عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«حميدة» حدوتة مصرية..حزينة لبراءة أولاد مبارك

بوابة الوفد الإلكترونية

فيما كانت الشمس  تتحرك ببطء لتغادر السماء وتفسح مجالاً للغروب ، كانت تجلس فى منطقة الظل مغمضة العينين فى هدوء ، حين مررت بها اعتقدت انها نائمة وهى جالسة الرصيف ، تحركت فى هدوء أثقله المرض

، مدت يدها الي ، دسست في يدها ما اعتقدت انها تريده ، اعادت الى الجنيهات فى شموخ غير مبتذل ، وقالت ساعدينى لأعبر الطريق، تأبطت  هى ذراعي، ومرقنا بصعوبة بين السيارات المتعجلة الى الجانب الآخر ، كان وجهها «حدوتة مصرية» تحكى «خلجاته» كل ما كان فى الشباب والمشيب .. وكان الحوار:
- حميدة محمد على .. مش مهم العمر أصل اللى جاى مش قد اللى راح.
- جوزى ... الله يرحمه مات من زمان ، ربنا رحمه من الدنيا وتعبها ، والحمد لله عندى بنت واحدة ومتجوزة، جوزها ماشاء الله عنده ورشه ، وهم اللى واقفين جنبى وبيساعدونى على قد ما يقدروا .
-لا .. أعيش مع بنتى إزاى وأضيق عليها فى حياتها ، يا بنتى البنى آدم برضه تقيل ، انا عايشة فى أوضة وحدى قبل جزيرة الدهب وراء المحل الكبير هناك  كده .
- شوفى يا بنتى انا كنت ببيع شاى ، بس لما صحتى تعبت بطلت، انا عمرى ما أمد ايدى لحد ، انا مش شحاتة أبداً داحنا ولاد ناس كويسين، بس الزمن جه علينا ، والمرض هدنى .
- آه امراض كتير ما تعديش عندى القلب ورجليا ما اقدرش امشي عليها، وعضمى كله واجعنى .
-لا ما انتخبتش حد ، بطاقتى ضاعت من فترة ، وصحتى مش مساعدانى اروح اطلع واحدة بدلها، انتى عارفة البهدلة فى أقسام الشرطة عشان تطلعى بطاقة الواحد عينه تطلع، والله مانا عارفه ايه السر ان يعملوا البطايق فى الاقسام عشان نشوف المجرمين والبلطجية، انا نفسى يلغوا الحكاية دى و نطلعها من اى حتى تانية وتكون محترمة ما نتبهدلش فيها .
-والله انا زعلت قوى لما قالولى ان ولاد مبارك طلعوا براءة وكمان بتوع البوليس التانيين ، طيب ودم الشهدا ده مين هيدفع تمنه حسبى الله ونعم الوكيل ربنا يحرق قلب كل اللى حرم أم من ضناها .
-يا بنتى لو قامت مية ثورة ، ماحدش هيحس بالغلابة ، انا اهو لا راح عليا ولا جه ، يعنى ما فيش حاجة اتغيرت فى حياتى ،  بس انا نفسى الثورة دى تجيبلنا رئيس ابن حلال ما ولدتوش ولادة ، يخاف على البلد ويبص للناس الغلابة .
-اه عايزة عايزة حد يعملى المعاش بتاع الشئون اللى

اسمه معاش السادات، ونفسى المعاش يزودوه شوية، انا باسمع انه بقى ميتين جنيه ، ودول هيعملوا إيه فى الزمن الأغبر ده .
-كل اللى نفسى فيه فى اخر ايامى ان حد يعملى المعاش ده ، وحد يطلعلى البطاقة عشان اصرف المعاش اللي هيطلعلى ، وياريت حد من المحافظة يسمعنى ويدينى كشك فى حتة، عشان ماحتاجش لمخلوق، انا اقدر اقف فى الكشك وابيع، والسعى للرزق بيدى الصحة .
-والله ما أعرفلى عنوان ، هى الأوض دى بيبقالها عنوان ، دى حاجة كده على ما قسم ، شوفى انا هديكى رقم تليفونى ، بنتى جابتلى التليفون ده عشان تطمن عليا كل شوية  .
وتخرج من طيات ملابسها تليفونا محمولا من اقدم طراز على الاطلاق، ومن الجيب الاخر رقم التليفون وقد دونه احد لها على قصاصة قديمة، وأدون الرقم وهو 1221949768، عسى ان يقرأ مسئول او اولاد الحلال ليساعدوها فى تحقيق حلمها الباقى لها فى الحياة  ، معاش وكشك .
-بعد الثورة الناس بقت وحشة قوى ، الاول لما كان حد يشوفنى عايزة اعدى يهدى بعربيته ، وواحد يعدينى ، دلوقتي أفضل واقفة وهم بيجرو فى الدنيا .. الناس اتسعرت قوى .
-انا كل اللى عايزاه ان الناس ترجع حلوة تانى ، انتى يا بنتى ما شفتيس حلاوة الناس على ايامنا ولا طيبتها ، كنا بناكل فى طبق واحد ، و الجار لو عنده فرح كان ما يعملوش عشان جنبه واحد ميت من شهر ولا اكتر ، شوفى دلوقتى ، الجار يكون عنده جنازة والتانى جنبه بيزغرت ، ولا حد بيسأل فى حد ، فيه حاجة وحشة زى المرض صابت الناس .. ربنا يرحمنا .