عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

منع دراما العنف والمخدرات هل ينقذ المجتمع المصرى من الأسفاف والأنحدار الأخلاقى

 

يمثل الفن القوى الناعمة لأى مجتمع  وهو واجهته الحضارية ويؤثر على سلوكيات الأسرة خاصة الأطفال والمراهقين

وغيرت الأفكار والعادات والتقاليد السائدة

من هذا المنطلق أقام الدكتور سمير صبري المحامى بالنقض دعوى مستعجلة أمام محكمة القضاء الإداري ضد شركة السبكي للإنتاج الفني بطلب وقف أعمال المنتج محمد السبكي وشركته ، وقال صبري في دعواه : الفن مرآة المجتمع ويعكس تقدم الشعوب أو تخلفها، وله دور مهم في المجتمعات، أما أن يقود المجتمع نحو الرقي، أو يقوده إلى الانحدار والهدم، من خلال اللعب على وتر القيم الإنسانية للمجتمع.

وفي السنوات الأخيرة، ظهرت العديد من الأفلام التي جعلت ظاهرة "البلطجة" بطولة، وأظهرت البلطجي في دور البطل، بهذه التوليفة خرجت الكثير من الأعمال الفنية التي ازدهرت خلالها شخصية "البلطجي" بصورة حملت الكثيرين على الربط بين انحدار مستوى السلوكيات والجريمة العنيفة وبين انتشار سلوكيات مستنسخة من واقع ما ينتج عبر السينما المصرية، ولعل آخرها حادث محمود البنا المعروف إعلاميا "شهيد الشهامة" بعد قتله عن طريق 3 من الذين ينسخون بلطجة السينما في الواقع ، كما أنتجت السينما العديد من الأفلام التي تجسد دمار الأخلاق والجنس والمخدرات، مثل عبده موته، وقلب الأسد، والألماني، وغيرها من الأفلام التي لا تخلو من المشاهد الجنسية مثل "حلاوة روح"، وقد ارتبطت هذه النوعية من الأفلام بالشركة المطعون ضدها الأولى والتي يرأسها المنتج محمد السبكي .

 كما يربط الكثير من النقاد بين هذه الأعمال وما يحدث بالشارع من عنف وجرائم وفساد أخلاق ، ولعل جريمة مقتل الشاب المصري محمود البنا التي هزت الرأي العام مؤخرا، أحد الأمثلة على ذلك الربط حيث قتل الشاب على يد محمد راجح باستخدام "مطواة قرن غزال" بعد استياء المجني عليه من سلوك راجح تجاه فتاة، وقد عبر الكثير من رواد التواصل الاجتماعي عن استيائهم من الفن الهابط الذي انتشر في المجتمع والذي يحفل بصورة البلطجي والمتحرش في البطولة، مطالبين بمقاطعة الأعمال الفنية التي تنقل مفاهيم مغايرة للقيم الاجتماعية المصرية، خاصة في ظل انتشار جرائم مماثلة . ومن جانب أخر أوضح الدكتور جمال فروز استشاري الطب النفسي، أن انحدار مستوى الثقافة في المجتمع المصري وانتشار مثل هذه الأفلام التي تقوم الشركة المطعون ضدها الأولى بإنتاجها أدى إلى هدم الأخلاق وانعدام الضمير، وقد تسببت في نشر الكثير من العنف بشكل يومي في المجتمع وخاصة أن الأطفال هم الفئة الأكبر في الوقت الحالي الذين يتسببون في حالات القتل ، لافتاً إلى أن الثقافة أصبحت منعدمة في المجتمع المصري ، وأضاف أن الحل الوحيد لهذه الظاهرة يكمن في الاهتمام بثقافة

المجتمع، والعمل على تصليح القيم، مشيرا إلى أن عدم تدخل الدولة لحل هذه الظاهرة سيؤدي إلى تدهور الوضع من السيئ إلى الأسوأ ، ولابد من دراسة ممنهجة لمحاربة دمار القيم والأخلاق ، وأكد أن هناك ضرورة لنشر القيم الأخلاقية في وسائل الإعلام والدراما، كي تعيد نشر القيم الإيجابية، وعواقب السلوكيات الخاطئة، فلا يجب أن ينتهي مصير مجرم بأن يكون بطلاً، بل يجب أن يحصل على عقابه الرادع، حتى وإن كان ذلك في مسلسل تليفزيوني أو فيلم . وقد اعتاد المنتج محمد السبكي وشركته علي إنتاج الأفلام التي تطرح القيم السلبية علي المجتمع المصري والمخالفة تماماً للقيم والعادات التي تعود عليها الشعب المصري فالمعلوم بالضرورة في الدول المتقدمة أن الاستثمار في بناء الإنسان، هو الأعظم والأكثر ربحا ونفعا على الأمم من الاستثمار في أي مجال آخر مثلما حدث في اليابان وسنغافورة وماليزيا، وغيرها من الدول التي أحدثت نهضة كبرى في كل المجالات خلال سنوات قليلة، بعدما كانت في حالة دمار شامل، حيث بدأت خطة انطلاقها بالاستثمار في الإنسان، ليكون قادرًا على تحقيق المعجزات ، بينما في مصر، تركنا الإنسان فريسة للتيارات والتنظيمات المتطرفة لتغرس بمخالبها في عقول الأطفال والشباب، أفكارا متطرفة أخطر من مرض الطاعون، لتتخذ من التقدم والازدهار عدوا، ومن التخلف والظلام، نبراسا كما سلمنا المجتمع المصري وخاصة شبابنا للسبكى ، ليغرس بأنيابه كل أنواع الدعارة الفكرية، والتحرش، والتحريض على العنف، وضرب القيم الأخلاقية والوطنية بداخلهم، ونشر الوقاحة والابتذال فكثيراً ما يخرج علينا المتحدثين عن الفساد السياسي والإداري والاقتصادي ولا يتحدثون عن الفساد الفني الذي يقدمه (السبكي) في الأفلام السينمائية، وتعد تجارة سوداء، خطورتها أبشع من خطورة تجارة السلاح والمخدرات .