رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتقام أعمى.. الغيرة تدفع زوجة لقتل الطفل يوسف

أرشيفية
أرشيفية

 

 

كتب - خالد على ومظهر السقطى:

 

ثلاث سنوات فقط هى ما قضاها يوسف على ظهر الأرض، هى كل عمره ولكنه كان الحياة كلها بالنسبة لأمه وقلب وعقل أبيه الذى تركه وأخاه الصغير فى رقبة والدته وسافر إلى دول الخليج للعمل، «يوسف» صاحب الوجه الضاحك والعينين اللتين تجذبان كل من يلقاه من الأهل والجيران فيضمه إلى صدره ويقبله ويداعبه، هذا الطفل البرىء الذى ملأ منزل أسرته بالمرح والبهجة والسعادة لم يقص على أحد أنه رأى حلماً بأنه سيغدو ذا شأن عظيم حتى يدبروا له مكيدة للخلاص منه بهذا الشكل البشع ويقتلوه بأعصاب باردة، لماذا لم يلقوه فى جُب؟.. عسى أن يكون فى عمره بقية فيلتقطه السيارة ويعيدوه للأم المكلومة والأب الذى أصابته لوثة الهذيان واعتصر قلبه الحزن وقطعت أحشاءه آلام فراق فلذة كبده أو حتى باعوه بثمن بخس.

«أسماء» زوجة عم يوسف اشتعلت فى قلبها نيران الغيرة منذ أن تزوج شقيق زوجها من «هدى» الفتاة الجميلة التى تمكنت فى فترة وجيزة أن تمتلك قلوب الأسرة كلها بأدبها وأخلاقها وابتسامتها فى وجه الجميع عدا قلب أسماء الذى مقتها منذ وطأت قدماها منزل زوجها، رغم أن لكل منهما منزلها الخاص، ولكن هدى كانت تقوم بخدمة والدة ووالد زوجها ولا تكل أو تمل من طلباتهما مما جعلها أيقونة السعادة للعائلة، عكس أسماء التى تكره اللحظات القليلة التى تقضيها معهما، ومن هنا بدأت المشاكل وتدبير المكائد التى باءت كلها بالفشل من قبل أسماء للوقيعة بين هدى وزوجها تارة، وتارة أخرى بين كل أفراد الأسرة ولم تجد طريقة تؤلمها بها وتنغص عليها حياتها.

ومرت الأشهر والسنون وكل يوم يمر يزداد الحقد والكراهية فى قلب أسماء، وقررت وضع خطة الانتقام من أم يوسف والانتصار عليها فى معركة ليست لها وجود أصلاً، وضعها فى عقلها الملوث شيطانها اللعين، والذى أوهمها بأن الكل يمقتها ولا يريد رؤية وجهها العكر بسبب هدى، ووضعت يدها فى يد الشيطان وتعاهدا على أن يجدا طريقة لكسر أنفها والتفريق بينها وبين زوجها أو حتى زرع بذور الكراهية فى قلب الأسرة كلها.

وعندما وصل إبليس إلى حلمه بالسيطرة على أسماء والتحكم فى كل حياتها أهداها طريقة الانتقام على طبق من ذهب للتخلص من هدى ويسلمها هى إلى عشماوى، استطاع شيطانها أن يقنعها بكل يسر وسهولة بقتل الطفل البرىء يوسف حتى تحرق قلب أمه بل وقلوب أفراد الأسرة كلها عليه دون أن يعلم أحد بجريمتها، خاصة فى ظل ظروف والده المسافر للعمل خارج البلاد، راقت لها خطة الشيطان وأخذت تتحين الفرصة يوماً تلو الآخر، حتى جاء الوقت المعلوم ودخل الطفل المسكين بقدميه منزلها ليلعب مع نجل عمه وهو لا يعلم أنه لن يخرج ليرى الحياة مرة أخرى، وهرعت الشيطانة الملعونة بإحضار ماسورة حديدية وعاجلته بضربة على رأسه، وهو ينظر إليها بابتسامته المعتادة ولحقتها بضربة أخرى على ظهره فانفجر شلال دم من رأسه فى وسط المنزل، وفارق يوسف الحياة وأطلقت هى تنهيدة من أعماق قلبها أخرجت خلالها الحقد الأسود الذى سيطر عليها، أسرعت المجرمة

وأحضرت جوالاً ووضعت جثة الطفل بداخله وحملته لتضعه تحت سرير الغرفة الخاصة.

عندما تأخر الوقت ولم يعد يوسف لمنزله خرجت والدته للبحث عنه فى الشارع وعند الأقارب والجيران وفى منزل عمه وأعياها البحث، وخرج معظم أهل القرية لمساعدتها فى البحث عن نجلها فى كل مكان بالقرية، والقاتلة أظهرت الحزن وذرفت دموع التماسيح أمام والدته التى انهارت تماماً وفقدت وعيها والصياح الذى هز أرجاء القرية وشاركت أسماء وأولادها فى البحث عن يوسف، وظن الجميع بأن الطفل تم اختطافه وتقدمت أسرته ببلاغ إلى مركز الشرطة بسوهاج باختفائه فى ظروف غامضة ومرت 6 أيام طوال على الأم والأسرة المنتظرين على أمل أن يعود إلى أحضانها أو يتصل بهم الخاطفون لطلب فدية حتى يعود ولكن دون جدوى.

ظهرت رائحة جثة يوسف والتى بدأت تتعفن فى منزل أسماء فاستغلت انشغال أهل القرية وفى ساعة متأخرة من الليل أخذت الجثة من تحت سريرها وإخراجها من الجوال وحملتها تحت طيات الظلام وألقت بها فى منزل مهجور بجوار المنزل الذى كان يقطن فيه ظناً منها بأن هذا سيريح أهله ويقومون بدفنه وتنتهى القصة وتغلق القضية، وفى الصباح عثرت أسرة يوسف على جثته.

انتشر بأنحاء القرية خبر العثور على الطفل جثة هامدة وتم إبلاغ الشرطة التى هرعت إلى المكان ومن خلال التحريات تم التوصل إلى أن وراء الواقعة زوجة عمه بسبب الخلافات مع والدته وأخذ الجميع يضربون كفاً بكف، ويتساءلون فى حيرة كيف طاوعها قلبها كأم أن تقتل طفلاً بريئاً لا حول له ولا قوة؟.. حتى تنتقم من أمه، كيف انساقت وراء الشيطان لتحرق قلب الأم بقتل طفلها وتلطخ يداها بدمه الطاهر؟

وأمام المحقق جلست القاتلة جامدة النظرات وجهها كلوح الثلج لا حراك، روت تفاصيل جريمتها البشعة وكيف أن نار غيرتها من أم يوسف دفعتها إلى قتله انتقاماً منها، وصدر القرار بحبسها تركت أولادها يعانون من عارها، وأنها القاتلة وبقيت أم يوسف للألم والحسرة والندم، وكان صوتها لا ينقطع أين أنت يا يوسف؟.. كيف فعلت بك هذا؟