رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الوضوء بدم الشهداء

كل فعل بشرى هو فعل ناقص، وكل فعل بشرى يخضع للثواب والعقاب، وأى فعل انسانى يخضع بطبيعة الحال للتقييم سواء بالسلب أو الإيجاب, بالمدح أو الذم، لذلك وأنت تتحدث عن بعض المشاكل التى تواجه مصر الآن لابد وأن تعرف أن القائمين على أمر هذه البلاد بشر،

يصيبون ويخطئون، أفعالهم لا ألوهية فيها ولا تقديس، ولابد أن يعرفوا هم أيضًا أنهم لن يكونوا أبدا آلهة أفعالهم دائمًا هى الصواب وقراراتهم مقدسة لا يجوز الاقتراب منها ولا رجعة فيها، ولابد أن يعرف مسئولونا والقائمون على أمر هذه البلاد أن المواجهة الحقيقية هى مواجهة النفس أولًا بعيوبها ومشاكلها حتى نستطيع الخروج من أزماتنا، وبدون انفعال أو تشكيك تبين لنا الانفجارات الأخيرة فى العريش أن هناك تقصيرًا ما، هناك مشكلة ما أدت إلى وقوع وتكرار مثل هذه الحوادث بل - على سبيل الدقة - الكوارث ولابد من معرفتها والوقوف على أسبابها ومن المتسبب فيها ومحاسبته، حتى نمنع حدوثها فى المستقبل أو الحد منها وهذا أضعف الايمان، لابد أن نعرف أننا نواجه ارهابًا شرسًا، إرهابًا يتخطى الأساليب القديمة فى طريقة التفكير والتدبير والتخطيط والتنفيذ والتمويل، نحن نواجه ارهابًا يستهدف جنودنا ويقتل المدنيين منا ويروع الآمنين فينا, بل نواجه ارهابًا تعدى كل المراحل السابقة وتفوق عليها وأصبح يستهدف بشكل جدى وعلنى وواضح اسقاط الدولة وهدمها، وهذا لم يعد سرًا، بل أصبح اللعب على المكشوف وواضحًا جليًا لمن لا يريد أن يرى أو يسمع أو يعقل، أو التبس عليه الأمر، أو تعاطف مع هؤلاء المجرمين من قبل، أو شك فى حسن نواياهم أو ردد ما يقولون أو شاركهم حتى لو بالمشاعر فقط ما يفعلون، إنهم يريدون هدم مصر لأنهم لا يؤمنون بالوطن، إنهم يقتلون بدم بارد بدعوى الجهاد والحرب فى سبيل الله، وهم يحاربون من أجل مصالح دول بنشر الفوضى والفساد فى الأرض، وهذا هدف يسعى اليه الشيطان، انهم يقتلون الأبرياء ويتوضأون بدماء الشهداء ثم يقفون أمام الله فى خشوع الخاشعين!!، ويسجدون لله على جثث عباد الله وخير جند الله !!، ثم يقولون ربنا الله!!، أى شريعة هذه التى تنتهجون؟! إن الله لا يأمر بالقتل ولا رسوله الكريم إن كنتم لا تعرفون، نعم إنهم يهللون مع انفجار كل قنبلة، ويكبرون مع كل قطرة دم تسقط على أرض مصر، يسبحون بحمد الارهاب والدول التى تموله، ويفرحون مع كل رصاصة تسكن صدورنا، ويمجدون قنواتهم الداعية للهدم والخراب، فبأى عقل أو منطق تصدقون هؤلاء بعد كل ما حدث، لا أعرف كيف يتعاطف معهم البعض، إنه تخطيط كبير وهم أدوات فيه، فعلى سبيل التحليل فقط لا غير اسأل نفسك سؤالًا بشأن التسريبات التى يبثونها على قنواتهم هل يمتلك هؤلاء القدرة على الاحتفاظ بهذه التسريبات كل هذه الفترة ثم يظهرونها فى أوقات معينة أم إنها دول تخطط وتستخدمهم لمصالح بعينها؟! فالتسريب الاخير لوزير الداخلية محمد ابراهيم ظهر مع ذكرى 25 يناير ومقتل شيماء الصباغ واتهام البعض للشرطة بقتلها، أنا لا أتحدث هنا عن مناقشة

مضمون التسريب ومدى صحته أو مدى خطورته, فهناك أجهزة وظيفتها التحقيق والتدقيق وإصدار الأحكام، أنا أتحدث عن الشخصية بطلة التسريب والتوقيت والهدف المراد من التسريب فى وقت محدد لإحداث أهداف محددة، تلك هى القصة، ببساطة دول تخطط وتستخدم هذا الإرهاب لتحقيق مصالح بعينها، ثم وفى النهاية، النضال الحقيقى يكون على أرض المعركة وليس الهروب منها وإدارتها من الخارج ودفع الناس دفعًا للموت، النضال الحقيقى لا يمكن أن يكون بهدم البلد رأسًا على عقب وقتل المصريين وترويع المواطنين، إنكم قطعتم شعرة معاوية، قطعتم على أنفسكم طريق العودة للوطن واحتكرتم لأنفسكم تأشيرة الارهاب وأخذتم معها صك الخيانة، فلا تلوموا إلا أنفسكم.
وقد كتبت فيما سبق وقلنا (.. لم يعد الإرهابى ذلك الشخص الذى يعيش فى الكهوف منعزلًا عن الواقع.. منعزلًا عن تطور الحياة.. إنه ليس هذا الشخص الذى لا يعرف من الدنيا الا اسمه واسم أفراد جماعته مرتديًا حزامًا ناسفًا.. أصبح الإرهاب جماعة منظمة مدربة.. صحيح أن الإرهاب مستبد والإرهابى يطيع وينفذ ولا يفكر.. ولكن هناك العقل المدبر والمخطط لهذا الإرهاب تقف وراءه دول ومؤسسات.. لقد تغير العالم وتغير معه الإرهاب فى شكله وأسلوبه وأهدافه فهل تغيرنا نحن؟.. هل تغيرنا لنستطيع مواجهته؟.. هل درسناه جيدًا؟.. هل عرفنا كيف يفكر؟.. وفيما يفكر؟.. هل تغيرنا لنواجه مستقبل هذا الإرهاب وكنا له سابقين؟.. هل أعطيناه حجمه الطبيعي؟.. حجمه الحقيقى بعيدًا عن تقديرات الفهلوة السياسية وأساليب فض المجالس!.. الإجابة على كل ما سبق تنبع من الإجابة عن السؤال السابق كيف يجب أن نفكر لتحديد وقراءة المستقبل؟.. لابد أن نعمل عن دراسات عميقة صحيحة صادقة نستطيع من خلالها اتخاذ قرارات جادة صادقة نافعة مُجدية لحماية هذا البلد فى حاضره ومستقبله.. فالأحلام لا تتحقق بمفردها لابد من عمل جاد إذا أردنا مستقبلًا أفضل لابد من عمل حقيقى للقضاء على هذه المخاطر التى تحيط بنا بعيدًا عن الفكر العشوائى والفهلوة السياسية الساذجة والتبريرات السطحية).. لكن من الواضح أننا نكتب لأنفسنا ولا حياة لمن تنادي!

[email protected]