رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لُغز السيد توفيق

يقيناً اتفقتا أو اختلفنا فإن السيد توفيق عكاشة -أو كما يحب أن يُنادي- الإعلامي الدكتور توفيق عكاشة له شعبية كبيرة وقطاع عريض من المشاهدين اكتسبهم في فتره زمنية قصيرة، ووصل إليهم بأسلوبه الشعبوي، وبحركاته العفوية المقصودة والمرتبة في كثيراً من الأوقات،

وكسب ثقتهم علي المدي الطويل، ليس هذا هو المهم، المهم أن هذا الرجل كان بالنسبة لي لُغز كبير يبدو مكشوفاً للناس جميعاً إذا اجتهدت قليلاً وتابعت رسائله وقرأت ما بين السطور، لماذا أقول ذلك أو أكتب عن هذا الرجل الآن؟ الإجابة بمنتهي البساطة والدافع الحقيقي وراء ذلك هو حديث السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخير والذي ذكر فيه مخاطر الجيل الرابع من الحروب والحرب النفسية التي تتعرض لها مصر من خلال الإعلام المضاد والإعلام الخارجي، فعندما تحدث الرئيس عن الجيل الرابع من الحروب ظهر أمامي فجأة السيد توفيق عكاشة بحركاته وكلماته وأسلوبه وهو يتحدث عن الجيل الرابع من الحروب وسط سخرية البعض من حديثه واتهام البعض له بالسطحية في الأسلوب والأفكار وهو يصرخ ويحذر من هذه المخاطر ويناشد جمهوره بأنه علي حقيقة وصواب وأن لديه مصادره الخاصة، وأنه يعرف أكثر مما نعرف، وأنه مطلع علي حقائق لا نعرفها، كان البعض يستخف بهذا الحديث وينتقده انتقاداً صارخاً، ووصفه البعض بأبشع الألفاظ التي لا يجب ولا أحب أن أعرضها أو أكررها، فبعد حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي فهل يحق لنا أن نُكَذب هذا الرجل أو نستخف بأسلوبه؟ الإجابة لا، لأن السيد توفيق قال أكثر من مرة إنه يجلس مع شخصيات سيادية وأنه يعرف البلد رايحة فين، المهم أن السيد توفيق عكاشة بالنسبة لي يمثل إعلام الدولة الموجه الشعبوي هذا بوضوح شديد، وأنه صوت الدولة غير الرسمي للوصول إلي أكبر قطاع ممكن لفئة محددة من الشعب صعب الوصول إليها بالشكل التقليدي للإعلام وهذه الفئة لا يمكن تجاهلها أو الاستهانة بها، استطاع أن يصل إليها توفيق عكاشة واستطاع أن يخاطبها بعقليتها وطريقة تفكيرها وبساطة الحياة فيها، لذلك ليس من الطبيعي أو المعقول أو المهم أيضاً أن ينتقده بعض المثقفين أو الإعلاميين لسبب بسيط وهو أن السيد توفيق لا يخاطبهم ولا يهتم بآرائهم لأنه يعرف هو أولاً وأظن الدولة ثانياً ماذا يريدون بالضبط ويعرفون الفئة التي تقع في إطار اهتماماتهم، الأكثر من ذلك ما قاله الكاتب مصطفي بكري عن دور توفيق عكاشة في تولي السيد اللواء عبدالفتاح السيسي منصب وزير الدفاع في زمن حكم الإخوان فقد أكد بكري والكلام علي مسئوليته أن «وقبيل الثانى عشر من أغسطس 2012، يوم الانقلاب الأبيض، كان الإعلامى د. توفيق عكاشة قد حذر على شاشة قناة الفراعين

من أن هناك انقلاباً سيقوم به الرئيس مرسى خلال أيام معدودة، وراح يقدم معلومات قال فيها إن اللواء عبدالفتاح السيسى ينتمى إلى أسرة إخوانية، وإن عمه هو الأستاذ عباس السيسى عضو مكتب الإرشاد السابق بجماعة الإخوان.
وقد أثارت هذه المعلومات -الحديث مازال مستمراً للأستاذ مصطفى بكرى- حالة من الجدل الشديد، واتصل بى فى هذا الوقت اللواء عباس مخيمر، أحد كبار ضباط المخابرات الحربية، منفعلاً، ومؤكداً أن هذه المعلومات غير صحيحة ولا أساس لها وأن هدفها قطع الطريق أمام اللواء عبدالفتاح السيسى.
يومها قلت له: «من المؤكد أن الإعلامى توفيق عكاشة سوف يراجع موقفه إذا ما ظهرت له الحقيقة، وهو ما حدث بالفعل فى اليوم التالى.
ويضيف «بكرى» أن «مضت الأيام، وعندما التقيت المشير طنطاوى والفريق سامى عنان بعد قرار إقالتهما من منصبيهما، وجدت ارتياحاً كبيراً منهما لتولى الفريق أول السيسى منصب وزير الدفاع والفريق صدقى صبحى منصب رئيس الأركان.. قال لى الفريق عنان: «هذه سيمفونية تواصل الأجيال بين رجال الجيش الشرفاء، والفريق أول السيسى هو عنوان للالتزام والانضباط والكفاءة والوطنية». هنا انتهى الاقتباس.
هذا موقف واحد وغير ذلك من المواقف والمعلومات التي قالها توفيق عكاشة وأثبتت الأيام صدق ما قال، وأنه لا يتحدث من فراغ مثل ضرب ليبيا أو هجومه العنيف علي بعض الوزراء والشخصيات العامة بكل هذه الجرأة والعنف والبساطة أيضاً، وهذ ما أحب أن أقوله للجميع لقد أثبتت الأيام أن هذا الرجل بكلماته وحركاته وأساليبه التي تبدو في ظاهرها كوميدية ويعتبرها البعض بلهاء هي أساليب مقصودة للوصول إلي فئات محددة وتوصيل رسائل بعينها، فهو بالنسبة لي وأكرر إعلام الدولة غير الرسمي الموجه والشعبوي وقد نجح هذا الرجل ونجحت الدولة معه في هذا الملف سواء اختلفنا أو اتفقنا مع هذا الرجل.

[email protected]