رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

آمنة نصير: "الصك زى الموبايل.. ضحّوا أحسن"

بوابة الوفد الإلكترونية

حيرة شديدة انتابت البعض بعد فتوى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، مؤخراً، بأنه يجوز شرعا اللجوء إلى "صك الأضحية " أو مشروع الأضاحي لمن يصعب عليهم إقامة سُنَّة الأضحية بأنفسهم، وقيام عدد من المؤسسات الخيرية، وبنك الطعام،  للدعوة لشراء صك (كوبون) يشتريه المتبرع سعره يتراوح ما بين 700 و 1390 جنيها، يقوم  من خلاله بتوكيل بنك الطعام المصري أو الجمعية الخيرية بذبح الأضحية نيابة عنه، وتوزيع لحومها على الحالات المستحقة لديه، ووصل الأمر لقبول البعض "تقسيط " ثمن الأضحية على 6 أشهر.

"بوابة الوفد" الإلكترونية استطلعت رأى بعض المواطنين فى صك الأضحية، وهل سيلجأ إليه الكثيرون، خاصة مع وجود أزمة اقتصادية خانقة، أم أن الفكرة لا تجد رواجا وقبولا واسعا لديهم.


الأضحية أم الصك؟

الفرحة الخاصة باصطحاب "خروف العيد" إلى البيت، ثم ممارسة طقوس الذبح، وتوزيع اللحوم، و"لمة" العائلة هو ما دفع البعض لرفض فكرة "صك الأضحية" والتمسك بالذبح فى البيت، تقول نعمة فتحي 53 سنة، ربة منزل:" ذبح الأضحية له فرحة خاصة لا يمكن تعويضها بدفع الصك، فالأضحية تعني لم شمل العيلة، ورؤية الفرحة في عيون الأصدقاء والفقراء عند التوزيع، وخلق جو من الفرح بالعيد بين الأطفال الذين يبدأ الاحتفال، والشعور بالعيد منذ شراء خروف العيد"، يؤيدها في الرأي دعاء أبو الوفا 25 سنة "مدرسة"، تقول: "عيد الأضحي مرتبط بالأضحية،  ومن أهم ما يميز العيد هو التدبر في قصة سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل وسرد القصة للأطفال مع رؤيتهم الأضحية في الواقع يخلق لديهم حالة من الفهم والأستيعاب للقصة" . "فرحة العيال والكبار بتكون ساعة الذبح" هكذا عبر محمود مصطفى 44 سنة عن شعوره عند التضحية ورؤية دم الأضحية،  مشيرا إلى أن الفرحة تبدأ منذ رحلة البحث عن خروف العيد وشرائه وتربيته بمدخل البيت،  ولعب الأطفال معه واطعامه، فتلك الذكريات المقترنة بالتضحية وخروف العيد لا يمكن الأستغناء عنها بورقة مكتوب عليها "صك العيد".

الصكوك "ليها ناسها"

رأى آخر يري مميزات جمة فى الصك، يقول زياد علي 35 سنة :"  الصك ساهم في حل أزمة من لا يستطيع دفع ثمن الأضحية أو المشاركة في شرائها، ففي حالة شراء الصك يمكن أن تشارك بسهم صغير وتشعر معه بأنك ساهمت في أسعاد اسرة فقيرة بالعيد"، ويوافقه الرأي مصطفى الهواري 35 سنة مهندس، يقول:"الصك مفيد لبعض الحالات غير القادرة على التضحية بمراسمها المتعارف عليها ويخلق لديهم الشعور بفرحة العيد أيضا،  ولكنها بالفعل لا توازي فرحة التضحية نفسها" ، ويضيف بانه لا يجوز أيضا للقادرين على شراء وذبح الأضحية ان يلجأوا للصكوك ، فالصكوك "لها ناسها" وحالتها الضرورية التي تلجأ لها  من غير القادرين ماديا وجسديا فقط .


الصكوك تدمير للروابط الاجتماعية

الآراء الرافضة لصكوك الأضحية يؤيدها الدكتور منصور مغاوري بالمركز القومي للعلوم الإجتماعية والجنائية، مشيرا إلى أن ذبح الأضحية، يعتبر أفضل بالنسبة للمضحي ومن يتم توزيع اللحم عليه من الأصدقاء والفقراء، فهو يخلق روحا من التكافل الاجتماعي بين الغني والفقير،  ويكون له تأثير كبير على دعم العلاقات الاجتماعية، فضلا عن التقارب الذي يحدث أثناء توزيع اللحم على فقراء الحي.

ويوضح الدكتور مغاورى أنه حتى لو لم يوجد مكان للذبح، فمن الممكن أن يتم بالسلخانة

أو لدى الجزار، وتوزيع اللحوم، فالتوزيع في حد ذاته له تأثير نفسي مريح، بينما عندما يكون توزيع اللحوم بواسطة الجمعيات الخيرية من خلال الصكوك، فالفقير لا يعرف من الذي أعطى له الأضحية، وهو ما يساهم في تدمير الروابط الإجتماعية، فكيف يكون شعور الفقير وهو يرى أن الغني الذي يسكن معه في نفس الحي لا يستفيد منه بشيء، مؤكدا أن هذا من شأنه أن يخلق  حالة من الحقد المجتمعي، وشعور الفقير بأن الغني متعالي عليه ولا يجد مجال للتواصل بينهم، والعكس يحدث عندما يتقابل كل من الفقير والغني وجها لوجه في أيام العيد.

ويقصر مغاوري فوائد ومميزات الصك على حالات خاصة فى المجتمع، يقول:" هى فكرة جيدة  لمن هو غير قادر على دفع ثمن الأضحية، او من لا يوجد لديه مكان او غير القادر صحيا ولكن ذلك أيضا لا يوزاي الفائدة النفسية والاجتماعية للتضحية المباشرة" .

الأضحية "عشم" لا تقطعوه

وفى السياق نفسه، تبدى الدكتورة آمنة نصير عدم اقتناعها بفكرة صك الأضحية، تقول:"  أشعر أنه – أى الصك -  شبيه بالموبايل الذي جمد الزيارات الحميمية بين الأهل وبعضها ، فنحن بتلك الأشياء نختزل الحياة،  ونبحث عن الراحة والبخل بالوقت والجهد، ونستغنى عن الواقع الإجتماعي بالموبايل،  والصك عن الذبح والتوزيع والتهنئة بالعيد، فأنا سيدة كبيرة بالسن وعلى الرغم من ذلك حريصة على التضحية،  لأنه يوجد الكثيرين من حولي من المتعشمين في تضحية العيد  سواء من أبناء المنطقة التي أسكن بها،  او العاملين معي،  ولا يجوز قطع عشم الناس،  ونحن نعلم بذلك،   وحتى لا نقطع حميمية العلاقات الأجتماعية"، وتتابع:" هذا بخلاف أستمتاع أبنائي وأحفادي بالعيد،  وحضور مراسم ذبح الأضحية بمنزلي".

وتوضح نصير أنه على من يريد دفع الصك،  ان يتحرى جيدا أن تلك الصكوك سيتم توزيعها فعلا على الفقراء، تقول:"  يجوز استخدام الصك في حالات معينة،  كأن تكون سيدة مسنة لا تستطيع الحركة،  او تحمل مشقة الذبح والتوزيع، ومن هنا تلجأ للصك وتختصر الطريق  وهي بذلك لا تحرم من الثواب أيضا،  أما القادرين ماديا وجسديا فلا أستطيع أن أجد لهم عذرا يجعلهم يقبلون على صك الأضحية".