أميرة الكعكة

نعم كانت الأجمل من بينهن، بفستانها الأصفر الفضفاض

وشعرها المعقوص للخلف مع بضع خصلات متدلية على جبينها

جاءها

اختارها من بين ذويها

ليتوجها أميرة

أميرة على مملكة بيضاء من السكر والعسل

أبدل ثيابها الرثة

ألبسها فردة الحذاء المفقودة

أزاح عنها الأقزام

قبّلها قُبلة الحياة ليخلصلها من سم التفاحة اللعينة

مسها بيده وهو يزيح عنها وعثاء الحياة وثقل الزمان

لمم أشلاء قلقها

أفزع كل مخاوفها فارتعدت فرائسها وهربت من داخلها

ثم جاءها بالشمس والقمر سُجَّدا

وأمسك بأنامل روحها وجذبها حتى بلغت أسباب السماء

لا .....

لا أقوى على قطع كعكة مملكتك

ولكن تحت وطأة إلحاح الأصدقاء

مددت يدي إلى السِّكِّين

ترددت

ارتجفت يداي كيف أكون أنا السبب في الفراق

لم يمهلني القدر الفرصة للتراجع،

وضع يده فوق يدي

وقسم الكعكة إلى قطعتين

وقلبها إلى ألف قطعة وقطعة

قطع كافية لإغراق أفئدة الكون في بحور من الحنان وأنهار من اللوعة

باءت الأميرة في ناحية

والأمير في الناحية الأخرى

تجنبت النظر إليها

ولكن عينيّ لم تقوَ على تجاهلها فدنت مِني نظرة إلى عين ملؤها الرضا

نعم رضا

رضا على لحظات عاشتها كأميرة

ليس على تلك المملكة الصغيرة

ولكن على مملكة قلبه

ولو للحظات معدودة

ولكنها كانت كافية لتعيش عليها

أو تموت فيها

"كل سنة وأنت طيبة يا مليكا"

أجابتهم دموعي

ليظنّ الجميع أني أنعى سنة قد مضت من العمر

وليس لفراق من استحق الخلود....