عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

النشرتى.. موهبة الإبانة ومؤلف الرجال

هو الإمام الشيخ "محمد النشرتى"المالكى, أحد علماء الأزهر الشريف, ومن أبرز أعلام المذهب المالكى.

ولد الشيخ "محمد النشرتى" –رحمه الله –فى بلدة "نشرت" وهى تابعة لمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ وكانت تسمى تلك البلدة بمديرية الفؤادية.

انتقل الشيخ النشرتى من بلدته إلى القاهرة فى صباه كى يلتحق بالأزهر الشريف ويتلقى تعليمه على أيدى كبار شيوخ الأزهر الأجلاء فيه.

وقد اجتهد الشيخ فى تحصيله للعلم, وتفوق على زملائه , وأقرانه، وأصبحت له مكانة مرموقة وعالية, حيث بلغ فى التدريس مكانة عظيمة, جعلت طلاب العلم يتوافدون عليه وعلى مجلسه من جميع أنحاء العالم الإسلامى .

وقد ظل الشيخ النشرتى يتصدر حلقات الدرس في الأزهر حتى اختير لرئاسة مشيخته عام(1106هجري-1695ميلادى) وكان ذلك بعد وفاة الشيخ "إبراهيم البرماوى". وقد أجمع المؤرخون على أن الشيخ محمد النشرتى زعيم علماء المالكية فى عصره, وأنه بعد توليه لمنصب المشيخة وقيامه بمهامها حرص على أن يبقى مدرساً, وألا تنفض حلقاته الدراسية .

أما بالنسبة لرسالته التربوية فلم تبعده أعماله الإدارية كشيخ للأزهر عنها لأنه كرس لها كل وقته, وعبأ لها نفسه, وأعطاها كل جهده ,لأنه كان مؤمنا بأن العلم عبادة .

وكان النشرتى بإجماع العلماء فى عصره موهبة فى الشرح والتوضيح والإبانة, وذلك كان سببا فى جذب طلاب العلم إليه وحضور حلقات دروسه من جميع أنحاء العالم الإسلامى .

وظل الشيخ "النشرتى" شيخا للأزهر الشريف لمدة أربعة عشرعاما وعلى الرغم من ذلك إلا أنها لم تؤثر على حلقات علمه.

تلاميذه:

ظل النشرتي وافيا لرسالته, مخلصا فى أداء مهمته, لكنه اكتفى بتدريس الكتب المعروفة فى عصره, خاصة التى كانت فى المذهب المالكى، حيث تتلمذ على يديه الإمام أبو العباس أحمد بن عمر الديربى الشافعى الأزهرى ,صاحب المؤلفات الشهيرة، والإمام الشيخ الصالح عبد الحى زين العابدين.، والإمام الفقيه الشيخ أحمد بن الحسن الكريمى الخالدى الشافعى,الشهير بـ"الجوهرى".

مؤلفاته

بالنسبة لمؤلفات الشيخ "النشرتى" فلم تذكر له أى مصادر عن أى مؤلف قد ألفه الشيخ، وذلك لأن "النشرتى" كان ينادى بحكمة "تأليف الرجال وإعداد الجيل, لا بتأليف الكتب ووضع المصنفات" .

وبهذه الحكمة استطاع الشيخ "النشرتى" أن يربى جيلا من الزعماء الذين حملوا لواء المعرفة من بعده, وأدوا الأمانة خير أداء, ورفعوا شأن العلم, وكانوا الدرع الواقي فى كثير من الميادين .

أثر بحكمته هذه وبموهبته فى تلاميذه بدرجة كبيرة فقد ظهرت واتضحت بعد وفاته, فى تماسكهم واتحادهم, وفرض آرائهم على ولاة الأمر, وكان ذلك لصالح الدين والأمة.

من أبرز المواقف التى يتضح فيها حب هؤلاء التلاميذ لشيخهم، موقفهم حينما أصروا بعد وفاته أن يتولى الشيخ عبد الباقى القلينى المشيخة من بعده ,فى الوقت الذى أصرت فيه مجموعة أخرى على أن يتولى الشيخ النفراوى, ولكن تلاميذ "النشرتى" استطاعوا بما يملكونه من حجة, وبما تعلموه من شيخهم أن ينتصروا لرأيهم فى النهاية ويتولى الشيخ "عبد الباقى القلينى"مشيخة الأزهر من بعده .

وفاته

توفي النشرتي بعد ظهر الأحد فى الثامن والعشرين من شهر ذى الحجة عام(1120هجرى-1709ميلادى).

وأخرت جنازته إلى صباح يوم الإثنين , وصلى عليه بالأزهر الشريف وقد حضر جنازته الأعيان والعامة والأمراء.

وكان يوما مشهودا,ومشهدا حافلا وهذا إن دل على شىء إنما يدل على منزلته العظيمة, فقد عرف الشيخ النشرتى _رحمه الله_ بالصلاح وحسن السيرة ومكانته السامية والعالية إلى جانب شهرته العظيمة .