رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

انكسر الكرسي وأضاء «الكلوب»

لست من المؤيدين لدموع السادة المسئولين، وأعلم أنهم بشر وأن لديهم ما لدينا من المشاعر، وهذا مفهوم بطبيعة الحال، ولكن البكاء، أي كان، تعبيراً عن الفرح أو الحزن خاصة دموع المسئول لها مليون تفسير وتبرير وتأويل، فدموع السادة المسئولين تعبر عن حالة البلد بشكل عام وبوضوح سواء بالضعف أو بالقوة لأنه مسئول.. وسأوضح ما أقصده حالاً من موقف رئيس الوزراء الحالي في مؤتمر شرم الشيخ ودموع رئيس الوزراء الأسبق والفارق بينهما وبين ابتسامة الرئيس وقوته في المؤتمر، فدموع الدكتور كمال الجنزورى، رئيس مجلس الوزراء الأسبق تساقطت في فترة عصيبة، خلال لقائه بالصحفيين ظهر يوم الأحد ١١ ديسمبر ٢٠١١، متأثراً بظهور مواطن على إحدى الفضائيات طالباً من الحكومة توفير أمن أولاده قبل رغيف الخبز.

تلك الدموع أشارت إلي مدي الضعف التي كانت فيه مصر، وأوضحت الحالة المتردية التي وصلنا إليها وأعرف أن الجميع يعرف هذا الضعف وأن هذه الحالة لا تخفي علي أحد، ولكن كانت هذه الدموع الصادرة من رئيس الوزراء في تلك الفترة بمثابة تصريحات رسمية عن مدي الضعف الذي وصلنا إليه، فهذه الحالة من الوطنية والمسئولية لرجال يخافون علي مصر وأهلها ويشعرون بالخوف من سقوط البلد في فترة عصيبة جعلت من الرجل يبكي في مؤتمر صحفي أمام الجميع، أما النقيض في المضمون المماثل في الشكل فكانت دموع السيد إبراهيم محلب رئيس الوزراء الحالي الذي بكي فرحاً من مشهد نجاح لم نره من قبل، بكي فرحاً لظهور بادرة الأمل للنجاة وللقوة التي ظهرت بها مصر في مؤتمر شرم الشيخ، هذا المؤتمر الذي أعاد لمصر الحياة، هذا المؤتمر الذي رد لمصر هيبتها وقوتها، وجعل كل مواطن علي أرضها يشعر بالفخر بأن له دولة تحميه وبأن الدولة لها رجال يحمونها ويدافعون عنها، ويقولون للعالم أجمع بأن مصر باقية قوية، وأن مصر ليست فقط مركز الحضارة ولكنها مركز للعالم.
هذا الموقف النبيل أيضاً وتلك المشاعر الطيبة يمكن أن تفسر وتأول وتثير لغطاً لسنا في حاجة إليه، وبالرغم من هذه المشاعر الطيبة كنت أتمني ألا تظهر علي الهواء لنقول للعالم أجمع إن مصر قوية عتية، وقادرة علي تخطي الصعاب، وأنها كما قال الرئيس لا تموت، ونظهر بالقوة التي بدأنا بها ونستمر عليها.
أما السيد عبد الفتاح السيسي رئيس مصر فكانت ابتساماته دالة ومعبرة عن هذا النجاح، وكانت قوة كلماته تعبيراً عن قوة مصر، وكان تصفيق الحضور له اعترافا بقوته وتعبيراً عن التقدير الخاص له ولمصر،

وكانت الكلمات الارتجالية له تعبر عن حالة النجاح بعيداً عن الرسميات، فكانت قوة عبد الفتاح السيسي تعبيراً عن قوة مصر، وكان فرحه تعبيراً عن فرح شعب مصر، إن هذا المؤتمر حالة تعبر عن مصر بوضوح شديد، وتعبر أيضاً عن مواقف الدول التي شرفتنا بحضوره بوضوح أشد، فقد دعت ألمانيا مصر لزيارتها، إيماناً وتقديراً منها لدور مصر ومكانتها وانطلاقها، وقالت إثيوبيا إنها لا تستطيع الإضرار بمصر، وغيرها من الدول التي عبرت عن اعتزازها بمصر ومكانتها وفي مقدمة هذه الدول الأشقاء السعودية والإمارات والكويت، أما أمريكا وممثلها چون كيري فعبرت عن حقيقة ما تتبناه وأن أمن اسرائيل هو البداية والنهاية، ولم يكن ما قاله چون كيري خطأ عابرا نتج عن الإرهاق، بل كان من وجهة نظري غلطة مقصودة، أو بالأدق كرسي في «الكلوب» لإفساد هذا العُرس الذي تعيشه مصر وشعبها، فانكسر الكرسي وأضاء «الكلوب» وازدادت الأنوار نوراً وتألقاً، وعاشت مصر وأهلها فرحاً من البداية للنهاية، وأتم الله عليها فرحتها، وكان هذا المؤتمر رسالة للعالم قبل أن يكون رسالة لنا، فشهد له العالم قبل أن نشهد نحن له، وقبل أن تزعجنا أصوات القنابل الفشنك أو يشغلنا الحديث عن هذا النجاح المدوي، أرجو أن نكون علي قدر هذا النجاح ونجعله نقطة بداية وانطلاق نحو نجاحات أخري يشعر بها المواطن وتعود عليه بالنفع، و يتأكد أن النجاح عائد إليه وعليه، وأن تستثمر حكومتنا الرشيدة هذا المؤتمر أفضل استثمار، وتجعل منه نقطة ارتكاز للمستقبل لا تتنازل عنها أبداً، ولا تسمح بالتفريط فيها، أو التراجع عنها والعودة لما قبلها.. والله ولي التوفيق.. حمي الله مصر وشعبها.
[email protected]