رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فنت قبل أن تموت

لدي يقين بأن الفترة السابقة التي مرت بها مصر خلال ثورة يناير وما بعدها حتي الآن مليئة بالأسرار والألغاز المدفونة في صدور أصحابها الأحياء، أو مدفونة في قبور من ماتوا وكانوا شهود عيان علي هذه الأحداث، ولكن السؤال الذي يشغلني.. هل نحن في حاجة لمعرفة هذه الأسرار الآن؟ .. وثانياً إذا كانت هذه الأسرار والألغاز تؤثر بطريقة سلبية علي الأمن القومي وتهدده فهل من الطبيعي أن يلمح البعض أو يشير أحد الذين عاشوا هذه الفترة بقوة وكانوا طرفاً في هذه الأحداث إلي هذه الألغاز ويقول صراحة انه لا يريد أن يتحدث؟...

بالنسبة للسؤال الأول .. فنحن كشعب يجب أن نعرف ما حدث بصراحة ووضوح.. ومن حقي كمواطن أن أعرف كل ما جرى.. وهذا هو الطبيعي في العالم الافتراضي، ولكن الواقع لا يقول ذلك إطلاقاً.. فالتاريخ وحده هو القادر علي كشف هذه الأسرار وحل كل  الألغاز وكشفها للأجيال السابقة التي تريد التحليل والتفسير بحثاً عن الحقيقة أو القرب منها علي أقصي تقدير.. ذلك لأن الأسرار بطبيعتها تنهش في قبورها بحثاً عن النور..
مناسبة ما سبق ما قاله السيد أحمد شفيق المرشح الرئاسي السابق ورئيس الوزراء السابق في فترة مهمة من تاريخ مصر.. قال في تصريح لجريدة  الوطن  أثناء حفل توقيعه كتابه «بني آدم» والذي يحمل جزءاً من السيرة الذاتية للفريق خلال ترشحه للرئاسة ان قضية تزوير الانتخابات الرئاسية تولاها ٣ قضاة تحقيق ممثلين للنيابة العامة وأنه فوجئ بتنحي القضاة عن التحقيق بعد مرور أكثر من ٥ أشهر عن القضية دون إبداء أي أسباب، وكأن الأمر مرتب لإغلاق القضية وعدم فتحها  مجددا... وتابع يقول «جاء قاض جديد بعد ثورة ٣٠ يونية، طلب سماع أقوال قضاة اللجنة العليا للانتخابات، إلا أنهم رفضوا طلبه عدا ٢، وأنا أعرف ما جري تحت الترابيزة لكن لا أريد التحدث - أي شفيق -.. وفوجئت

بتنحي قاضي التحقيق مجدداً بعد تعرضه لضغوط وتهديدات حتي يترك ملف القضية».
مفردات السيد أحمد شفيق تضمنت  عبارات  «تحت الترابيزة.. تهديدات.. ضغوط.. لا أريد التحدث».. ونلاحظ أن جميع هذه المفردات تحمل ايحاءات بالمؤامرة والخطورة واللعب من خلف الستار والأهم في ذلك أنه لا يريد التحدث.. يا سيادة الفريق إما أنك تعرف معلومات وأسراراً مهمة تلمح لنا بها..  أو تقصد توصيل رسالة لبعض المسئولين في مصر حتي يسمعوها وتلمح لهم بشىء لا يعرفه أحد غيركم .. وإما أن هذه المعلومات التي تعرفها والأسرار الموجودة في حوزتك تهدد الأمن القومي لذلك ترفض الإفصاح عنها، وفي هذه الحالة كان ينبغي عليك عدم الاشارة أو التلميح لهذه الأسرار حتي لا يحدث لغط أو شك أو تشويش خاصة أنه صادر من شخص بحجم أحمد شفيق مرشح الرئاسة السابق ورئيس حزب الحركة الوطنية ورئيس الوزراء السابق والموجود اسمه علي قوائم الممنوعين من السفر حتي كتابة هذه السطور.
خلاصة ما سبق أن هناك أسراراً تدفن قبل أن تموت، وأن الألغاز المدفونة تسعي إلي النور.. والتاريخ وحده كفيل بكشف الأسرار والأسباب والتحليل والتفسير والفترة السابقة مليئة بهذه الأسرار... فلا داعي للتشويش..
من يملك المعلومة يفصح عنها وان لم يستطع فليصمت وهذا أفضل بكثير.

azb [email protected] .com