رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فرض التجديد وسُنة التغيير


لاشك أن تجديد الخطاب الدينى يحتاج إلى نظرة شاملة واعادة بناء بعيدًا عن التسطح أو التشدد والجمود سواء فى الأفكار أو الأساليب أو التناول والفعل, وأعتقد أن ما يحتاجه هذا الموضوع تحديدًا.. الجدية والرؤية الواضحة الشاملة والتنفيذ الدقيق والسليم لنستطيع التصويب أولًا ثم التجديد ثانيًا ليعرف الجميع القاصى والدانى معنى الاسلام الحق وسماحة هذا الدين وأنه حقًا دين دنيا وآخرة.

وأعتقد أنى أبعد ما يكون عن مناقشة هذا الموضوع لأنه يحتاج إلى علماء أجلاء تبحروا فى المعرفة وتعمقوا فى الدراسات الإسلامية بكل فروعها وأصولها وفهموها فهمًا صحيحًا لا لبس فيه ولا تشتيت.. وتلك الكلمات السابقة تحتاج إلى تضافر العمل بين العلماء والشيوخ والأئمة فى الشوارع والمساجد والمنابر والنوادي.. وكل مكان على مصر.. وأثق أن مصر مليئة بالعلماء القادرون على فعل ذلك ثقة الابن الرضيع فى أمه.
المهم فى هذا الموضوع – أى تجديد الخطاب الدينى - أن الجهات الرسمية الرئيسية المنوط بها العمل على هذا الملف هما مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف.. والأهم فى هذا الإطار أن هناك فئة غير قليلة من الشعب المصرى لديها هاجس تكَون وتربى لديها - لظروف ما أى كانت هذه الظروف والدوافع - اتجاه المؤسسات الدينية وارتباطها بالسلطة – وإن كان هذا الكلام لا ينطبق على الجميع – ولكن هذه الفئة تحتاج إلى أساليب خاصة وطرق جديدة فى التعامل لإعادة الثقة أولًا فى هذه المؤسسات لتتقبل منها وتكون مرجعيتها الدينية وخاصة اذا ارتبط الموضوع بتجديد الخطاب الديني.
وأعتقد أن السيد وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة لم ينتبه لهذه الفئة.. فبعد أن أشار الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى ضرورة تجديد الخطاب الدينى لم تمر مناسبه يُذكَر فيها هذا الموضوع أو تحدث الوزير فى هذا الشأن إلا وذكر – تقريبًا – عبارة بناء على توجيهات السيد الرئيس.
فقد قال جمعة سابقًا أن «وزارة الأوقاف تعقد اجتماعا موسعا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية لدراسة توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بشأن تجديد الخطاب الدينى وأوضح الوزير أن الاجتماع سيتناول دراسة توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية فى كلمته التى ألقاها فى ذكرى المولد النبوى الشريف بشأن تجديد الخطاب الديني، والإعداد للصالون الثقافى الرابع حول «آليات تجديد الخطاب الديني» الذى يقام - وقت هذا التصريح

- يوم السبت  10 / 1 / 2015م بحضور نخبة مميزة من العلماء والمفكرين»..وقال أيضًا فى مناسبة أخرى «أن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى تجديد الخطاب الدينى لاقت قبولا دوليا لنشر سماحة ووسطية الدين الاسلامي».. جاء ذلك فى كلمته بالمؤتمر العالمى تحت عنوان «المستشرقون والتراث العربى الاسلامي» الذى تنظمه جامعة الأزهر فرع الزقازيق بالتعاون مع المجلس العالمى للغة العربية بلبنان بقصر ثقافة الزقازيق وشارك فيه سفراء كوسوفو والمانيا والدكتور جعفر عبدالسلام رئيس رابطة الجامعات الاسلامية ووفود من عمان والسودان بمشاركة 84 بحثا جادا حول حقيقة وأهمية الإسلام.
وهكذا يتحدث الوزير غافلًا دوره الرئيسى بعيدًا عن توجيهات السيد الرئيس وبعيدًا عن هذا الشعور المتعمد الذى يريد التأكيد عليه بأنه يعمل بناء على توجيهات السيد الرئيس.
من الطبيعى أن يتحدث الرئيس ويوجه، ومن الطبيعى أيضًا أن يرى الرئيس قصورًا فيقومه ويطالب بتغييره.. ولكن ليس من الطبيعى أن يكون دور السيد وزير الأوقاف واختصاصه ضرورة التصويب والتجديد ثم يتحدث بطريقة بناء على توجيهات السيد الرئيس.. وهنا أسأل السيد الوزير ماذا كنت فاعلًا لو أن الرئيس لم يتحدث فى هذا الشأن؟؟
يا سيادة الوزير لو كانت الاجابة بالنفى فليست فى صالحك.. وأن كنت تعمل بناء على توجيهات فقط فأيضًا ليس فى صالحك. هذا دورك ولابد من القيام به لأنك وزير الأوقاف.
فى النهاية تبقى القيم السمحة للدين الإسلامى وحدها كفيلة للتعرف على هذا الدين بعيدًا عن التشدد ويبقى التجديد ضرورة ملحة وتبقى فضيلة التغيير متاحة لأن التغيير سُنة الحياة. 
[email protected]