عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

22 سؤالاً.. بدون إجابة

بعد مرور 5 شهور علي ثورة 25 يناير، لابد أن نتلقي إجابات محددة عن أسئلة كثيرة حتي نستطيع تأريخ الثورة بشكل أمين ودقيق.. فهذه مسئولية كبري، تماماً كمسئوليتنا جميعاً أمام الأجيال القادمة.

وأول هذه الاسئلة.. هل صحيح أن ثورة 25 يناير لم يكن لها قائد أم كان لها قائد خفي خطط وفكر وحرك من بعد ولم يظهر حتي الآن؟! من الذي حدد مسارات المظاهرات المختلفة في القاهرة والمحافظات، ورسم طرق التحرك حتي وصلت لميادين محددة؟! كيف تطورت المطالبات من إسقاط حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق يوم 25 يناير إلي إسقاط النظام يوم 28 يناير؟! كيف تم اقتحام السجون؟! هل يصدق أحد أن اقتحام السجون في توقيت واحد وبنفس الأسلوب كان عملاً عفوياً غير مخطط؟! كيف تم إنزال المساجين من فوق المباني بالحبال؟! ومن الذي أمدهم بالحبال ورسم لهم خطة الهروب؟! كيف تم تهريب مساجين خطرين ينتمون لتنظيمات خارجية إلي دول أخري خلال ساعات قليلة؟!

والسؤال المهم الملح جداً.. أين اختفي شباب الثورة الذين نالوا احترام الجميع وتقديرهم داخل مصر وخارجها خلال الفترة من 25 يناير حتي 18 فبراير بعد سقوط مبارك بأسبوع؟! وكيف تغيرت تركيبة الثوار، وحلت محلهم تيارات ذات صبغة دينية؟!

لدي المجتمع كله أسئلة أخري كلها بلا إجابات.. فلماذا زادت النعرة الطائفية في مصر خلال الشهور الماضية، بينما كانت الصورة تعكس قمة الذوبان والتجانس والتلاحم الشعبي خلال فترة الثورة الأولي؟! وكيف حدث الخلط بين البلطجية والثوار؟! وكيف سمح الثوار الذين شهدنا وشهد العالم علي وعيهم واحترامهم وقدرتهم علي الفهم والابداع بأن يندس بينهم بلطجية؟! وكيف تحولت الصورة الحضارية للثورة الي صورة فوضوية تسيء للجميع ويتألم منها المجتمع كله؟!

من الذي حرق أقسام الشرطة وسرق السلاح؟! ومن الذي اقتحم مقار أمن الدولة؟! ومن الذي دفع البلطجية بنظام وتخطيط محكمين لمهاجمة وزارة الداخلية الأسبوع الماضي، بينما أهالي الشهداء غاضبون أمام الوزارة؟! وكيف لا نفرق بين هجوم بلطجي علي

وزارة الداخلية وهجوم الشرطة علي المتظاهرين؟! كيف نقبل كشعب متحضر أن يقف بلطجية يلوحون بالسنج والمطاوي دون أن يواجههم أحد وحتي دون أن يجرؤ أحد علي النقد؟! كيف تحول إعلام مصر بكل روافده للسير وراء الاحداث خائفاً من طرح تساؤلات منطقية خشية أن يتهم بمعاداة الثورة؟!

هل يتصور أحد أن كل الاحداث التي تقع في مصر بدون عقل يدبر لها ويديرها؟! هل يكون هذا المخطط والمدبر عقلاً واحداً أم عقولاً عدة؟! هل لدي أي جهة أية معلومات من أي نوع تشرح لنا ما حدث وماذا يحدث؟! هل يملك أحد من الاقتصاديين أن يشرح لنا كيف يستقر سعر الدولار طوال هذه الفترة بينما عجلة الاقتصاد متوقفة تماماً تقريباً؟! هل يملك أحد أي اجابة عن أي من هذه التساؤلات؟!

الحقيقة أنني أتلقي هذه التساؤلات وغيرها في كل جلسة وفي كل لقاء.. والحقيقة أنني دائما لا أجد لها أي اجابات تماماً كمن يوجهون الأسئلة.. ولا أعرف كيف سنكتب تاريخ هذه الثورة إذا كانت التساؤلات أكثر من الاجابات؟! ولا أعرف كيف يمكن تصور مستقبل مصر إذا كانت المعرفة غائبة؟!

لقد نجحت الثورة في الإطاحة برأس النظام لأن الهدف كان محدداً وواضحاً.. ولكن لا يمكن أن ننجح في تحقيق مستقبل أفضل دون أن تكون لدينا معلومات ودون أن نستخدم العقل.

[email protected]