رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أبو ذر الغفارى"زعيم المعارضة وعدو الثروات"


هو ذلك الرجل العظيم الذى قال فيه الرسول(صلى الله عليه وسلم)عندما رآه"إنه ذو طبيعة متمردة جياشة رافضة للباطل"، فقد أقبل"أبو ذر"على مكة وهو فى قمة سعادته، ودخلها وهومتنكرًا باحثاً عن النبى (صلى الله عليه وسلم)الجديد الذى أرسل فى مكة، وقد مضى يتسمع الأنباء من بعيد، فكلما سمع قوما يتحدثون عن النبى"محمد"اقترب منهم, حتى جمع من نثارات الحديث هنا وهناك مادله على ذلك النبى العظيم.

وقد رأى"أبوذر"النبى فقرأعليه السلام, فرده عليه (صلى الله عليه وسلم)ثم سأله من أنت؟، فقال له"أبوذر". فسأله: من أين أتيت؟، فقال:أنا من "غفار"، فتعجب النبى"صلى الله عليه وسلم"، ورفع بصره إليه وقال: "إن الله يهدى من يشاء"، وقدأسلم "أبوذر"من فوره وكان ترتيبه فى المسلمين حينئذ السادس أوالخامس، وقد توجه إلى النبى(صلى الله عليه وسلم)فورإسلامه بهذا السؤال: يارسول الله بم تأمرنى؟

فأجابه النبى(صلى الله عليه وسلم)ترجع إلى قومك حتى يبلغك أمرى. فقال"أبوذر": والذى نفسى بيده لا أرجع حتى أصرخ بالإسلام فى المسجد!!

وقد ذهب ودخل المسجدالحرام ونادى بأعلى صوته"أشهد ألا إله إلا الله.....وأن محمدا رسول الله"، وكانت هذه الصيحة هى أول صيحة بالإسلام تخدش "كبرياء قريش"، وبعدها لم ترحمه قريش من أذاها، وأبرحوه ضربا ولكن الذى استطاع إنقاذه وقتها"العباس"عم النبى(صلى الله عليه وسلم).

وجاهد"أبوذر"جهاداًعظيماً فى سبيل أن ينتشرالدين حتى لوعلى حياته، فذهب إلى قومه وأتى المدينة ذات يوم ومعه فوج كبيرمن القبائل المسلمة المهاجرة إليها مهللة ومكبرة"الله أكبر"ولم يخش فى الله لومة لائم، ولم يخش قريشاً.

وكان لايحب المال، ولا السلطة، وقد أوصاه النبى(صلى الله عليه وسلم)بعدم رفع السيف فى وجه الأمراء الذين يكنزون من الأمة ولايراعون الله، وقال له النبى (صلى الله عليه وسلم): "وماكان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلاخطأً".

وكان يأمرأهله وأولاده وسائرمن فى رعيته بطاعة الله وينهاهم عن المخالفة، وكان "أبوذر"يعلم الناس أنهم سواسية كأسنان المشط، وأنهم جميعا شركاء فى الرزق، وأنه لافضل لأحدعلى أحد إلابفضل التقوى، والعمل الصالح، كما وصاه النبى وتعلم منه.

وفى مناظرة رائعة قامت بينه وبين معاوية والصحابة الذين اتبعوه، بصدد مواجهة بين النفس، والطمع البشرى، وقدصاح فيهم: "هل أنتم الذين نزل فيكم القرآن, وشهدتم المشاهد مع الرسول(صلى الله عليه وسلم)؟!، وتلا قوله تعالى: "والذين يكنزون الذهب والفضة ولاينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم".

وقد كان"رضوان الله عليه"رافضا للحياة الدنيا، فهو يريد الآخرة التى حث عليها النبي (صلى الله عليه وسلم)، وعاش ما استطاع حاملاً لواء الإسلام، وكان يريد لأصحاب النبى(صلى الله عليه وسلم)ألايولوا إمارة، ولاسلطة، وأن يكونوا فقط عبادا صالحين.

وقد جلس يوما يتحدث ويقول أوصانى خليلى بسبع:

1-أمرنى بحب المساكين والدنو منهم.

2-أن أنظر إلى ما هو أدنى ولا أنظر إلى ماهو أعلى.

3-ألا أسأل أحدا شيئا.

4-أن أصل الرحم.

5-أن أقول الحق ولوكان مرا.

6-ألا أخاف فى الله لومة لائم.

7-أن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله.

وقد توفى "أبوذر" وحيدا فى صحراء الربدة, وإذا بقافلة تغذ السير فى الصحراء، وعلى رأسهم "ابن مسعود"، وما إن ألقى نظرة على الجثمان إلا قال وعيناه تفيض من الدمع: "صدقت يا رسول الله حينما قال فيك تمشى وحدك,وتموت وحدك,وتبعث وحدك".

فقد كان "رضوان الله عليه" صادقا فى كل ما يفعله، وكل ما يقوله، وكان زاهدا فى البحث عن الثراء، وكان لايريد بعمله هذا إلا وجه الله ومحبته.