رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د.هانى سرى الدين يكتب : فى مؤشر المعرفة.. مصر يمكنها المنافسة

د.هانى سرى الدين
د.هانى سرى الدين

ليس للمعرفة حدود، ولا سبيل للتقدم والتطور بعيدًا عنها. أقول ذلك وأنا سعيد ومتخفز فى الوقت نفسه؛ سعيد بنبأ تقدم مصر فى مؤشر المعرفة العالمى عشرة مراكز عن عام 2019، لتصبح فى المركز الـ72، ومتحفز لأن تصبح مصر وهى قادرة ضمن الدول العشرين الأولى فى هذا المؤشر الهام، مؤمنًا بأن التقدم قصة إرادة فى المقام الأول، وأن المعرفة أحد الطرق إليه.

لقد اعتمد المؤشر العالمى، والذى أفتخر أن أطلقته للعالم مؤسسة عربية هى مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة على سبعة قياسات تشمل التعليم قبل الجامعى، التعليم التقنى والتدريب المهنى، التعليم العالى، البحث والتطوير، الابتكار، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الاقتصاد، والبيئات التمكينية.

وتحتل سويسرا المركز الأول فى هذا المؤشر، تليها الولايات المتحدة الأمريكية، ثم فنلندا، والسويد، وهولندا.

ولأول مرة فى تاريخ مصر يتم إنشاء مجلس أعلى للمعرفة يضم خيرة علماء مصر من كافة الجامعات، يعملون وفق سياسات محددة للرقي بالإنسان المصرى فى مختلف المجالات.

وحسبى أن يعمل هذا الكيان بجد واهتمام متجاوزًا عقبات بيروقراطية قللت من فاعلية مجالس عليا أخرى لم تحقق المرجو من إنشائها.

وأتصور ضرورة تفعيل وتعظيم نتائج مثل هذا المجلس من خلال حشد لكافة الطاقات العلمية والمعرفية، وأن نضع أهدافًا معلنة ومحددة له، ونربطها بتوقيتات زمنية. ويلزم أن يتضمن ذلك أن نستثمر أكثر فى قطاعات البحث والتطوير والابتكار، وأن نعمل على ربط التكنولوجيا بالتنمية وزيادة الاهتمام بالمهارات وخاصة مهارات المستقبل.

فضلا عن ذلك، فإننا فى حاجة ماسة للاستفادة من تجارب وخبرات الدول الأخرى، والعمل وفق برامج زمنية محددة لتوسيع مدارك المعرفة باعتبارها أساس كل تطور.

لقد كُنت سعيد الحظ، إذ أتاحت لى خبرات الحياة وأنا فى فترة الشباب أن أعمل بدبي فى مرحلة التطور المعرفى وبناء التقدم، وأن أكون شاهدًا على تخطيط مستقبلى للإمارة الصاعدة بعد الألفية

الثالثة. وكنت شاهدًا على إرادة التحديث والنقلة الحضارية التى زرعها الشيخ محمد بن راشد فى نفوس أجيال وأجيال، وكيف اعتمدت جميعها فى الأساس على المعرفة، علمًا وفكرًا وثقافة. إننى أتذكر فى عام 2002 وأنا أتفاوض مع بعض المسئولين بالإمارات بشأن إنشاء عدد من الفنادق، حيث كانوا يقولون لى إننا نستهدف خمسة ملايين سائح سنة 2007، وعشرة ملايين فى 2010، وهكذا وكأنهم يحددون خطوات المستقبل خطوة خطوة.

ولا أزال أتذكر تجربة الحصول على شهادة بعدم التباس اسم تجارى وإرساله لى على الإيميل برقم وأسبقية التسجيل وأنا لا أزال مع متحدثى على الهاتف.

وهكذا، كانت المعرفة معينًا رئيسيًّا ورافدًا أوليًّا فى تطوير الإنسان هناك، وصارت الدولة نموذجًا للتطور التكنولوجى، والتقدم الحضارى، الذى يدفعنا دوما أن نفتخر به. فدولة الإمارات الآن تحتل المركز الـ15 عالميًّا فى مؤشر المعرفة العالمى، وهى متقدمة بذلك ثلاثة مراكز عن العام السابق، وهى الثانية فى مجال الأداء الاقتصادى، والعاشرة عالميا فى مستوى التعليم قبل الجامعى.

إن التقدم فى مجال المعرفة والعلوم هو الأولى بدولة تنشد الريادة، ومصر تستحق ذلك، وعلينا أن نضاعف الجهود ونسابق الزمن ونرتقي بالإنسان علميًّا وحضاريًّا. ولا سبيل سوى المعرفة.

وسلامٌ على الأمة المصرية.