رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحمار يرسم ... فمن يشاهد؟

للكاتب الكبير أحمد رجب حكاية عن لوحة رسمها حمار ، وتقول الحكاية أن فنانا كان كلما أبدع عملا وعرضه للجمهور أعرضوا عنه وانصرفوا وقالوا عليه " شخبطة "، فأراد أن ينتقم منهم فربط الفرشاة في ذيل الحمار وتركه يلهو في الألوان بذيله ويضع على سطح اللوحة ، ولما امتلأت بالألوان عرضها فأقبل الناس عليها ليموت هوغيظا وإن امتلأ جيبه بالمال.

 

حكاية الفن هذه والتعامل معه على أنه طلاسم ليست كذلك بل هي كما يعلمنا الفنان عدلي رزق الله مجرد خطوات نتعلمها فنفهم ونتذوق ونستمتع وربما نكسب أيضا .

فالفنون البصرية بأشكالها من أكثر أنواع الفنون الغائبة عن إداركنا بشكل ملحوظ؛ وهي لا تحظى بنفس الجماهيرية التي تحظى بها غيرُها من الفنون كالموسيقى و الأداب على سبيل المثال حيث يعتبرها البعض ألغازا يصعب فهمها وحلّها و البعض الآخر يذهب إلى السخرية منها باعتبارها درب من دروب الجنون والفانتازيا التي لا تحمل قيمة أو معني .

لذلك يقدم لنا الفنان التشكيلي عدلي رزق الله في كتابه " كيف ترى ؟ " مجموعة من الخطواط الرئيسية و البسيطة في نفس الوقت لفهم وتلقي الفنون التشكيلية بكافة أشكالها وأنواعها مستعينا ببعض الصور للوحات عالمية كي يتيح للقارئ تطبيق ما يتعلمه من الكتاب بشكل عملي .

فيقول رزق الله في مستهل كتابه : " لكي تتكون الشخصية السوية القادرة على العمل والإبتكار والاستمتاع في آن واحد لابد أن يتحقق لتلك الشخصية النمو في عدة طرق متوازية يكمل بعضها بعضا ........ العين ترى بشكل عابر ولكن إذا اهتم الإنسان بالتأمل قليلا وأعطى لنفسه الوقت الكافي للتأمل هنا تكون المتعة للعين ..."

 

وقد اخترنا لك من كتاب " كيف ترى " بعض الخطوات الواجب مراعاتها لتتذوق

الفنون التشكيلية وتستمتع بها .

أولا : زمن التلقي

هناك مشكلة تعوق تلقي العمل الفني دون ذنب اقترفته اللوحة أو العمل الفني عموما وأيضا دون ذنب من المتفرج و المتلقي .

نبحث سريعا عن المعنى فور رؤيتنا للوحة أو عمل فني متوقعين أن نجد إجابة واضحة و مختصرة تفسر لنا المعنى في الحال ويغيب عنا أن رؤية وتلقي اللوحة تجربة فردية لها أصولها . ومن هنا تأتي أهمية زمن التلقي فالعمل الفني لا يجبرنا على تلقيه ولكن علينا نحن أن ندرب أنفسنا على ذلك لفهم اللوحة .

عندما تذهب لرؤية معرض لا تهرول من لوحة لأخرى ولكن عليك أن تعطي لكل لوحة وقتها الكافي من النظر والتأمل وتترك لنفسك الوقت الكافي للتأثر بها ؛ بألونها وقيمها التشكيلية ؛ فليس من الضروري أن تعطي كل لوحة معنى بل هناك بعض اللوحات تعطي حس فقط للمشاهد ؛ فالألوان المنسجمة والخطوط المتناغمة ستولد لدي الرائي احساسا ما سيجعله يفهم تلك اللوحة بل وسيستمتع بها أيضا .

فلكل عمل فني طاقة سحرية تحدث بداخلنا تاثيرا خاصا شديد الغموض لا يمكن القبض عليه أو تفسيره بإعمال العقل والبحث عن معنى .