لا تطلقوا علي رأسي الرصاص
أبعدوا عني خناجركم، فجسدي لم يعد يحتمل طعنة واحدة, لا تطلقوا علي رأسي الرصاص فلم يعد يحتمل طلقة واحدة, لا تصرخوا فلم أعد أسمعكم, كثرت الفوضي من حولي, وملأ الضباب عقلي,
ونزلت الدماء علي عيني فلم أعد أري شيئاً, تعالي العويل حولي فلم أعد أعرف من القاتل؟ ولماذا قَتَلْ؟ ومن المقتول؟ وفيما قُتِلْ؟ إني أسألكم جميعاً, كيف تحول زرعي الي قنابل موقوتة؟ وتحولت سمائي إلي سحاب من الدخان المميت؟ ماذا حدث لكم؟ وماذا جري لعقولكم؟ ولماذا عميت قلوبكم؟ ألستم مني؟ ألم تروني من قبل؟ ألم تقرأوا عني؟ وتعرفوا من أنا؟ أنا من ذكرني الله في كتابه الكريم؟ وعلي أرضي تجد دياناته, التوحيد بدأ عندي, أنا شيماء الصباغ, أنا محمد الجندي, أنا الشهيد الرائد ضياء فتحى, أنا النعماني البطل, أنا المجند والضابط والعقيد واللواء والمشير, أنا الخفير والوزير, أنا جيكا وأحمد حرارة, أنا العالِم والعلَم, أنا أنتم جميعاً فلا توجهوا سهامكم صوب قلبي, لا تُسلسلوا قدمي فلم أعد أحتمل, أذكركم ببعض الكلمات علي جدران معابدي وما سجلته البرديات التي تنقل تاريخي لكم اقرأوا معي هذا الاعتراف لفرد مني بعد الموت يقول: إني لم أرتكب ضد الناس أي خطيئة, إني لم أرتكب أي شيء خبيث, إني لم أترك أحداً يتضور جوعاً, ولم أتسبب في بكاء أي إنسان, إني لم أرتكب القتل ولم آمر بالقتل, إني لم أسبب تعساً لأي إنسان, فهل قرأتم واستوعبتم ما أنا؟ وكيف كان أبنائي؟, فلماذا تنزعون عني ثيابي؟ وتنتهكون عِرضي, وتضعون الأشواك في طريق نهوضي, وتصلبون الأمل في نهاري وترسمون الألم علي جدراني, وتجعلون الأمن يهرب من ليلي؟ فتنامون والخوف في أحضانكم, وتصبحون واليأس يملأ قلوبكم, أفمن أجل عرشي تفعلون هكذا بي ؟ إنه لكم ولا لأحد سواكم, أفمن أجل سلطاني تفعلون هكذا؟ أفمن أجل خير أرضي تفعلون هذا بي؟ إن خيري لكم ولا لأحد سواكم, انظروا حولكم, تراجعوا خطوة واحدة, أعطوا لأنفسكم لحظات تأملوا فيها وضعكم الآن وماذا أصبحتم عليه, وابدأوا من جديد, انطلقوا من جديد, فالعدو يتربص بكم جميعاً ولن يستثني منكم أحدا, يتلصص عليكم, يُدَبِر الأمر لكم وينتظر, يخطط لكم السوء ويبتسم, يتمني لكم المكاره كلها ليسطو عليكم, ليحتل أرضي ويستبيح عرضي, ويأكل خيري ويجعل بعضكم لبعض عدوا, هذا