رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العادات الخاطئة فى النوم تسبب آلام الرقبة

العادات الخاطئة فى
العادات الخاطئة فى النوم

آلام الرقبة شكوى عامة يعاني منها أكثر من نصف العالم، وقد ساهمت الحياة العصرية ومنجزاتها العلمية في تفاقم مشاكل آلام الرقبة بشكل كبير، خصوصاً لدى الأشخاص الذين يمارسون أعمالاً مكتبية ولدى طلبة المدارس والجامعات.

يقول الدكتور عادل عبده الحداد، استشاري جراحة العظام: آلام الرقبة في الغالب مرض حميد وعابر ويمكن السيطرة عليه لأن معظم أسبابه ليست خطيرة وبالنظر إلى أسباب وجود آلام في الرقبة نجد أنها تتمثل في إجهاد العضلات نتيجة الإفراط في شد أجزاء أو مناطق من عضلات الرقبة بلا مبرر أو داع اللهم إلا الأوضاع غير السليمة التي نبقيها فيها لمدة طويلة أثناء الانشغال باستخدام الحاسب الآلي أو مشاهدة التليفزيون أو قيادة السيارة أو حتى الضغط على الأسنان أو استخدام الوسائل غير الصحية أثناء النوم، يضاف إلى ذلك استخدام الهاتف لفترات طويلة مع ثني الرقبة ناحية الكتف ما يضيف إجهاداً غير عادي على الرقبة، والتهابات وخشونة المفاصل والرقبة في هذا الشأن لا تختلف عن بقية الجسم، إذ بها ما يكفي من المفاصل كي تكون عرضة للالتهابات فيها، وبالتالي بدء الشعور بالألم منها وتحدث الخشونة كنتيجة طبيعية مع التقدم في السن ما بعد الخمسين وحمل الأشياء الثقيلة ومع بعض الرياضات مثل ركوب الخيل، وكذلك حالة وجود انزلاق غضروفي في الفقرات العنقية، والإصابة المباشرة كالتي تحدث أثناء حوادث السير أو السقوط أو الارتطام أو الوقوع أو غيرها أو حوادث المرور.

وهناك أسباب تقلل المساحة المتوفرة لخروج الأعصاب المتفرعة من الحبل الشوكي مثل تيبس الغضاريف وظهور نتوءات عظمية مع التقدم في العمر وتضييق المسافات في العمود الفقري، حيث مكان خروج الأعصاب مما يسبب ضغطاً على هذه الأعصاب، وفي حالات نادرة قد تكون آلام الرقبة ناتجة عن التهابات جرثومية في الفقرات العنقية أو في الغضاريف العنقية مثل الإصابة ببكتيريا السل، وهناك فئة قليلة من المرضى تكون لديهم أورام سرطانية أو غير سرطانية تؤثر في الفقرات العنقية وتؤدي إلى آلام مبرحة في هذه المنطقة، وفي بعض الأحيان يكون السبب هو الالتهاب السحائي في المخ والحبل الشكوي، حيث يعتبر تصلب وآلام الرقبة من أكثر الأعراض شيوعاً لهذا الالتهاب، ويشعر المريض بآلام في الرقبة وتيبس وتصلب بعضلاتها، وقد تزيد هذه الأعراض مع العمل الطويل في وضع الجلوس أو الوقوف، وقد يسمع المريض صوت احتكاك أو «طرقعة» مع حركة الرقبة وقد يشعر أيضاً بالصداع والدوار ومع الضغط على جذور الأعصاب بالفقرات العنقية قد يشعر المريض بالتنميل أو الألم أو الضعف في عضلات الذراعين واليدين والأصابع.

ويضيف الدكتور عادل عبده الحداد: غالباً ما نعاني من آلام الرقبة في الصباح بعد نوم هادئ نتيجة العادات الخاطئة كالنوم على البطن أو النوم على وسادة لا تحافظ على الانحناء الطبيعي للرقبة في وضع جيد أو النوم على مجموعة من الوسائد العالية، وتؤدي كل هذه الأخطاء إلى جعل الرقبة في وضع غير متزن فتضطر عضلات الرقبة للعمل أثناء الليل لتثبيت ومنع عدم اتزان فقراتها، وأيضاً أثناء الليل يزيد المحتوى المائي للغضاريف نتيجة امتصاصها للسوائل من حولها مع ضعف الجاذبية الأرضية في وضع النوم مما يؤدي إلى الإحساس ببعض التيبس في الصباح، ولذا يجب توخي الحذر وعدم أداء ما يجهد العمود الفقري بمجرد القيام من النوم، أما المرضى الذين تكون آلامهم ناتجة عن التهابات جرثومية أو عن أورام فإنهم يعانون من آلام حتى في أوقات الراحة أو في الليل وحتى

مع انعدام الحركة في العنق، وهى خاصية مميزة لهذه الفئة من المرضى وتستدعي الاهتمام والتدقيق من قبل الطبيب، وإذا ما صاحب هذه الآلام شعور بالرجفة أو ارتفاع في درجة الحرارة للجسم ككل أو فقدان للشهية أو نقص في الوزن فإنها كلها مؤشرات على خطورة الوضع والسؤال الملح كثيراً هو: متى يجب مراجعة الطبيب لفحص الشكوى من ألم الرقبة؟.. ونقول إن الألم العادي نتيجة اجهاد العضلات والذي يخف بالراحة وباتباع الطرق السليمة في الجلوس أو النوم أو غيره لا يحتاج إلى مراجعة الطبيب إلا لو استمر أكثر من أسبوع.

أما بالنسبة للتشخيص، فإنه عادة ما يبدأ بالفحص السريري بواسطة الطبيب ثم يأتي دور الفحوصات وهى مهمة والأشعة العادية التي تعطي الطبيب فكرة عامة لكن لا غنى عن الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتبين حال الفقرات والأقراص البينية لها والأعصاب وقد يلجأ الطبيب إلى طلب بعض الفحوصات المخبرية كتحاليل الدم.

أما عن علاج آلام الرقبة يقول الدكتور عادل عبده الحداد: إنه في حالات الآلام الحميدة الناجمة عن الإجهاد والتهاب العضلات فإن الخطة العلاجية تبدأ بطرق علاجية تحفظية وهى أخذ قسط كاف من الراحة، خصوصاً عند الناس الذين تتطلب أعمالهم استخدام الحاسب الآلي أو الكتابة لفترات طويلة مع عمل تمرينات بسيطة لعضلات الرقبة، والمحافظة على الوضعية السليمة عند الجلوس للمذاكرة أو عند استخدام الحاسب الآلي بحيث تكون المذاكرة على طاولة وباستخدام كرسي صحي، وعمل جلسات علاج طبيعي للتأهيل والتثقيف عن الوضعيات الصحيحة للمحافظة على سلامة الرقبة وكذلك عمل تمرينات إطالة لعضلات الرقبة وتمرينات تقوية هذه العضلات مما يؤدي إلى إعادة تأهيلها وتقويتها وجعلها قادرة على تحمل الضغوط اليومية، واستخدام الأدوية المضادة للالتهابات والأدوية المسكنة والأدوية المرخية للعضلات لفترات قصيرة وبإشراف الطبيب، وباستخدام الوسادة الطبية عند النوم والجلوس لكي تحافظ على القوام الصحيح للفقرات العنقية وللظهر بصفة عامة، وفي بعض الأحوال قد يضطر المريض إلى استخدام رقبة طبية لبعض الوقت ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن الاستخدام الطويل للرقبة الطبية يمكن أن يضعف العضلات، ويجب التنبيه إلى أن العادات الصحية والأجهزة المساعدة والتمارين التي يتعلمها المريض خلال فترة علاجه يجب أن تكون مستمرة وتكون جزءاً من حياته وبرنامجه اليومي لكي يضمن عدم عودة هذه الآلام.