رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

‎اللعب ع المكشوف.. والموت أيضاً

عشنا فترات كثيرة نسمع غير الحقيقة، ونشاهد واقعاً غير الواقع، فترات كثيرة لم تتطابق فيها الأقوال مع الأفعال، وكنا نلاحظ هذا الواقع علي كافة المستويات الرسمية وغير الرسمية، وكان الظاهر غير الباطن، وكانت الحقيقة مستترة وراء الكلام المعسول، وتظهر لنا بعد عمليات من الغسيل المرئي والعقلي، فكان الواقع تائهاً بين المعسول والمغسول، وكان المواطن أيضاً حائراً بين ما يسمعه ويراه علي الفضائيات وبين الأفعال علي الأرض، كان التشويش سمة، والكذب غاية، والسلطة هي الهدف،

‎..وتمر الأحداث والحوادث واحدة تلو الأخري وتنكشف الحقائق واحدة تلو الأخري، ويظهر كل علي حقيقته لأن اللعب الآن أصبح علي المكشوف، ولم تعد هناك فرصة للتضليل والكذب، ولم يعد هناك وقت يسمح للعب والمراوغة.
‎..ونبدأ أولاً بالإرهاب الذي أرقنا جميعاًً وأعيانا جميعاًً، فبعد واقعة تفجير واستهداف مسجدين في اليمن وسقوط ١٤١ قتيلاً وإصابة المئات لابد أن نعرف هنا ونقول لكل مخدوع أو واهم بأن هذه الجماعات الإرهابية لا تتحدث باسم الدين ولا تعرف شيئاً عن الدعوة للإسلام وليس الهدف هو نشر سماحة الاسلام ولا الدفاع عنه هو المقصد والغاية، فالأمر أصبح واضحاً جلياً لا يحتاج إلي شرح أو توضيح بأن هؤلاء ينفذون أجندات بعينها لتحقيق مصالح دنيئة لدول أشد دناءة مما يفعلون.
‎..وهذا ما دفع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي يقول إن الوضع الخطير الذي تمر به المنطقة يتطلب تنسيق المواقف بين جميع الدول، وهذا الوضع هو ما دفع البعض للمطالبة بتشكيل قوة عربية موحدة لمواجهة هذه الأخطار.. أما عن الإرهاب الداخلي فتغيرت المفاهيم لديه ولم يعد يستهدف رجال الجيش والشرطة فقط بل أصبح الجميع هدفاً له وصوب مدافعه وقنابله، من وزير الأوقاف الي بعض القضاة إلي المواطن العادي الذي لا يعرف الفرق بين السياسة والساسة، ولا يريد سوي لقمة عيش لأولاده.
‎ثانياً: الدولة التي يمثلها المسئول كبر شأنه أو صغر في النهاية نحن لا نعرف إلا هو ولا نلوم علي غيره.. تعددوا.. تغيروا.. تبدلوا.. إنهم مسئولون.. في النهاية هناك واقع صعب نعيشه، وهناك أزمات نمر بها، وهناك أيضاً فكر لا يتغير

ولا يتبدل، والدليل مأساة حادث أتوبيس ترعة المريوطية الذي أودي بحياة أكثر من فيه من العمال الذين خرجوا لكسب قوتهم فعادوا موتي، خرجوا خماصاً فعادوا جثثاً، ولم يكن هذا هو الحادث الأول ولن يكون الأخير وهذا ليس تشاؤماً ولكنه أصبح واقعاً.. تتعدد الأسباب من السائق بسبب المخدرات، أو من الطريق غير الصالح، أو من السرعات الجنونية للغير، أو.. أو.. المهم أن الحادث يقع والموت أيضاً يحدث.. ويكون لدينا قتلي ومصابون، والأهم أن بروتوكول الحوادث أيضاً ينفذ بحذافيره، فيذهب فلان لموقع الحادث، ويزور علان المصابين، والأدهي والأمر الفاتورة الرسمية التي تدفعها وزارة التضامن للقتلي والمصابين، ودراسة حالة المصابين وتوفير ما تتطلبه أسرهم!!!
‎ أقول لكم جميعاًً ما تتطلبه زوجة هذا العامل؟.. أو ما يحتاجه ولد من والده؟.. أو ما تريده أم فقدت ابنها؟.. إنها أشياء لا تباع ولا تشتري.. أتفهمون.. أتسمعون؟ إنها أشياء لا تشتري.. وعلي كل مسئول أن يعي أن الحال تبدل وأن الوضع تغير وأننا نحتاج لفكر أكثر تغيرا لمعالجة قضايانا والتعامل مع الأخطار التي تحيط بنا من الداخل والخارج، لأن اللعب أصبح علي المكشوف من جميع الأطراف، وأن الوقت لم يعد يسمح بالمراوغة والمماطلة والكذب، وكما أن الوضع واضح فإن الموت أصبح أكثر وضوحاً علي الأرصفة، وفي الشوارع، والحواري.. وفي كل مكان نجد فيه نجد إهمالاً بجانبه أو إرهاباً.. فالنتيجة واحدة.
[email protected]