عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أسرة شهيدي البترول: تعويضات الوزارة وهمية

بوابة الوفد الإلكترونية

يذكر جميع المصريين القصة المأساوية التي خلفها حريق شركة النصر للبترول حين راح ضحيتها المواطن السويسي سعد بشير محترقاً بعد 40 يوماً فقط من رحيل شقيقه غريب بنفس الطريقة في انفجار معمل شركة السويس لتصنيع البترول.

لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن الأسرة المنكوبة في ولديها لم تصرف جنيها واحداً من وزارة البترول حتى الآن رغم أن وزير البترول وعد بصرف 50 ألف جنيه لأسرة المتوفي لتقع الأسرة بين نارين، نار فراق سعد وغريب، ونار تجاهل الدولة لمن مات في سبيل الواجب.

«الوفد الأسبوعي» ذهبت لمنزل الضحيتين الذي يبعد عدة كيلومترات عن مبنى شركة النصر للبترول بمنطقة المثلث، فالمنزل يكتسي باللون الأسود حزنا على وفاة الشقيقين، كما أن أهالي المنطقة يتجمعون يومياً فيه للاطمئنان على أسرة الضحايا وتقديم واجب العزاء.

في البداية تحدثت مع أسرة الشهيد سعد بشير الذي كان يعمل سائقا بالشركة ولم يتجاوز عمره 31 عاماً، وقالت زوجته رشا الدسوقي: سعد كان كل شىء للأسرة، وكان حزينا في الأيام الأخيرة لوفاة شقيقه الأكبر، ويبدو أنه لم يحتمل الفراق فرحل ليلحق به في العالم الآخر، فقد كان المرحوم رجلاً يتحمل مسئولية الأسرة ولا يحتمل رؤية الخطأ.

وأضافت: الشهيد لديه ولدان أحمد «4 سنوات» وزياد الذي لا يتجاوز عمره بضعة أشهر، ويوم الحادث استيقظ مبكراً وأصر على أن يتناول وجبة الافطار مع أسرة أخيه الراحل، وعند خروجه قال لي إنه سيحضر وجبة العشاء بعد خروجه من الشركة، ولم نكن ندري أننا لن نراه مجدداً بعد هذه اللحظة.

وأشارت الى أنهم «بعد خروجه بعدة ساعات سمعنا أن حريقاً ضخماً نشب بشركة النصر للبترول، وعلى الفور ذهبت الى مقر الشركة ومنعونا من الدخول، وحاولت الاتصال بسعد لكنه لم يرد على الهاتف فشعرت بالقلق الشديد خاصة أنني شاهدت الحريق وكان مشتعلاً بشدة وتأكدت بعدها أنه ليس بالشركة فذهبت الى المستشفيات أبحث عنه حتى تلقيت النبأ من شقيقه يحيى، وعلمت أن جثته في المشرحة فذهبت الى هناك لعلي أجد شخصاً آخر غيره، لكني وجدت جثته متفحمة، فانهرت في البكاء».

وأضافت الزوجة أن اجراءات المعاش لم تتم حتي الآن، وأتمنى من المسئولين بالشركة أن ينهوا الإجراءات دون تعقيدات حتى أتمكن من الانفاق على ولديه، مؤكدة انها لم تتسلم أي تعويض من وزارة البترول حتى الآن، رغم أن الوزير وعد بصرف 50 الف جنيه لأسرته.

موقف غريب

أما أسرة غريب بشير فجلست هي الأخرى تبكي فقيدها بعدما جددت وفاة شقيقه الأحزان، في البداية جلست زوجته كرم أبو الحسن صامتة في حالة ذهول مما حدث واكتفت ببعض

كلمات عبرت بها عن مأساتها قائلة ان زوجها كان مثالاً للزوج الكريم المؤمن، وكان يخشى الله ويحرص على ألا يغضب أحداً فهو يعيش بيننا بوصاياه.

وأكد الابن الأكبر عبدالله غريب أن والده ذهب الى الشركة في يوم الحادث ليجمع توقيعات من العمال والموظفين للتبرع بجزء من رواتبهم لصالح رفض المعونة الأمريكية، وأثناء تجوله عليهم دخل منطقة خطرة وكان معه جهاز أمان ورفض أن يترك الموقع رغم أن اصدقاءه أكدوا له أنهم سيتبرعون دون أي توقيعات، ولكنه أصر على أن تسير كل الاجراءات بشكل قانوني، وفجأة انفجرت احدى الطلمبات وتوفى 5 من الشركة بينهم والدي وأصيب شخص بحروق خطيرة لكن لم تثر ضجة على الحريق للسيطرة عليه بشكل سريع بعكس حريق شركة النصر الذي امتد لعدة أيام.

وأضاف انه رغم مرور 50 يوما على الوفاة الا أن اجراءات صرف المعاش تأخرت حتى هذه اللحظة مطالباً المسئولين بشركة السويس لتصنيع البترول بسرعة الانتهاء من صرف المعاش حتى نتمكن من الإنفاق على الأسرة.

وقال يحيى بشير الشقيق الثالث للضحيتين إن سعد أنقذ شركة النصر ومدينة السويس كلها من حريق هائل وكل قيادات الشركة قالوا نفس الكلام عند تقديمهم واجب العزاء، والحمد لله على ما فعله ولا أحد يستطيع أن يتدخل في حكمته، ومن الممكن أن يكون الله اختاره ليتوفى بتلك الطريقة ليكتب له مكاناً في الجنة.

وأضاف: أنه حتى هذه اللحظة لم تحصل الأسرة على معاش الشهيدين، وفي شركة النصر طلبوا مجموعة من الأوراق للبدء في اجراءات المعاش وقدمناها لهم، وأتمني أن يحصل الشهيد على كل حقوقه، فهو الوحيد الذي توفى داخل الشركة من أصدقائه، كما أتمنى سرعة الانتهاء من التحقيقات لمعرفة السبب الحقيقي في الحريق.