عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ليس دفاعاً عن ياسمين النرش

من الوهلة الأولى وأنت تتابع مشاهد الفيديوهات الخاصة بالسيدة ياسمين النرش والمتعلقة بواقعة الاعتداء على ضابط شرطة المطار تنفر من المشهد العام للواقعة وتتعجب أيضاً من هذه الأفعال التى قامت بها السيدة ياسمين وتحكم عليها كما حكم عليها الجميع وتصفها بما تريد أن تقول وتشعر به من غضاضة وتعبر عن مدى الاشمئزاز الذى أصابك مما حدث.

ولكن السؤال الذى طرحته على نفسى: ماذا حدث لهذه السيدة كى تفعل ما فعلت؟ سيجيب البعض بأنه أياً كانت الدوافع والأسباب فكل ما فعلته خطأ.. وهذا صحيح إذا كنت أبحث عن إجابة عابرة للتبرير، ولكن ما أبحث عنه لماذا قامت ياسمين النرش بهذه الثورة غير الطبيعية والتى لا يفعلها إنسان طبيعى فى مثل هذا الموقف؟ هل لأنها تشعر بأنها أقوى من الجميع؟ ولديها إحساس عام بأنها ذات سلطة لذلك تحدثت بكل هذه الجرأة أمام الكاميرات وتلفظت بكلام لا تقوله أنثى فى هذا الموقف تحديداً.. أم أنها لم تكن فى وضع طبيعى جعلها تخرج عن طبيعتها وفقدت عقلها ففعلت ما فعلت.. أم أن الموضوع كله يوجد به مشهد ناقص أو محذوف لم يظهر حتى الآن؟!
أقول ذلك لأن المشاهد كلها غريبة.. فموقف الضابط المحترم كان هادئاً فوق العادة وكان مشهداً يتنافى مع الطبيعة البشرية أولاً.. وثانياً كان موقف الضابط بعيداً عن الواقع المرسوم فى أذهان المصريين الذين تعودوا على رد فعل مغاير من رجل شرطة يمارس عمله ويتعرض لكل هذه الاعتداءات؟
فعل «النرش» غير طبيعى وكذلك أيضاً رد فعل الضابط غير طبيعى لذلك نريد بداية الواقعة أو كما يقولون نريد مشاهدة الفيلم من بدايته.. كيف يمكن لشخص يحمل فى حقيبته 200 جرام حشيش داخل المطار يقوم بكل هذه التصرفات والأفعال؟ هذا سؤال يحتاج إلى تفسير وتوضيح وإجابة.
عموماً أياً كان ما حدث فما فعلته السيدة ياسمين النرش كان خطأ كبيراً ويجب أن تُحاسب عليه وكذلك المتسبب فى وصولها إلى هذه الحالة يجب أن يُحاسب.. وليس ما قلته دفاعاً عن سيدة المطار ولكنه محاولة لنضع كل شىء فى حجمه الطبيعى ونصابه الصحيح.
لأن الأمر خطير ويدل على أننا فى حالة من الحكم الظاهرى على الأحداث.. أكرر أن ما فعلته هذه السيدة يحتاج إلى تفسير..

وأننا نحكم على الأشياء من الظاهر فقط .. ونحاول أن نخلط الأمور ببعضها ونهول من المسائل والقضايا ونختلق القصص والحكايات.. ونتبارى بالبحث عن معلومات إضافية عن سيدة لمجرد أن مواقع التواصل الاجتماعى تابعتها بشدة وتناولتها بسرعة النار فى الهشيم.
ما دخل والد ياسمين النرش فى هذه القضيه؟ .. وماذا يهمنا أن نعرف من زوجها؟ أو وظيفتها؟ أو حتى عنوان سكنها؟ .. ما دخل عائلتها فى هذه القضية؟.. توجد واقعة ويوجد محاضر إثبات ويوجد متهم وفى النهاية يوجد قضاء ليحكم على البشر.. هناك قضايا أهم بكثير من سيدة المطار وهناك موضوعات يجب تناولها ونشرك الناس فيها بدلاً من إلهائهم فى قضايا لا تغنى ولا تسمن من جوع.. الموضوع يحتاج إلى تفسير وتدقيق لسلوك بشرى غريب أعتقد أن له أسباباً.. أما البحث عن فضائح لتحقيق نسب مشاهدة عالية فلن يكفى لبناء وطن وتصحيح وعى المواطن وإن أردنا ذلك فمصر مليئة بمثل هذه الأشياء والوقائع ولكن لا يُعَرف منها الكثير لأن أصحابها إما أنهم لا ينتمون لعائلات معروفة.. أو أن ما فعلوه كان بعيداً عن كاميرات التواصل الاجتماعى وأعين الناس..
أكرر ما قلته ليس دفاعاً عن ياسمين النرش ولا مدحاً فى الشرطة ولكن الموقف كله عندى غامض وأنا أنتظر رد السيدة ياسمين وأنتظر حكم القضاء.. وأنبه أن مثل هذه القضايا تأخذ وقتها ثم ننساها وننسى ماحدث والأمثلة كثيرة منها عنتيل الغربية والمحلة..... وغيرها من الفضائح ثم كأن شيئاً لم يكن.

[email protected]