عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أنين المياه الراكدة

 

 

- جذبَتْ يدَه بقوّة

فحدّجها بنظرة لائمة مُدهشة

- "لم فعلتِ ذلك؟"

- "لماذا تقذف المياه بالحجارة هكذا؟"

- ألجم سؤالها لسانه، واتسعتْ حدقتا عينيه في محاولة لاستيعاب الأمر... "و ...وماذا في ذلك....؟"

- "إنّك تؤلمها".

نظر للنهر باحثا عما يمكن أن تسببه له الحجارة من ألم، فلمّا لم يجد شيئًا... عاود النّظر إليها متسائلا.

- " أؤلم مَنْ؟! "

- قالت له بنفاد صبر .. "المياه الراكدة".

- إنّ كلّ ما هو راكد يعتاد على سكونه.

يألفه

يحبه

فتركن عضلاته إليه في عشق وخنوع

تؤثرُه على ما دونه من حركات، حتّى وإنْ حملت معها سعادة الدنيا وخلاص الآخرة.

تمامًا كالنفس التي تهيم عشقا من دون محبوب تهواه ...

تتغذى على أمل اللقاء .

ترعى في جنّات الأماني..

حتّى تجتزَها آيادي اليأس ..

فتأوي إلى مكمنها ...

وتستسلم إلى مصيرها ...

تعتاده بل وتأنس به وتكره كل ما دونه ...

فلماذا تداعبها بحصى الآمال ...؟!

لماذا تدغدغها برزاز مياه المحياة ؟........

؛ لتعيد إليها ما قد وارته في ثرى الذاكرة ...

انظر كيف تسعد تلك المياه حين تلقي بها بحصاك مغتبطًا ...

فتظنّ أنّك محبُّها ...

فترتسم على وجنة سطحها بسمات متتابعات ...

والتي سرعان ما تتحول إلى شفاه مقلوبة من أمواج تعيسة ...

عندما تشعر بالملل الذي يسري إليك حين تعطيها ظهرك وتغيب بين الأشجار ...

لقد ألقيت فيها أمل طال غيابه قبل أن تنتزعه نزعًا، دون أن تعطيها فرصة لتشبع فؤادها .

أكاد أن أسمع وقع دمعها

مع كل حجر تلقي به فيها ...

اتركها لحالها ...

فما أشقّ من اليأس سوى أفول شهاب الأمل بعد سطوعه" ...

استسلمت أصابعه لكلامها .

فلانت على ما بها من أحجار ...

لترتطم كلها بالأرض دفعة واحدة ..

ذهبَتْ إلى مياه النهر

مالت عليها بجسدها

لامست وجه سطحها بباطن كفها

أخذت تُربّت عليها فى حنان معتذر

فهدأت الأمواج التي خلفتها ضربة الحجر تحت يديها..

حتى عادت إلى سكونها الأوّل ..

شعرت بنظرة تخترق ظهرها ..

التفتت لترتطم عيناها بنظرة حانية منه لطالما انتظرتها

وقعت نظرته داخل نهر اليأس بداخلها

فملأته أملا حُلوًا بدد أجاج مائه

وياليته رحمها من هول تلك النظرة

فما لبث ان أجفل بعينيه ولملم أشياءه وهجرها مليا

طأطأت رأسها

مستندة بكفها على أرض الشاطىء حتى لا تخل خيبة الأمل من اتزانها

لتفاجأ بموجة صغيرة من النهر تهرع إليها مسرعة لتلامس سطح كفها

فتغمره بمياه حانية

غسلت كل ما علق بنفسها من آمال

وأعاد إليها توازنها

و...

ركودها ......

-