انكسر الكرسي وأضاء «الكلوب»
لست من المؤيدين لدموع السادة المسئولين، وأعلم أنهم بشر وأن لديهم ما لدينا من المشاعر، وهذا مفهوم بطبيعة الحال، ولكن البكاء، أي كان، تعبيراً عن الفرح أو الحزن خاصة دموع المسئول لها مليون تفسير وتبرير وتأويل، فدموع السادة المسئولين تعبر عن حالة البلد بشكل عام وبوضوح سواء بالضعف أو بالقوة لأنه مسئول.. وسأوضح ما أقصده حالاً من موقف رئيس الوزراء الحالي في مؤتمر شرم الشيخ ودموع رئيس الوزراء الأسبق والفارق بينهما وبين ابتسامة الرئيس وقوته في المؤتمر، فدموع الدكتور كمال الجنزورى، رئيس مجلس الوزراء الأسبق تساقطت في فترة عصيبة، خلال لقائه بالصحفيين ظهر يوم الأحد ١١ ديسمبر ٢٠١١، متأثراً بظهور مواطن على إحدى الفضائيات طالباً من الحكومة توفير أمن أولاده قبل رغيف الخبز.
تلك الدموع أشارت إلي مدي الضعف التي كانت فيه مصر، وأوضحت الحالة المتردية التي وصلنا إليها وأعرف أن الجميع يعرف هذا الضعف وأن هذه الحالة لا تخفي علي أحد، ولكن كانت هذه الدموع الصادرة من رئيس الوزراء في تلك الفترة بمثابة تصريحات رسمية عن مدي الضعف الذي وصلنا إليه، فهذه الحالة من الوطنية والمسئولية لرجال يخافون علي مصر وأهلها ويشعرون بالخوف من سقوط البلد في فترة عصيبة جعلت من الرجل يبكي في مؤتمر صحفي أمام الجميع، أما النقيض في المضمون المماثل في الشكل فكانت دموع السيد إبراهيم محلب رئيس الوزراء الحالي الذي بكي فرحاً من مشهد نجاح لم نره من قبل، بكي فرحاً لظهور بادرة الأمل للنجاة وللقوة التي ظهرت بها مصر في مؤتمر شرم الشيخ، هذا المؤتمر الذي أعاد لمصر الحياة، هذا المؤتمر الذي رد لمصر هيبتها وقوتها، وجعل كل مواطن علي أرضها يشعر بالفخر بأن له دولة تحميه وبأن الدولة لها رجال يحمونها ويدافعون عنها، ويقولون للعالم أجمع بأن مصر باقية قوية، وأن مصر ليست فقط مركز الحضارة ولكنها مركز للعالم.
هذا الموقف النبيل أيضاً وتلك المشاعر الطيبة يمكن أن تفسر وتأول وتثير لغطاً لسنا في حاجة إليه، وبالرغم من هذه المشاعر الطيبة كنت أتمني ألا تظهر علي الهواء لنقول للعالم أجمع إن مصر قوية عتية، وقادرة علي تخطي الصعاب، وأنها كما قال الرئيس لا تموت، ونظهر بالقوة التي بدأنا بها ونستمر عليها.
أما السيد عبد الفتاح السيسي رئيس مصر فكانت ابتساماته دالة ومعبرة عن هذا النجاح، وكانت قوة كلماته تعبيراً عن قوة مصر، وكان تصفيق الحضور له اعترافا بقوته وتعبيراً عن التقدير الخاص له ولمصر،
[email protected]