رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. وجدى زين الدين يكتب : الوعى.. قضية وطن

د. وجدى زين الدين
د. وجدى زين الدين

على خلفية قيام الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة بتنظيم معسكر قادة المستقبل خلال الصيف الماضى والذى يهتم بإعادة بناء الانسان وتطوير العقل المصرى. فهذا المشروع الفكرى والثقافى كان بمثابة مشاركة من جامعة القاهرة لبناء الوعى لدى طلاب الجامعة الذين هم أمل البلاد فى المستقبل. وأذكر أننى حين تم دعوتى للحديث فى هذا المعسكر، كان شغلى الشاغل هو التركيز على تنشيط الوعى لدى الطلاب، بما يتواكب مع فكر الدولة المصرية الجديدة. والحقيقة أن جامعة القاهرة هى الوحيدة التى قامت بهذا المشروع الوطنى الايجابى والفعال منذ عدة سنوات وأصرت على تنفيذه رغم جائحة كورونا.
ولإعمال العقل والفكر وسبل تطوير العقل المصرى لبناء الإنسان العصرى، كان من الضرورى وجود مشروع وطنى مصرى، والذى تبناه الرئيس السيسى، وبدأ تنفيذه على أرض الواقع. كما أن هذا المشروع الثقافى الوطنى للدولة المصرية يسعى إلى بناء دولة عصرية جديدة ديموقراطية فى إطار بناء جمهورية جديدة، والتى لا يمكن تحقيقها بدون البحث العلمى وإعمال العقل، وأنه فى سنوات قديمة كان يتم الاعتماد على الحفظ والتلقين دون إعمال العقل، أما فى الفترة الحالية فنحن فى أشد الحاجة إلى إعمال العقل، فإن المواطن المصرى ذكى بشكل عام ويتمتع بفطنة وقدرة على صنع المستحيل. إن مصر التى تتغير الآن لا يمكن أن ترتقى بدون إعمال العقل وتطوير وبناء الإنسان من داخل قاعات العلم والبحث العلمى، كما أن الدولة المصرية تغيرت بشكل كبير خلال ٧ سنوات، وأنجزت مشروعات عملاقة فى كل الاتجاهات والأصعدة، ما تم تحقيقه خلال هذه الفترة يعد إنجازًا ضخمًا بكل المقاييس.
إن الدولة المصرية تقوم حاليا بكل الانجازات الفعلية على أرض الواقع من خلال إعمال العقل والبحث العلمى، وذلك فى وجود إرادة سياسية ينفذها الرئيس السيسى، من خلال إحداث تغيير فى الواقع العلمى، وبناء الإنسان المصرى، وتطوير العقل بما يتماشى مع الحالة المصرية التى نعيشها الآن. وهذه الفترة تعد فرصة ذهبية لإعمال العقل والتفكير والبحث العلمى القائم على التفكير والنقد، وذلك من خلال ثقافة جديدة وفكر مختلف وجديد بما يتماشى مع ما تنجزه الدولة من مشروعات عملاقة على أرض الواقع.
ولذلك أوجه النصيحة بإعمال العقل وضرورة التفكير والابداع والابتكار لبناء مصر الجديدة، من خلال إعمال العقل فى كل أمور حياتنا، خاصة أن إعمال العقل يرتقى بالفكر، وهو ما يمثل بناء حياة أفضل للمواطن المصرى، ولذلك نجد

كتاب الدكتور محمد الخشت «نحو تأسيس عصر دينى جديد» يتحدث فيه عن إعمال العقل، ونقد العقل المغلق والرؤية الأحادية، والتى تقودنا إلى كارثة حقيقية تتمثل فى الجهل، وأننا لفترة طويلة قبل ٣٠ يونيو كنا نعيش فى واقع أسود، مع انطلاق الجماعات الإرهابية التى أفسدت الشعب المصرى، وأكملت مفسدتها بعد ثورة 25 يناير وتولى الإخوان الحكم لمدة عام، والذى عانت فيه مصر من تدهور اقتصادى وعدم استقرار أمنى وسياسى، وتدهور الموروث الثقافى.
كما شهدت هذه الفترة حصارًا شديدًا على العلماء داخل الجامعات والتى كان من بينها جامعة القاهرة. كما أن بناء العقل يتم من خلال روافد عديدة، أولها يتمثل فى البحث العلمى والعلماء، وأستغرب عدم قيام الجامعات الأخرى بتدريس مقرر التفكير النقدى، الذى يعد متطلبا هاما لبناء الوعى، وأقترح تدريس مادة دراسية تحت مسمى «الوعي»، فهذا هو التوقيت المناسب لها، كما أنه من الضروري إحداث تغيير لكافة العلوم التى يتم تدريسها لتواكب ما يحدث من مشروعات عملاقة تنجزها الدولة المصرية على أرض الواقع، وضرورة مواكبة الجامعات لكل ما يحدث فى الدولة المصرية الجديدة التى يتم بناؤها من خلال علماء الجامعات. إن الدولة المصرية تتعرض لكثير من المؤامرات والشائعات تستهدف التقليل من شأن الانجازات الواقعة على أرض مصر. ولذلك فإن التسليح بالوعى هو الضرورة الملحة جدًا من أجل التصدى لكل مؤامرة تحاك ضد الدولة المصرية. وهذا ما سعدت به خلال المعسكر الفكرى والثقافى الذى قامت به جامعة القاهرة برعاية الدكتور محمد عثمان الخشت واشراف الدكتور عبدالله التطاوى مساعد رئيس الجامعة للشئون الثقافية.

[email protected]