رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آخر ما قال "عبد الحليم عويس" عن الشباب

تعرفت على هذا المفكر الجليل الأستاذ الدكتور/ عبد الحليم عويس من عدة سنوات من خلال والدى وبعد ذلك قمت بزيارته في بيته بالقاهرة مع والدى، ثم تكررت الزيارات.
الأستاذ الدكتور/ عبد الحليم عويس هو شخصية متميزة علماً، ولغة،وفكراً ، وأسلوباً، وقد حشد كل جهده وإمكانياته لخدمة الإسلام والمسلمين، على درجة عالية من الفكر والثقافة السليمة.

ومع كل ذلك التعاطف والحب للشعب الألباني، لم يكن غريبا أن يكون آخر حوارات الراحل مع أحد أبناء الشعب الكوسوفي وهو الشاب "حقي إسماعيل"، كان الحوار عن الشباب، وكأنما كانت آخر رسائله لهم لشدة ايمانه بهم.
وفيما يلي نص هذا الحوار..
س : كيف يتصرف الشباب في المعاملة مع الاخرين في مستقبل الأيام ؟.
ج: نحن نتوقع بالنسبة للمستقبل أن يكون خير من الحاضر وتوقعوا أيضا ان يكون هناك شباب قد أمنوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسول وتخقلوا بأخلاق الإسلام. لقد علمنا شيخنا فتح الله كولن أن نتفائل دائما كما علمنا ذلك شيخنا بديع الزمان سعيد النورسى فالأمل هو أول شرط من شروط النجاح ونهضة هذه الأمة وبالتالى نحن نتفائل ونرأى ان هناك شباب سيظهرون يكونوا خيرا من الشباب الموجود الآن وخيرا من الشباب الذين عاشوا في العصر الماضى نصف القرن الآخير عصر القلق والصراعات الأيدروجية والفكرية.. أننى متفائل بمستقبل الشباب وأرى أنهم سيحصلون أيضا قدراً ثقافياً عن طريق الانترنت والوسائل الحديثة في الإعلام يكونوا أقدر به على الحوار مع الآخرين وأيضا فإن الفترة الأخيرة قد جعلت البشرية تدفع ثمن غالى من الدمار, وبدأت البشرية في عصرنا الحالي تفيق على وقع أخر يقتضى أن نتحاور لا أن نتعراك وأن نتكامل يتحاور الشباب مع الشباب والشيوخ مع الشيوخ ورجال الدين مع رجال الدين ورجال الفكر والحضارات مع رجال الفكر والحضارات فهذا توقعى في المستقبل.. مستقبل الإنسانية ولا سيما الإسلام ممتد في الأرض سيكون أفضل من ماضيها وشباب الحاضر سيعبرون إلى المستقبل بروه جديدة توافرت لهم لم تكون متوفرة في جيالنا كما قلت الوسائل الإعلامية ووسائل الإتصالات ووسائل الحوار والمؤتمرات الدائبة والصحف وما إلى ذلك .
س : هل الشاب المسلم بحد ذاته عليه مسئولية ؟
ج : الشاب المسلم الذى بلغ أربع عشرة سنة أو الذي بلغ سن البلوغ في الإسلام هو رجل وكل رجل عليه مسئولية وكل امرأة بلغت هذا السن عليها مسئولية. الإسلام لا يعترف بالوضع الحاضر أن يبقى الابن طفلا وهو في العشرين وأن يبقى معتمداً على ابيه وهو في السنة الأخيرة من الجامعة بل ربما اعتمد على أبيه في المرحلة التالية مرحلة الاعدادى أو مرحلة الدكتوراة هذا غير موجود إلا في البلاد المتخلفة, اما البلاد المتقدمة وانا زرتها الولد يتحمل همومه منذ سن مبكرة وهذا هو الإسلام.. في الاسلام الولد رجع منذ بلغ سن الرابعة عشر او الخامسة عشر أى سن البلوغ وبالتالى فعليه مسئولية تماما كأنه رجل, رجل مسئول عن أهله وعن بيته وعن والديه وعن نفسه وعن مستقبله عليه أن يعمل وأن ينفق على نفسه في التعليم عليه أن يكون قادر على الأخذ بيد أسرته وبيد جيرانه وأرحامه ومجتمعه هذه هى الإيجابية المطلوبة في الشاب وأما السلبية التى هى قاسم مشترك بين جميع الطبقات للأسف الشديد هذه هى سر ما نحن فيه من تخلف وإن كنت انا دائما متفائل واقول اننا بدأنا النهضة وقطعنا فيها شوطا كبيرا والحمد لله فالمسئولية قائمة على الجميع كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
س: كيف يمكن للشباب التوفيق بين التعلم عن طريق الوسائل العلمية الحديثة والوسائل التى تعلم بها الأباء من قبل ؟
ج : الوسائل التى تعلم بها الأباء من قبل هى وسائل مناسبة لعصورهم ولا دور فيها وإن كنا نأخذ عليها بعض المأخذ فنحن نأخذ على الوسائل القديمة إنها كانت بالنسبة لما كان يجرى حولها في أوروبا كانت تقليدية أكثر من اللازم وكانت الكتاتيب وهى المرحلة الأولى من التعليم كتاكيب ليست جيدة لا في فراشها ولا في هوائها ولا في نقائها وايضا العلاقة بين الفقيه المله أو الشيخ الذي يحفظ

القرآن وبين الطفل كانت علاقة متوترة سيئة لأن الفقيه أو المله أو الشيخ كان يضرب ويأتى بالعصا وتسمى عندنا بالفلكة ويهدد التلاميذ دائما والتلاميذ يعيشون في رعب مع أن الإسلام بصفة عامة نهى عن الضرب ضرب المرأة أو ضرب الخادم أو ضرب التلميذ وأنت تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تخلف عن قضاء حاجة له أنس ابن مالك خادمه قال له وهو يمسك بالسواك والله لولا خوفى من الله لأوجعتك ضربا بهذا السواك.. ولكن الآن الحمد لله وسائل التعليم الابتدائية أصبحت فيها الكمبيوترات واصبحت بعيدة عن العنف وأصبحت العلاقة بين الأستاذ والطفل علاقة صداقة لا يشوبها خوفا وما إلى ذلك فليس معنى هذا أن نتنكر للماضى وللأباء قضية حفظهم للقرآن قضية طيبة يجب أن نعمل بها وأن نحفظ القرآن ونحن صغار وأن نتعلم الأشياء المبدئية في الحساب والإملاء ونحن صغار ولكن علينا أن نطور هذا الأمر فبدلاً أن نكتفى بحفظ القرآن علينا نحاول فهم القرآن هذا هو الواجب علينا وهو هذا الفرق بين ما يجب علينا الآن وما كان عليه الآباء.
س : كيف يستطيع الشاب تقدم خطوة للأمام بدون فهم تاريخ حياته ؟
ج : فهم تاريخ الأسرة وفهم تاريخ الوطن وفهم تاريخ الماضى ضرورة ولكن ليس شرط ان يكون الفهم جرعة واحدة بل يمكن أن يأتى تدريج هذا الفهم.. وهذا الفهم يأتى عن طريق معايشه في الأسرة الإنسان يأخذ من الأسرة التاريخ ياخذ منها اللغة وياخذ منها العقيدة ما من ولد الا ويولد على الفطرة فأبواه أيما أن يمجسنه أو ينصرانه. فالبيت هو المصنع الأول الذى يبنى فيها فكرة الطفل تاريخا إلى من ينتمى عربيا هو أو كوسوفيا أو تركيا اوكذا وايضا ياخذ اللغة التى تعبر عن هذا الوطن أو عن القومية أو عن هذا الدين وإن كنت أرى أن اللغة العربية يجب أن تكون لغة لكل مسلم إلى جانب إلى جانب اللغة الوطنية أيضا ولا يجوز أن يكون هناك مسلم قدرا كبيرا من اللغة العربية لأنها لغة محمد صلى الله عليه وسلم ولغة القرآن الكريم الذى شأن الله أن ينزله بهذه اللغة بأشياء بالتأكيد هى أشياء عميقة ومعجزة إين كان الأمر فعلى الطفل  ان يأخذ من البيئة أو من الأسرة من المراحل المحضنية مرحلة الحضانة ومرحلة الطفولة كل هذه المقاومات وعلى المدرسة أن تطور هذا وأن تزوده قدر أكبر من التاريخ والوعى بيه ومن الجغرافيا ايضا الخاصة ببلده والوعى بيها ومن ماضية وحروبه وحروب قومه التى اضطر إليه مع أعدائهم وتحديد الأعداء من الأصدقاء ونتمنى أن لا يكون هناك عداء وأن نحاول حتى ولو كانت هناك عداوات أن تتنساه بين الشعوب من أجل مستقبل أفضل هذا ما أراه .