عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خبيب بن عدى.. أول من صُلب فى الإسلام


هو "خبيب بن عدى" من أوس المدينة, وأوس هى قبيلة من القبائل التى كانت موجودة وقتها, وكان من أنصار المدينة, وقد تردد على النبى (صلى الله عليه وسلم)منذ هاجر إلى المدينة, وآمن بالله وبرسوله. فقد كان"رضى الله عنه"خفيف الروح, طاهر النفس, شديد الإيمان, يقظ الضمير, وهذه الأوصاف التى وصفها به "حسان بن ثابت" شاعر الإسلام حين قال:

صقر توسط فى الأنصار منصبه سمح السجية محضا غير مؤتشب

فـ"خبيب بن عدى" هو بطل من أبطال الإسلام فى التضحية, فهو آية العزة.

وكان بطلا من أبطال "غزوة بدر" ومن الذين صرعهم "قتلهم" فيها من المشركين "الحارث بن عامر بن نوفل"وبعد أن عاد المسلمون من غزوة بدر إلى المدينة, وبدأوا فى الشروع فى بناء مجتمعهم الجديد, كان خبيب" عابدا وناسكا, لديه شوق العابدين, وهناك أقبل على العبادة بروح العاشق ..يقوم الليل, ويصوم النهار, وبدأ يتقرب من الله أكثر".

وذات يوم كان النبى (صلى الله عليه وسلم) يريد أن يعرف ماذا ستفعل قريش, بعد غزوة بدر؟, فقام (ص)باختيار عشرة رجال وكان من بينهم "خبيب" وكان أميرهم "عاصم بن ثابت" حتى يسارعوا إليهم ويأتوا بالأنباء عنهم, فعندما علمت قريش بهذا النبأ, شرعت فى اختيار أمهر عشرة رماة رمح وأخذوا يتتبعونهم, حتى لحقوا بهم عند سفح جبل وحاصرهم الرماة, وحينها استشهد ثمانية من الرجال العشرة الذين اختارهم الرسول, وأسر "خبيب" وآخر معه, وما إن علم أبناء " الحارث بن نوفل" بأسره "خبيب" وصديقه حتى أخذوا يتسارعون على شرائه.

وقد فعلوها ووقتها أخذوا يذيقونه أشد العذاب, لقتله أبيهم فى غزوة "بدر" وقد سلّم "خبيب" أمره وقلبه إلى الله, وأقبل على نسكه"مكان تعبُّد" وهو ثابت النفس, رابط الجأش "صابر" قلبه مطمئن لما أنزله الله عليه من سكينة.

وذات يوم دخلت عليه إحدى بنات "الحارث", فوجدته يأكل قطفا من ثمرة عنب وهو مكبل اليدين ومكة وقتها ما كانت فيها ثمرة عنب واحدة, فخرجت مسرعة تنادى على القوم حتى يروا ما رأت.

عجبا إنه رزق رزقه الله إليه, إنه رزق آتاه الله لعبد صالح عَبد الله بكل ما آتاه الله له من قوة وقلب فلم يقنط يومًا من روح الله, ولا من رحمته وحلمه به.

وبعدها أخذت قريش تساوم "خبيب" على إيمانه, فإن هو كفر بمحمد نجا, فكانوا كمن حاول أن يأتى بالشمس من المغرب, فكان إيمان "خبيب بن عدى" كالشمس, قوة ..وبعدًا.. ونارًا..ونورًا, فكان يضىء إيمانه كل من اقترب منه, ومن تحداه أحرقه.

ولما يئسوا منه أعدوا له العدة حتى يقتلونه, فأخذوه إلى مكان يسمى "التنعيم" ووقتها استأذنهم "خبيب" أن يصلى ركعتين..فتركوه ظنًا منهم أنه سيعود إلى دينهم, كلا والله فقد صلى "خبيب" ركعتين لله فى خشوع وسلام, وبعدها التفت إليهم وقال لهم: والله, لولا أن تحسبوا أن بى جزعا من الموت..لازددت صلاة.!!

ثم شهر ذراعيه للسماء وقال" اللهم أحصهم عددًا وأقتلهم بددًا".

وأخذ ينشد... ولست أبالى حين أقتل مسلمًا على أى جنب كان فى الله مصرعى.

وبعدها أخذوه وكانوا قد أعدوا له من جذوع النخل.."صليبًا كبيرًا" أثبتوه فوقه, وشدوا وثاقه, واحتشد المشركون ينظرون إليه فى شماتة, والرماة قد بدأوا يناوشونه بالرماح, والسيوف تنهش فى جسده, وقد اقترب منه أحد المشركين وقال له: أتود أن ترى محمد هنا مكانك..وأنت سليم معافى فى أهلك؟!, فصاح فيهم كالإعصار وقال" والله ما أحب أن أكون فى أهلى سليم معافى ورسول الله تشوكه شوكة".

وكان أبو سفيان واقفا وكان وقتها لم يسلم بعد فعندما سمع قول "خبيب" أخذ يضرب كفًا على كف ويقول"والله ما رأيت أحدًا يحب أحدًا.. كما يحب أصحاب محمد محمدًا".

وحين رفع المشركون "خبيب" على الصليب كان قد يمم وجهه إلى السماء وقال "اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك فبلغه الغداة ما يصنع بنا" وقد استجاب له الله وقد شعرالنبى(صلى الله عليه وسلم)وهو فى المدينة, بأن أصحابه فى محنة..وقد تراءى له جثمان أحدهم معلقًا.

وساعتها أمر النبى (ص)المقداد بن عمرو, والزبير بن العوام, أن يركبا فرسهما ويتحسسا الأمر, وقد أرشدهما الله على مكانه, فأنزلا جثمان "خبيب بن عدى" من على الصليب كى يدفنوه فى البقعة الطاهرة التى لا يعلم أحد حتى الآن مكان قبره.