رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جعفر عبد السلام وجهوده الفكرية نحو خدمة الأمة الإسلامية

إن الفكر الإسلامي له دور مؤثر وفعال في التعبير عن قضايا العصر وما يستجد فيه من أحداث لخدمة الأمة الإسلامية، في جميع أقطار الأرض، وذلك لأن الفكر هو الوعاء الحضارى الذي تصب فيه الأمة كل معطياتها الثقافية والاجتماعية، ولذلك كان بقاء الفكر مرهوناً باعتزاز أهله والقائمين على نشره حيث إن الفكر هو مقياس تقدم الأمة وتخلف الفكر وسطحيته يعد دليلاً أكيداً على انحدار الأمة ووقوفها على حافة الهاوية.

والأستاذ الدكتور/ جعفر عبد السلام نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق هو النموذج المبهر لتقدم الفكر ورقيه، هذا النموذج الذي يعد رمزاً للعلم والفكر والحضارة والرفعة، ذلك العالم العلامة الذي يملك زمام البحث في المنقول والمعقول، يضاف إلى ذلك كونه مفكراً مثقفاً عالماً من الطراز الأول الذي يستأثر بحب الجماهير الإسلامية العريضة ويملأ عليهم قلوبهم بعمله وفكره ومنهجيته وأسلوبه القويم، فهو علم من أعلام الفكر ورمز من رموز القانون بل إنه يعتبر بحق من الذين اتجهوا نحو تجديد الفكر الإسلامي.
فهو من أفاضل العلماء وخيرة الكتاب المسلمين القادرين على التصدى للقضايا الفكرية المهمة وتناولها بالنظر الدقيق، والمعالجات المتميزة حيث يحظى بالعديد من الأعمال الجامعية المهمة التي حظيت باهتمام المثقفين والباحثين.
والأستاذ الدكتور/ جعفر عبد السلام يتمتع بتدرج وظيفى على أعلى المستويات، وقام بأعمال جامعية مهمة كعمله مديراً لمركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامي، وعمل عضواً في العديد من المؤسسات والجمعيات العلمية على المستويين المحلي والدولي، وحضر العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية وشارك بجهوده وفكره في الخبرات الدولية.
ويوضع فضيلته في طليعة العلماء والمفكرين الذين أخذوا من كل فن بحظ وافر، ومؤلفاته كثيرة وأبحاثه عديدة، وذلك نظراً لعقليته الجبارة، وموهبته الفذة فهو متقن حاذق، صنف الكتب المفيدة وألف التأليف العديدة وكتب الأبحاث النادرة، وسرد المقالات المحكمة المتقنة، وأبحاثه وكتاباته تحمل دلالة باهرة على جودة تصرفه وحسن نظره، وتمام فهمه، وهو في كتاباته ومراحل تأليفه كان دائماً مجدداً مبتكراً باحثاً في العديد من الموضوعات المهمة.
ومن بين مؤلفاته ( الوجيز في القانون الدولي العام) و ( النظم الدبلوماسية والقنصلية) و ( قضية فلسطين أمام القانون الدولي ) و( معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية على ضوء أحكام القانون الدولي )         و ( قواعد العلاقات الدولية في القانون الدولي والشريعة الإسلامية ) وغير ذلك.
هذا ومن صفحات النور في حياته العظيمة اختياره أميناً عاماً لرابطة الجامعات الإسلامية، إضافة لكونه عمل نائباً لرئيس جامعة الأزهر، وكذلك عمله أستاذاً بجامعة الأزهر.
ولما كان الإسلام يواجه أعتى أساليب التشوية لحقائقه وحضارته في عصرنا الحاضر، تحركت المؤسسات المعنية للدفاع عن الإسلام وتوضيح الحقائق، وكان على رأس تلك المؤسسات رابطة الجامعات الإسلامية التي يشغل فضيلة الأستاذ الدكتور/ جعفر عبد السلام منصب الأمين العام لها، تلك الرابطة نشطت بفضل جهود الأمين العام لمواجهة الحملة الشرسة التي يشنها الغرب ضد الإسلام والمسلمين، وكان من أهم وسائل المواجهة أن قامت الرابطة بإقامة المؤتمرات والندوات وعقد جلسات النقاش في هذا الصدد، وبذل الأمين العام الأستاذ الدكتور/ جعفر عبد السلام جهوداً مشكورة في هذا الموضوع، وفي الكتاب السنوى الذي يصدر عن الرابطة وإنجازاتها المطبوع سنة 1424هـ - 2003م يقول الأستاذ الدكتور/ جعفر عبد السلام بعد بيانه لأهداف الرابطة وأنشطتها ومهمتها وحثه المثقفين والباحثين والشباب على الإنجاز والعمل نحو الهدف المنشود قال: ( ونحن عازمون بعون الله وتوفيقه أن نستحث الخطى، وأن تضاعف الجهد لخدمة أمتنا الإسلامية التي نرجو أن يكون حاضرها أفضل وغدها أكثر إشراقاً إن شاء الله، ندعو الله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم.
فهذه الرابطة صرح شامخ ومنتدى ثقافي أصيل، استطاع فضيلة الأمين العام الأستاذ الدكتور/ جعفر عبد السلام أن يتخذ من هذه القناة قاعدة لينطلق نحو التقدم، وحث الشباب على الإنجازات وصنع الحضارة، وهى مهمة لا يتصدى لها إلا العباقرة أمثال الأستاذ الدكتور/ جعفر عبد السلام صاحب الإنجازات والخبرات الذهبية.
هذا ومن أعمال الرابطة تقوية التجمع العربي الإسلامي في الغرب وبيان الآليات التي يجب أن تتبع من جانب المنظمات والجامعات الإسلامية وكذلك الجاليات الإسلامية المقيمة في الغرب، ولا شك أن مهمة الرابطة تتصل بالتعليم الإسلامي ودعمه لفائدة المسلمين والعمل على ربطهم بأوطانهم الأصيلة، والعمل على تدريبهم في الدول الإسلامية بإعطائهم قدراً من العلوم الإسلامية والعربية.
ومن أعمال الرابطة أيضا تكوين هيئة للدفاع عن قضايا العرب والمسلمين في الخارج حيث دعت الرابطة متمثلة في أمينها العام الأستاذ الدكتور/ جعفر عبد السلام تجمعاً من كبار المحامين والمستشارين القانونيين في مصر لتكون هيئة تتبنى الدفاع عن قضايا العرب والمسلمين في الخارج وقد لقيت الدعوة استجابة كبيرة لتكوين هذا، التجمع وانضم إليها وجوه بارزة من المحامين الذين لهم مكاتب ذات طوابع دولية.
وإذا ما تحدثنا عن دور العلماء والمفكرين في الدفاع عن العالم الإسلامي وخدمة قضايا المسلمين فإننا نضع فضيلة الأستاذ الدكتور/ جعفر عبد السلام في المقدمة المختارة، بل إنه يعتبر فارس الحلبة في

هذا الميدان، فارس لا يشق غباره فقد جند نفسه للدفاع عن الإسلام وقضايا المسلمين على المستوى الفكري بتوضيح صحيح الإسلام، والبعد عن الغلو والتطرف وعلى المستوى السياسي بكشف محاولات الغرب الآن تشويه صورة الإسلام وأنه العدو الجديد بعد سقوط الشيوعية في الاتحاد السوفيتى.
كما أن فضيلته يتصدى لمؤامرات الصهيونية وإزاحة النقاب عن وجهها الحقيقي، كما أنه دائماً ما يقوم بإبراز أوضاع العالم العربي والإسلامي، وما فيه من انقسامات لا يستفيد منها إلا الأعداء الذين يمتصون دماء العالم العربي، ويأكلون ثروته باختلاف المشاحنات والخلافات بين أبناء العقيدة الواحدة.
وعلى جميع هذه الجبهات يقف هذا العالم والمفكر العملاق ليوضح معالم الطريق ويبرز الصورة ويوضحها وينبه على ضرورة أن يفيق العرب والمسلمون من سباتهم حتى لا يقعوا في مخالب الآخرين وحتى لا يفقدوا استقلالهم وحرياتهم وهم غافلون عما يدبر لهم من وراء الستار.
فالأستاذ الدكتور/ جعفر عبد السلام قام بجهود بناءة وأسهم في خدمة قضايا المسلمين والتحليل الدقيق لأوضاعهم وما ينبغي أن يعوه عن أعدائهم.
وجهود فضيلته مستمرة في هذا الصدد، فعن ملف التجديد في الفكر الإسلامي فإن قضية التجديد هذه من أهم القضايا التي نالت حظها من الدراسة في رابطة الجامعات الإسلامية حيث شارك الأستاذ الدكتور/ جعفر عبد السلام الأمين العام للرابطة في ثلاثة مؤتمرات كبرى في هذه القضية، الأول في القاهرة، والثاني في المغرب، والثالث في الأردن.
وأوضح أهمية التجديد في الفكر الإسلامي لملاحقة التطورات والمستجدات الحديثة، كما عرض لدور الجامعات الإسلامية في نشر الثقافة الإسلامية والمساهمة في مشروعات التنمية الشاملة للمسلمين لمواجهة قضايا التخلف والعولمة وضرورة عمل صياغات جديدة لأساليب العمل ووسائل التدريس وإيضاح مفاهيم جديدة للفكر والفقه والعمل الإسلامي بشكل عام.
وعن ملف الأقليات الإسلامية فاستمراراً لاهتمام الرابطة بقضايا الأقليات الإسلامية شاركت في مؤتمر عقد بباريس – فرنسا- بعنوان ( الوجود الإسلامي في التشريعات الأوروبية) وقد قام الأمين العام الأستاذ الدكتور/ جعفر عبد السلام بكتابة الورقة الرئيسية الخاصة بالندوة، وشارك في صياغة مقرراتها، وقد أولى اهتماماً أكبر بالجانب العملي واقترح إنشاء لجنة قانونية لصياغة مشروع قانون حكيم الأقليات الإسلامية في أوروبا وتقديم هذا المشروع للاتحاد الأوروبي بمناسبة اعتزامه إصدار قانون جديد يحكم هذه الأقليات ويضيق على الهجرات الإسلامية إلى أوروبا ويعامل المقيمين في أوروبا معاملة سيئة.
وأما عن ملف الجامعة الأوروبية الإسلامية فإن الرابطة بإدارة الأمين العام الحكيمة تعمل على التواجد في كل المحافل والأماكن التي ترى أن وجودها فيها ضرورى لخدمة قضايا المسلمين ومعالجة مشكلاتهم وهمومهم، ونتيجة لازدياد أعداد المسلمين في الأونة الأخيرة في أوروبا فقد شغلت فكرة إنشاء جامعة إسلامية أوروبية بال رابطة الجامعات الإسلامية حيث عقدت اجتماعات عديدة مع المسئولين عن المراكز والكليات في أوروبا وتم الاتفاق على إقامة هذه الجامعة بشكل عاجل وقام الأستاذ الدكتور/ جعفر عبد السلام بإعداد مذكرة لهذا الغرض وقام بعرضها على الجهات المعنية بالتعليم الإسلامي في أوروبا وتم تشكيل لجنة علمية لبحث الإطار القانوني لإنشاء هذه الجامعة التي ستكون مركزاً لإشعاع الفكر والثقافة والعلوم الإسلامية في أوروبا والعمل على تخريج أجيال متخصصة في الدراسات الإسلامية من أبناء المسلمين في أوروبا.
وعلى ذلك إن الأستاذ الدكتور/ جعفر عبد السلام ثمرة من ثمار العلم النافع والجهود المضنية من أجل الأمة الإسلامية وحضارتها.