التلعثم لدى المراهقين والراشدين وكيفية علاجه لذوي الاحتياجات الخاصة

كشف الدكتور محمود محمد الطنطاوي بقسم التربية الخاصة كلية التربية جامعة عين شمس، عن أسباب التلعثم لدى المراهقين والراشدين وكيفية علاجه قائلا: "تُعد القدرة على التواصل مع الآخرين شرطًا أساسيًا من الشروط اللازمة للتوافق والتكيف مع الحياة التي يعيشها الإنسان، ولكي تتم عملية التواصل لابد أن يكتسب الشخص مجموعة من المهارات والقدرات التي تمكنه من التواصل مع الآخرين بفاعلية، وعندما يتعرض الشخص لمشكلات في عملية تواصله مع الآخرين فإنه قد يتعرض للعديد من المشكلات النفسية والاجتماعية والتربوية".
وأضاف "الطنطاوي" أن التلعثم يُعد أحد أهم الاضطرابات التي تؤثر على عملية التواصل وخاصة عندما يحدث في سن المراهقة أو الرشد حيث يعاني الشخص المتلعثم من صعوبة في طلاقة وانسيابية الكلام، كما يعاني من تكرار أو إطالة الأصوات أو المقاطع الصوتية أو الكلمات، والترديد لبعض المقاطع الصوتية والتوقف أثناء الكلام.

ورصد "الطنطاوي" أسباب هذه الحالة والعوامل النفسية كالتوتر والقلق والخوف والخجل والإحباط، ويصيب التلعثم أي شخص في أي مرحلة عمرية، ومن أمثلة كلام الشخص المتلعثم تكرار كلمة واحدة عدة مرات مثل "مش مش مش قادر" أو تكرار أصوات أو مقاطع مثل "عندي شششغل كتير". وعندما يستمر التلعثم إلى مرحلة المراهقة والرشد وما بعدها من مراحل تحدث عدة مضاعفات، حيث كلما استمر الاضطراب لمدة كبيرة من الزمن يصبح أكثر تعقيدا ويصبح مزمنا، ويكون الشفاء التلقائي منه أمرا عسيرًا.

وأوضح "الطنطاوى" أنه يسعى الأشخاص المتلعثمون من المراهقين والراشدين إلى إخفاء سلوكيات التلعثم لديهم، حيث يستخدمون كل طرق التجنب الممكنة مثل استخدام بعض الكلمات في الرد على الآخرين مثل (آه، تمام، زي ما أنت شايف، نعم،... إلخ) إلى الحد الذي يجعل سلوكيات التلعثم لا تظهر، أو يتظاهر الشخص المتلعثم بالمرض عندما يكون مضطرًا للكلام أمام الآخرين وخاصة الغرباء، أو قد يستخدم أجهزة

الرد الإلكترونية عن المكالمات الهاتفية بدلًا من الرد بنفسه، أو ينسق مع أولاده أو آخرين لجعلهم يقومون بعمليات الشراء من المتاجر بدلا منه حتى لا يضطر للتحدث مع الآخرين، وقد يذهب البعض إلى الشراء الإلكتروني لتجنب الحديث.

وأشار "الطنطاوي" إلى أنه يمكن علاج التلعثم لدى المراهقين والراشدين في ضوء ما يعانيه كل شخص من مشكلات فعندما يتم تشخيص الفرد على أنه يعاني من تلعثم ذو أسباب فسيولوجية أي يعاني من قصور شديد في طلاقة الكلام مع وجود مشكلات نفسية ضئيلة، يبدأ العلاج بالتدريب الكلامي، وعندما يتم تشخيص الفرد بأنه يعاني من التلعثم الناتج عن أسباب نفسية أي لديه مشكلات نفسية مختلفة مع وجود قصور بسيط في الطلاقة ينبغي أن يبدأ العلاج النفسي، وعندما يكون التلعثم مختلطًا بين الفسيولوجي والنفسي ينبغي استخدام العلاج النفسي وتدريبات الكلام في ذات الوقت.

وأكد "الطنطاوي" أنه في جميع الأحوال لابد من علاج التلعثم لدى المراهقين والراشدين حتي لا تتفاقم مشكلاتهم بشكل كبير وخاصة أن متطلبات هذه المرحلة كبيرة حيث أنها مرحلة دخول الجامعة والسعي نحو الحصول على عمل وربما الزواج.

الدكتور محمود محمد الطنطاوي بقسم التربية الخاصة كلية التربية جامعة عين شمس.