رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السيد والأستاذ


لا أخفيكم سراً إعجابي الشديد بشخصية السيد جمال مبارك والاستاذ أحمد عز.. لا تتعجب من قولي ولا تنزعج من كلامي ولا تذم ولا تمدح أرجوك انتظر.. فأنا لا أتحدث عما فعله السيد جمال ولا ما ارتكبه عز في حق هذا البلد في فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، أتحدث هنا عن جوانب الشخصية القتالية والعنيدة التي تسمح لشخص ما في إدارة معركة والتخطيط لها ومحاولة الانتصار فيها بعد فترات عصيبة مرًّ بها وهجوم شرس تعرض له.. أتحدث عن جرأه أحمد عز باتخاذ قرار ترشحه للبرلمان بعد كل ما حدث ليعود من جديد في تحدٍ واضح للجميع.. وهذا حق كفله القانون والدستور.

السيد والأستاذ سالفا الذكر يلتقيان دائماً علي موجة واحدة يسيران علي خط واحد وفكر واحد وأسلوب واحد.. فهما من أصحاب فكرة من أجلك أنت.. نفس الظروف.. نفس الشخصية التي تحافظ علي التواجد وعدم الاستسلام فترشح عز للبرلمان مقدمات طبيعية ومؤشرات مستقبلية تقول لنا ما سيفعله السيد جمال في حالة خروجه من محبسه.. وممارسة العمل السياسي من جديد إذا سمح له القانون ذلك!! وما سأقوله عن عز ينطبق علي جمال مبارك.
كبرياء عز يقول له دائماً إنه علي صواب وأنه لم يفعل غير الصواب لصالح هذا البلد وأن ما يفعله أيضاً لم يكن إلا إيماناً منه لخدمة هذا البلد!!.. فعز لم يعارض الدولة من قبل ولن يعارض الدولة من بعد!!
لم يكن أحمد عز إلا افرازا طبيعياً لنظام مبارك القديم.. لقد عمل الرجل في بيئة مواتية تسمح بظهور ألف شخصية مثله.. لقد ظهر الرجل في أجواء تسمح بصناعة ألف رجل مثله.. فأحمد عز هو نتاج طبيعي لنظام قامَ علي الاستحواذ وارتكن علي قواعد تسمح له ولغيره أن يفعلوا ما فعلوا.. ويتجبروا كيفما شاءوا.. ويعلوا في الأرض كيفما شاءوا.. وتزداد ثرواتهم ويزداد معها الفقراء فقراً.. وتنعم أياديهم بالسلطة والجاه وينام بعضهم مستأنساً بأريكة العرش وينام الغلبان في قسوة البرد دون غطاء!! وأن يحصلوا في النهاية علي إخلاء سبيل والبراءة ليعودوا مرة أخري الي المشهد.. يعودوا مرة أخري إلي العمل السياسي وكأن شيئاً لم يحدث طوال السنوات الأربع الماضية لأن القناعة الشخصية لعز وغيره أنهم لم يفعلوا أي شىء ضد الدولة!!.. هذا بوضوح شديد.. أحمد عز وشركاه من النظام القديم لم يقتنعوا ولن يقتنعوا ولو لمرة واحدة أنهم أخطأوا في حق هذا البلد وفي حق مواطنيه.. لن يقتنع السيد والأستاذ تحديداً أنهما أجرما في حق مصر.. وبالنسبه إليهم وما الثورة إلا مؤامرة كبيرة وما الثوار إلا متآمرون بالفطرة!! هكذا يتحدثون مع أنفسهم والدليل قرار عز بالترشح للبرلمان - ولا أعارضه في الترشح من عدمه لأن القانون هو من يحكم وأن الشعب من يختار -.. ولكن ما نتج عن هذا القرار من عاصفة الانتقادات وإحداث حالة من الارتباك أيضاً في الأوساط السياسية وبين بعض النخب الجالسة دائماً في الفضائيات حتي قال أحدهم «إذا نجح أحمد عز في البرلمان فيروني هايدخل البرلمان ازاي»!! يستحق أن نقف عنده كثيراً ونتأمله.. لاحظ معي منطق الفعل للإدارة القديمة أو العميقة - سمها ما شئت - ومنطق الكلام للسادة المعارضين لترشح عز.. فالأول نزل الشارع بعد غياب طويل في الحبس الاحتياطي مطمئناً لقوة وجوده وأخذ يشرع في النزول وسط الناس واتخذ قرار الترشح متأكداً أنه دخل البرلمان فعلاً!!.. مؤمناً أنه خرج من محبسة ليتصدر المشهد من جديد فعلاً!!.. واستطاع بقرار واحد أن يحدث حالة من الارتباك في المشهد ككل..!!
هذا الارتباك الذي أحدثه قرار عز بالترشح للبرلمان كشف عن مدي الضعف لما عليه البعض الآن ممن يتصدرون المشهد في أول اختبار عملي بعيداً عن مناظرات البعض في الفضائيات.. لقد كسب السيد

والاستاذ تعاطف بعض الناس علي المدي الطويل وخسرنا نحن تعاطف بعض الناس باختيار مسئولين لم يكونوا علي مستوي الحدث الثوري في الفكر والإدارة فخسرت الثورة وخسر الناس!!.. لقد كسب السيد والأستاذ أرضاً خصبة للعودة وخسرنا نحن الأرض الثابتة التي كنا نقف عليها ونستند إليها ونستأنس بها ونراهن عليها!!.. لقد كسب السيد والأستاذ الوقت لإعادة ترتيب الأوراق وخسرنا نحن الوقت في انتظار شخصيات ضعيفة لم تلق شعبية ولم تحقق إنجازاً علي الأرض اللهم إلا إنجاز الصوت العالي وأسلوب عبده موتة في أفلامه علي غرار لو نجح عز في البرلمان يوريني ها يدخل البرلمان إزاي!!.. أو محاولة تفسير البعض لكلام السيد الرئيس بعدم السماح للنظام القديم بالعودة.. ومحاولة تفصيله علي شخص أحمد عز .. الرئيس يتحدث بوجه عام.. يتحدث برؤية شاملة عن عدم إمكانية عودة حالة النظام القديم وهم يتحدثون عن شخص بذاته!!..  الرئيس يراهن علي الناس وليس علي المنع بقرار جمهوري كما يراهن البعض.
الحقيقة أن السيد جمال مبارك والاستاذ أحمد عز يمتلكان معطيات خوض المعركة السياسية من جديد أكثر ممن يتصَّدرون المشهد بعد ثورتين أطاحت بهما وبغيرهما.. لأن السيد والأستاذ يفعلان أكثر مما يتحدثون.. يُدَبِرون الأمر وينفذون علي الأرض دون مضيعة للوقت بعيداً عن المناظرات التي تُفرق أكثر مما تُجمع..
الحقيقة أيضاً أن السيد والأستاذ يمتلكان من العزيمة والصمود والطاقة ودعني أقول من الكبرياء ما يكفي للعودة للحرب من جديد فلم يتوار عز خلف الستار مستأنساً بأمواله بعيداً عن هموم السياسة بل قرر خوض المعركة لحين خروج السيد من محبسه ليواصلا المشوار وكأن شيئاً لم يكن وكأن شيئاً لم يحدث..!!
أعتقد أن عز يعرف جيداً قواعد اللعبة القديمة ويعي أصول المناورة الحديثة ويدرك أساليب الاشتباك وادارة المعركة.. وسيساعده في خوض معركته رجال النظام القديم أو الدولة العميقة - سمها ماشئت - لأن المصالح المشتركة هي التي تحرك الجميع.. المصالح المشتركة هي التي تحكم الجميع.. وتتحدد قواعد اللعبة علي أساسها فرجال النظام القديم الذين تلونوا بسرعة وتبدلوا بسرعة سيعودون الي عز أيضاً بسرعة!! لأنهم يعرفون جيداً أين يتواجدون؟.. ومتي يظهرون؟.. وكيف يتعاملون؟..
الوضع كله مرتبك ولكن السيد والأستاذ يعرفان جيداً ما يصنعان وما يجب أن يكون.. وأري عز بعد انتخابات البرلمان ممسكاً بنظارته علي منصة البرلمان مبتسماً وهو ينظر إلينا بمشاعر مختلطة من الفرح والكبرياء والانتقام والغرور والقوة والسلطة ونشوة الانتصار ليقول لنا جميعاً لقد عدنا بعد فاصل دام 4 سنوات من أجلك أنت!!.. وربنا يستر.

[email protected]