رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هنا القدس.. من القاهرة

الانتهاكات الإسرائيلية
الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى

سفير فلسطين بالقاهرة لـ«الوفد»: نطالب بفتح تحقيق دولى لكشف جرائم الحرب التى ترتكبها قوات الاحتلال

 

الهلال الأحمر: القوات الإسرائيلية تتعمد إصابة المصلين فى الوجه والعيون.. وحالات الاختناق لا تنتهى

 

قرية «الشيخ جراح» تقاوم التهجير.. وتسطر ملحمة المقاومة السلمية بكل صلابة

 

«عيوننا إليك ترحل كل يوم، تدور فى أروقة المعابد، تعانق الكنائس القديمة، وتمسح الحزن عن المساجد.. يا زهرة المدائن يا قدس» بهذه الكلمات عبرت فيروز -صوت الجبل- عن حب وعشق الوطن العربى للدولة الفلسطينية التى تضم العديد من المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية ومنها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وثالث أقدس الأماكن عند المسلمين بعد مكة والمدينة المنورة، وكان قبلة المسلمين قبل أن تتحول إلى الكعبة فى مكة، هذا بالإضافة إلى ارتباط أرض فلسطين بميلاد السيد المسيح ورسالته وصلبه وقيامته، وحدثت فيها معظم الأحداث المذكورة فى العهد القديم والجديد وحسب التراث المسيحى انطلقت البشارة المسيحية من منطقة الجليل ويهوذا، أى من شمالى فلسطين وأوساطها، وانتشرت فى أنحاء العالم.

لفلسطين والشعب الفلسطينى مكانة خاصة فى قلوب المصريين حكومة وشعباً، ومن هذا المنطلق قامت «الوفد» بنقل صوت الشعب الفلسطينى حول الأحداث الأخيرة بالقدس والاعتداءات التى تحدث من قبل قوات الاحتلال بمناطق الحرم المقدسى وباب العمود وجبل الهيكل وحى الشيخ جراح من خلال سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية دياب اللوح.

شهدت مناطق الحرم المقدسى وباب العمود وجبل الهيكل وحى الشيخ جراح بالقدس المحتلة مواجهات واشتباكات ومطاردات عنيفة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى، ضد الأهالى خلال الأيام الماضية، وذلك بعد صدور قرار بإخلاء المنازل بحى الشيخ جراح لصالح جمعيات مستوطنين إسرائيليين، الأمر الذى قوبل بالرفض من أهالى حى الشيخ جراح واستمر الصمود والتحدى لهذا القرار واستمر التصدى لمصادرة المنازل وإيقاف التوسع الاستيطانى فى القدس الشرقية الذى يسير بشكل سريع من أجل تهويد القدس.

وطالبت سلطات الاحتلال 28 عائلة بحى الشيخ جراح بإخلائها من منازلها وذلك بعد أن زعم المستوطنون اليهود أنهم اشتروا الأراضى بشكل قانونى، من جمعيتين يهوديتين قامتا بشراء الأرض منذ أكثر من 100 عام، فى المنطقة التى تضم العديد من المنازل والمبانى السكنية الفلسطينية بالإضافة إلى الفنادق والمطاعم والقنصليات.

 

 

لن نرحل

 

«لن نرحل» جملة من ستة حروف تُقرأ على كل جدار فى حى الشيخ جراح، نشاهدها على جبين كل فلسطينى منذ خمسين عاماً ضد قوات الاحتلال ومحاكمه ومستوطنيه، ستة حروف تعبر عن وجع جديد فى قلب القدس المستهدفة بكل ما هو فلسطينى من إنسان وحجر وشجر، وبعيون كعيون الصقر وشجاعة كشجاعة السباع يتصدى المواطنون الفلسطينيون لتهجير أكثر من 550 فلسطينياً ينتمون لـ28 عائلة مهددة بإخلاء منازلها من أجل بناء مئات الوحدات الاستيطانية وجلب مستوطنين إليها، وإنهاء الوجود الفلسطينى من الحى بأكمله.

قدم الشعب الفلسطينى خلال الأيام الماضية العديد من الشهداء الشباب والأطفال والمصابين والمعتقلين من أجل إيقاف إجلاء سكان حى الشيخ جراح وأعربت الرئاسة الفلسطينية عن إدانتها الشديدة للجريمة الإسرائيلية البشعة التى نفذتها حكومة الاحتلال بحق أبناء شعبنا فى غزة وأدت إلى استشهاد 20 مواطناً بينهم 9 أطفال، وإصابة العشرات.

حملت الرئاسة حكومة الاحتلال المسئولية الكاملة عن التصعيد والجرائم التى ترتكبها فى قطاع غزة والقدس، وطالبت المجتمع الدولى بسرعة التحرك لإيقاف هذه الجرائم بحق الأبرياء من أبناء شعبنا، وإيقاف حكومة الاحتلال الإسرائيلى عن الاستمرار فى جرائمها وإجراءاتها الهادفة لتهويد المدينة المقدسة وترحيل العائلات من حى الشيخ جراح.

 

من هو الشيخ جراح؟

 

يشهد التاريخ بأن الشيخ جراح كان دوماً حياً عصياً على الاحتلال، ومدافعاً شرساً ليس عن الحى فقط، إنما عن القدس بأكملها بشكل عام، وبدأت فصول اقتحام حى الشيخ جراح المعاصرة فى عامى 2008-2009، بعد الاستيلاء على أربعة منازل، تعود لعائلات غاوى وحنون والكرد، وفى مطلع عام 2021 أصدرت محكمة الاحتلال المركزيّة قراراً جديداً يمهل عائلات الجاعونى والقاسم واسكافى والكرد حتى الثانى من مايو 2021 لإخلاء منازلهم، ويُمهل عائلات الداوودى والدجانى وحماد حتى أغسطس المقبل، إضافة إلى ذلك أصدرت المحكمة قراراً بإخلاء عائلة الصبّاغ، تمتلك الـ28 عائلة وثائق تثبت ملكيتها للأرض وللبيوت، بعد اتفاق بين وزارة الإنشاء والتعمير الأردنية، التى كانت تحكم وتدير أوضاع مدينة القدس فى تلك الفترة، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، التى تقضى بمنح بيوت للعائلات مقابل تخليها عن كارت اللاجئين.

وفى تفاصيل الاتفاق، فإن العائلة التى تقوم ببناء مجتمع صالح للعيش، وبيئة إيجابية كإنشاء حديقة وزراعة أشجار وبناء جدران والالتزام بدفع الإيجار ومستحقات المياه والكهرباء لمدة ثلاث سنوات، تتملك الأرض، وهو ما قامت به الـ28 عائلة واستحقت البيوت، قبل أن يأتى الاستيطان سنة 1972 بوثائق مزورة تعود للعهد العثمانى عام 1875 يدّعون فيها ملكيتهم للأرض لتبدأ معركة عمرها حتى اليوم 50 عاماً، يتحدى بها أهالى الشيخ جراح الاستيطان والجمعيات التى تموله رافضين تلك المؤامرة، ويحملون أدلة وجودهم وإثباتات أحقيتهم بالمكان.

 

 

قلب مدينة القدس

 

يقع حى الشيخ جراح فى قلب مدينة القدس، إلى الشمال من البلدة القديمة، وتحده من الشمال أرض السمار وشعفاط، ومن الجنوب أحياء باب الساهرة وسعد وسعيد، ومن الشرق حى واد الجوز، ومن الغرب ضواحى غربى القدس وأراضى قرية لفتا المهجرة عام 1948.

ومن أبرز معالم حى الشيخ جراح، مدرسة الطفل العربى، التى أنشأتها هند الحسينى عام 1948، بهدف إيواء 55 طفلاً يتيماً من أطفال قرية دير ياسين الذين هجروا منها بعد المذبحة التى ارتكبتها فيها العصابات الصهيونية فى التاسع من أبريل 1948، وقد توسعت مع السنين وأصبحت من المدارس الثانوية فى مدينة القدس.

 

معارك الشيخ جراح

 

وبحسب الموسوعة الفلسطينية فإن الشيخ جراح تميز بموقعه الجيو- استراتيجى الذى يهيمن على كل التحركات من الساحل إلى الداخل وكانت قوات الاحتلال تعتمد على الطريق المار بالشيخ جراح لنقل الإمدادات ووسائط القتال إلى يهود القدس (فى المدينة الجديدة والحى القديم)، وإلى المستعمرات الواقعة شمال القدس، على طريق رام الله، وهى عطاروت والنبى يعقوب، وتعتمد على هذا الطريق أيضاً للاتصال بمستشفى هداسا والجامعة العبرية على جبل المكبر وقد شهد حى الشيخ جراح بسبب هذا الموقع الهام، العديد من المعارك المستمرة بين الشعب الفلسطينى وقوات الاحتلال.

 

إحياء ليلة القدر

 

ووسط هذه المواجهات العنيفة بين الشعب الفلسطينى الأعزل وقوات الاحتلال الإسرائيلى، توجه الآلاف من أبناء الشعب الفلسطينى لأداء صلاة التراويح داخل المسجد الأقصى المبارك وإحياء ليلة القدر، رغم الإجراءات الإسرائيلية المشددة، سواء من أراضى الـ48 ومن مختلف محافظات الضفة الغربية، فيما منعت قوات الاحتلال وصول عشرات الحافلات القادمة من أراضى الـ48 إلى المسجد الأقصى المبارك، وطالبتها بالرجوع، وترجل المئات من المواطنين من الحافلات، متوجهين سيرا على الأقدام نحو القدس كسرا لقرار الاحتلال بمنع وصولهم إلى الأقصى.

وتسعى سلطات الاحتلال لتقليل عدد المصلين القادمين إلى المسجد الأقصى المبارك عبر إرجاع الحافلات والتضييق على المارة فى البلدة القديمة، واقتحام المسجد الأقصى.

 

 

اعتداءات بجنوب الخليل

 

وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» هاجمت مجموعة من المستوطنين حى الشيخ الجراح بالرصاص الحى واعتدت على الأهالى والمزارعين ورعاة الماشية بمسافر يطا جنوب الخليل.

وقال منسق لجان الحماية والصمود بمسافر يطا وجبال جنوب الخليل فؤاد العمور، إن مستوطنين هاجموا بحماية جنود الاحتلال، منازل المواطنين وأطلقوا الرصاص الحى صوب الأهالى فى قرية التوانة واعتدوا عليهم وعلى المزارعين ورعاة الماشية، وعلى متضامن أجنبى بالضرب، فى خربتى الطوبا ومغاير العبيد أثناء رعيهم ماشيتهم وحصادهم محاصيلهم.

 

الهلال الأحمر الفلسطينى

 

قال الهلال الأحمر الفلسطينى إنه تعامل مع 180 إصابة بينها خطيرة بالوجه والأعين وأعداد كبيرة من المصابين بحالات اختناق، والاحتلال يمنع الطواقم الطبية من دخول الأقصى.

وأضاف الهلال الأحمر أن هناك إصابة واحدة خطيرة، و13 إصابة مباشرة بالعين، وباقى الإصابات متوسطة وطفيفة، وتم نقل 50 إصابة من باب الأسباط إلى مستشفيات القدس المحتلة المختلفة وجارٍ نقل إصابات أخرى، وما يحول دون ذلك هو إجراءات قوات الاحتلال.

 

إدانات دولية واسعة

 

فى تحرك سريع للدولة المصرية التى تضع القضية الفلسطنينة نصب عينيها وتعمل على حلها بشكل قوى، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا أعربت فيه عن بالغ إدانتها واستنكارها لقيام السلطات الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المقدسيين والمُصلين الفلسطينيين، مؤكدةً ضرورة تحمُل السلطات الإسرائيلية لمسئوليتها وفق قواعد القانون الدولى لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وحقهم فى ممارسة الشعائر الدينية، وكذلك وقف أى ممارسات تنتهك حُرمة المسجد الأقصى المبارك وشهر رمضان المُعظّم، أو الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس ومقدساتها وتغيّر من الوضع التاريخى والقانونى القائم.

وأكد السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، الرفض الكامل لأى ممارسات غير قانونية تستهدف النيل من الحقوق المشروعة والثابتة للشعب الفلسطينى الشقيق، لا سيما تلك المتعلقة باستمرار سياسة الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية من خلال بناء مستوطنات جديدة أو توسيع القائم منها أو مصادرة الأراضى أو تهجير الفلسطينيين، لما تمثله من انتهاك للقانون الدولى، وتقويض لفرص التوصل إلى حل الدولتين، وتهديد لركائز الأمن والاستقرار فى المنطقة.

وأدان المتحدث الرسمى، فى هذا الإطار، المساعى الحالية لتهجير عائلات فلسطينية من منازلهم فى حى «الشيخ جراح» بالقدس الشرقية، والتى تمثل انتهاكاً لمقررات الشرعية الدولية والقانون الدولى الإنسانى واستمرارًا لسياسة التهجير القسرى للفلسطينيين.

كما أدانت عدد من الدول العربية والأوروبية منها مصر وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى وغيرها من المنظمات الدولية ومركز البحوث الإسلامية وبابا الفاتيكان، ونقابة الصحفيين المصرية، عمليات العنف والمواجهات الدامية بين الفلسطينيين فى القدس والقوات الإسرائيلية، التى تفاقمت أحداثها خلال الأيام الماضية، وذلك على خلفية مواجهة عائلات فلسطينية خطر الإجلاء من حى «الشيخ جراح» بالقدس.

كما أدان الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية ودور وهيئات الإفتاء فى العالم والعديد من الفنانين والشخصيات العامة، الأعمال الوحشية للإسرائيليين ضد الشعب الفلسطينى، كما أدان عدد من أعضاء مجلس النواب المصرى هذه الأعمال الوحشية، كان من بينهم النائب مصطفى بكرى الذى أكد أن مجلس النواب دائمًا له رؤية سياسية، وكلام يهدى إلى الشارع، ورؤية

قومية نقول إن فلسطين معنا، ولا أحد يزايد على موقف مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى، ولكن من حقنا أن نتنفس ونقول لكل المصريين ولكل العرب إن هذا المجلس يدافع عن الأقصى والقدس.

وتابع: «شرف لنا أن نرفع علم فلسطين على أكتافنا، فهذه قضيتنا المركزية والمحورية التى تربينا عليها فى مواجهة عدو مغتصب»، فيما دعا النائب عاطف مغاوى، مجلس الأمن لإصدار قرار ملزم واللجوء للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الخاص بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى.

 

 

حزب الوفد يعلن إدانته

 

أعرب المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس حزب الوفد، وكيل أول مجلس الشيوخ، عن إدانته واستنكاره الشديدين لاقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المقدسيين والمصلين.

وأضاف: ندين الهجمات الشرسة التى تقوم بها السلطات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى، والتى تخالف كل التقاليد والأعراف الدولية، وتجافى مبادئ مستقرة توافق عليها المجتمع الدولى ومواثيق الأمم المتحدة.

وناشد المجتمع العالمى والمنظمات الدولية، ضرورة العمل للحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، للوصول إلى حل الدولتين، بما يحافظ على الشرعية الدولية والحقوق المشروعة للفلسطينيين.

كما طالب المجتمع الدولى بسرعة التحرك، وأن تقوم الأمم المتحدة بدورها، لوقف أى اعتداءات وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وحقهم فى ممارسة الشعائر الدينية، مطالبًا بوقف أى ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك وشهر رمضان المعظم، أو تحاول النيل من الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس ومقدساتها، أو أى تغيير للوضع التاريخى والقانونى القائم.

وأعرب «أبوشقة» عن الرفض الكامل لأى ممارسات غير قانونية تستهدف النيل من الحقوق المشروعة والثابتة للشعب الفلسطينى، لا سيما تلك المتعلقة باستمرار سياسة الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية من خلال بناء مستوطنات جديدة أو توسيع القائم منها أو مصادرة الأراضى أو تهجير الفلسطينيين، لما تمثله من انتهاك للقانون الدولى، وتقويض لفرص التوصل إلى حل الدولتين، وتهديد لركائز الأمن والاستقرار فى المنطقة.

وأدان المساعى الحالية لتهجير عائلات فلسطينية من منازلها فى حى الشيخ جراح بالقدس الشرقية، والتى تمثل انتهاكاً لمقررات الشرعية الدولية والقانون الدولى الإنسانى واستمراراً لسياسة التهجير القسرى للفلسطينيين.

كما أعرب «أبوشقة» عن استنكاره لما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلى من اعتداءات وحشية على الفلسطينيين فى أحياء القدس الشريف التى أسفرت عن مئات الجرحى، فضلًا عن تحريض المستوطنين والجماعات اليمينية المتطرفة على قتلهم والمساس بممتلكاتهم.

وحمَّل قوات الاحتلال الإسرائيلى المسئولية الكاملة عن هذه المواجهات الخطيرة وما ينتج عنها من تداعيات على أمن واستقرار المنطقة برمتها. كما دعا المجتمع الدولى للاضطلاع بدوره ووقف هذه الاعتداءات وعدم الصمت حيال تلك الانتهاكات وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى، خاصة المقدسيين الذين يتعرضون لأبشع عملية طرد وتهجير قسرية من مدينتهم.

وناشد رئيس الوفد، المجتمع الدولى والمنظمات والهيئات الدولية بالتكاتف والعمل معًا للحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، بما يضمن قيام دولتين جنبًا إلى جنب، وفقًا للتشريعات والمواثيق الدولية وبنود الاتفاقيات الموقعة، للحفاظ على الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط.

 

سفير فلسطين يتحدث لـ«الوفد»

 

قال سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية دياب اللوح: هناك مواجهات عنيفة ودامية بالقدس المحتلة وخاصة فى منطقة باب العمود بين أبناء الشعب الفلسطينى وقوات جيش الاحتلال ومجموعات المستوطنين وهناك إصابات خطيرة بين أبناء الشعب الفلسطينى واعتقالات وملاحقات وكر وفر بين المواطنين وقوات الاحتلال، وبطبيعة الحال عناصر المواجهات غير متكافئة؛ أبناء الشعب الفلسطينى عزل مجردون من أى شىء يواجهون آلات الحرب الإسرائيلية.

وأضاف سفير دولة فلسطين فى تصريحات خاصة لـ«الوفد» أن قوات الاحتلال الإسرائيلية تستخدم كل الوسائل فى القمع ضد المواطنين الفلسطينيين ومن بين المصابين أطفال منهم من أصيب فى العين برصاص مطاطى، وفيما يخص حى الشيخ جراح ومخطط تهجير ما يزيد على 500 مواطن فلسطينى من 28 منزلا مهددين بالمصادرة والسرقة من المستوطنين الوضع قائم على ما هو عليه وبالفعل تم مصادرة منازل والسيطرة عليها بالقوة من المستوطنين.

وتابع سفير دولة فلسطين قائلاً: «الجميع استمع إلى مقطع صوتى بين صاحبة منزل فى حى الشيخ جراح وأحد أفراد المستوطنين وقالت له: لماذا تريد منزلى فقال لها لو لم أسرق منزلك سوف يأتى آخرون لسرقة المنزل وهذا يدل على زيف الادعاء الإسرائيلى والمستوطنين وجمعيات الاستيطان بأنهم يمتلكون وثائق لهذه المنازل»، مشيراً إلى أن هذه المنازل مملوكة للمواطنين الفلسطينيين منذ عام 1948 بقرار من الحكومة الأردنية آنذاك وأرسلت الحكومة الأردنية وثائق لنا تثبت ملكية هذه المنازل للمواطنين الفلسطينيين بحى الشيخ جراح».

وأكد سفير دولة فلسطين أن الشعب الفلسطينى يواجه مخططاً إسرائيلياً لتفريغ منطقة القدس المحتلة بالكامل من المواطنين بشكل قصرى وتهجيرهم وتغيير المعادلة الديموغرافية فى المدينة المقدسة، كما تواجه مخطط التفريغ وطمس معالمها التاريخية والقانونية، لافتاً إلى أنها مدينة فلسطينية عربية محتلة ومدينة القدس هى جزء لا يتجزأ من الأراضى الفلسطينية وهى عاصمة دولة فلسطين ولا يحق لإسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بموجب اتفاقية جنيف الرابع وقرارات الشرعية الدولية أن تحدث فيها أى تغيرات جغرافية وديموغرافية، لذلك نحن نواجه هذا المخطط بكل السبل المتاحة وأطلقنا فى الأيام الأخيرة تحركاً دبلوماسياً على المستوى العربى والإسلامى والدولى والإنسانى من أجل تعرية وكشف هذه المخططات، هذا بجانب التواصل مع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية وكل هذه التحركات من أجل حشد موقف دولى ضاغط على حكومة إسرائيل لوقف المخططات.

كما توجه سفير فلسطين بالقاهرة بأسمى آيات الشكر والتقدير للشعب الفلسطينى وللأهالى فى القدس وحى الشيخ جراح، وأعرب عن التضامن والتفاعل بما يحدث بالقدس وما يتعرض له الشعب الفلسطينى من اعتداءات وجرائم إسرائيلية فى القدس.

وأكد سفير فلسطين بالقاهرة أن الدبلوماسية الفلسطينية فى حالة استنفار كامل بتعليمات من الرئيس محمود عباس لمتابعة ما يحدث من جرائم ترتكبها الحكومة الإسرائيلية وممارسات عنصرية ضد مدينة القدس المحتلة والشعب الفلسطينى، وخاصة ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من اقتحامات وما تعرض له المصلون من اعتداءات وضرب أسفر عن مئات الإصابات واعتقال العشرات من أبناء شعبنا.

وتابع سفير فلسطين قائلا: «نريد من الأشقاء العرب تحركاً عاجلاً وفورياً لحشد موقف دولى ضاغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف جرائمها وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطينى ووضع آليات تحرك عربى على المستوى الدولى لمتابعة ما يحدث فى القدس وفتح تحقيق دولى أمام المحكمة الدولية فى جرائم الحرب التى ترتكبها الحكومة الإسرائيلية، وما يجرى فى مدينة القدس هو جرائم حرب ونعول كثيراً على عمقنا العربى والإسلامى وهناك دول كثيرة فى الاتحاد الأوروبى وخارج الاتحاد رفضت ما يحدث من انتهاكات من الحكومة الإسرائيلية، وكل هذا يعطى مساندة معنوية وقانونية للشعب الفلسطينى فى القدس ونقول لهم لستم وحدكم معكم الأمة العربية».