رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حنين

بوابة الوفد الإلكترونية

وصلتنى رسالة من زميلة دراستى الجامعية وقت كنت أدرس الإعلام والصحافة بجامعة القاهرة، ولم تكن مجرد رسالة بل كانت استرجاعاً لأجمل سنوات العمر، وذكريات مر عليها 13 عاماً، وقت الطموح بلا حدود والتفاؤل غير المشروط، وقتها كنا على أعتاب الحياة فلم نكن عرفنا بعد معارك الحياة وصراعاتها، ولم تلوثنا بعد الدنيا بتعقيداتها وتفاهاتها ومشكلاتها.

وكنت أتساءل ونفسي عما يحبب الإنسان فى استعادة ذكريات الماضي ولمَ يظل يسترجعها كلما حانت الفرصة؟،  لمَ يعود الإنسان منا للخلف ليذكر لحظات مرت عليها سنوات ليست قليلة؟،  هل يحاول أن يعيد لحياته بعض لحظات السعادة بتذكر هذه اللحظات؟، هل يحاول تجرع مرارة الأيام الحالية ببعض "حلاوة" سالف الأيام؟، أم هو هروب من الواقع المؤلم الذي يعيشه؟.
لماذا يجتاحنى الحنين لسنوات مضت؟ هل رغبة فى التحسر على سعادة مضت وولت؟ هل هى رغبة فى تعذيب نفسي بأننى لم أعد أحظَ بمثلها الآن؟، أم هى رغبة فى الإحساس بالشجن الذي يتصاعد فى نفسي مع هذه الذكريات لمجرد أنها لم تعد سوى ماضِ؟.
مشاعر شتى متناقضة ومختلطة تعتمل فى صدرى كلما تذكرت ذكرى حلوة مرت عليها سنوات،
العيد، ذكرياته فى الماضي منذ سنوات قليلة (ربما منذ خمس سنوات فقط) كانت أجمل، وأسعد، وأدفأ، الضحك من القلب بلا هموم قاتلة، الانطلاق فى الحياة بكل الطاقة والحيوية، القلب الشجاع، والقوة الصافية، وحب الحياة الصادق.
أين ذهبت؟ لماذا تخبو فرحة العيد

"المعتادة" عاماً وراء عام؟
وهل صحيح العيد للأطفال فقط؟
عقلي يقول نعم، وقلبي يكذب هذا وينفيه بكل نبضة من نبضاته، وبكل إحساس عرفه.
الكثير من الحكماء وخبراء التنمية البشرية يؤكدون أنه لا سن محدد للإحساس بالسعادة القصوى، وأنه قد تكون فى نهاية عمرك وربما تقترب من المائة عام ولكنك تعيش أحلى أيام عمرك،
وقد تزيد سعادتك كلما تقدمت فى العمر.
وأنا لم أرَ فى حياتي الشخصية من ينطبق عليه هذه الحالة ( إلا مدربي لليوجا الذى تعدى السبعين، والذي يشعرنى أحياناً أنه أكثر حيوية وشباباً منى)، ولكن هذا لا يعنى كذب هذا الاعتقاد.
فهل تناقص سعادتنا مع الأيام وعاماً وراء عام هى التى تجعلنا "نحِن" لأيام زمان؟
هل قلة لحظاتنا الحلوة الآن هى التى تسبب كل هذا "الحنين" لأى ذكرى سعيدة مضت؟
وهل هذا الحنين يشعرنا بالسعادة لتذكر أيام سعيدة؟ أم يشعرنا بالحزن والحسرة لأن هذه السعادة ذهبت ولا يمكن استرجاعها ؟
آه منك أيها الحنين.