفافية، فالوضع جد مريب ويطرح آلاف الأسئلة.
وستظل الاتهامات تلاحق الجماعة وحزبها الذين لم يقتنصا الفرصة لخدمة الوطن، بل يعملان على إضعافه بسياسات التكويش والتردد وغياب الرؤية والإصرار على مسك العصا من المنتصف.
قرار الدفع بالشاطر، حتما سيضر الجماعة وربما يكون قشة تقصم ظهرها، وستتوالى الاعتراضات والانشقاقات داخلها خاصة من شبابها فهم أكثر انتماء للثورة من شيوخها.
أخيرا، بات من الواجب أن تتقدم الجماعة باعتذار رسمي للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، والاعتراف بخطأ طرده منها، فقد انتفى السبب الذي من أجله أعلن الإخوان غضبهم على المجدد الثاني للجماعة بعد حسن البنا.

[email protected]