عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حافظوا علي نقاء الثورة

القبض علي جاسوس إسرائيلي حمل لافتة في ميدان التحرير أثناء الثورة لا يعني إطلاقاً أن إسرائيل كان لها دور في تفجير هذه الثورة، ولا يعني إطلاقاً أن الثورة كانت بفعل قوي خارجية أرادت ضرب الاستقرار في مصر.. فالثورة قامت بفعل شباب نقي استحالت عشرته مع نظام مبارك الذي استمر 30 عاماً، وكان استمراره يعني ضياع مستقبلهم، والآن.. وبعد أن أطاحت الثورة برأس نظام مبارك، وأصبح هو وكبار أركان نظامه قيد الحبس علي ذمة قضايا فساد وقتل متظاهرين، يجب علينا أن نهدأ ونفكر بشكل أكثر عقلانية وموضوعية فيما حدث، وفيما سيحدث.. يجب أن نفهم بوضوح تام،  حقيقة ما حدث يوم 28 يناير الماضي.. كيف استغل البعض ثورة الشباب وقاموا بأعمال بلطجة وعنف؟! كيف اقتحمت السجون في وقت واحد وبأسلوب واحد؟! وكيف فر المساجين في نفس التوقيت؟! ومن الذي أمدهم بالحبال اللازمة للهروب من فوق أسطح هذه السجون؟! ومن الذي كان يضرب الرصاص من الخارج؟! ومن الذي سهل هروب مساجين حزب الله وحماس، ورسم لهم طريق الهروب خارج مصر؟! هل كان بين الضباط من سهَّل ذلك؟! كيف علمت هذه القوي الخارجية بأن مصر ستتعرض لثورة شعبية في نفس الوقت الذي كانت تقديرات الحكومة الرسمية لا تتوقع ذلك؟!.

علينا أن نعرف من الذي هاجم الأقسام وحرقها؟! علينا أن نعرف كيف نظَّم البلطجية أنفسهم ليقوموا بإحراق 90 قسم شرطة في القاهرة والإسكندرية والسويس وحلوان وأكتوبر والجيزة يوم 28 يناير، ثم زادت لتصبح أكثر من 120 قسماً خلال الأيام التالية؟! وكيف قام البلطجية بإحراق وسرقة أكثر من نصف سيارات النجدة في يوم واحد؟!.

الكشف عن هذه الألغاز وإعلان حقيقة ما حدث فيها لا يسيئ لثورة 25 يناير، ولكنه ينقيها من بعض الاتهامات التي يكيلها البعض من رموز النظام السابق لها.. فهؤلاء يقولون إن الثورة جاءت نتيجة مؤامرة خارجية، ويشككون في أن الكشف عن قضية الجاسوس الإسرائيلي هو إشارة إلي أنها بفعل قوي خارجية.. وهذا زعم خاطئ ـ فقد يكون هناك بعضاً من الشباب تلقوا تدريبات في الخارج، وقد يكون هناك قوي

خارجية تريد إضعاف مصر، ولكن المؤكد والثابت أن الثورة قامت بفعل شباب غاضب ثائر ضاق من النظام السابق، وشعر انه يدافع عن مستقبله بهذه الثورة.. وهؤلاء هم الغالبية العظمي الذين نظموا الثورة، وكان لديهم كل الحق.. فما طالب به هذا الشباب النقي الثائر، نادي بما نادي به كثيرون من المعارضين عبر سنوات طويلة مضت، وكان النظام السابق يصم آذانه عنها، ولم يستمع لأي تحذير من قيام ثورة شعبية ضده، كان العقلاء جميعاً يتوقعونها، وها هي قد حدثت بالفعل ولا يمكن هنا الزعم بأن كل هؤلاء العقلاء عملاء.

نحتاج لإنقاذ ثورة 25 يناير بأن نعرف كل الحقيقة وليس بعضها.. ولا أبالغ إن قلت أن بعض الرأي العام بدأ يشعر بالملل نتيجة ما ترتب علي الثورة المصرية النقية.. والبعض الأقل ثقافة أو ممن ينتمون للنظام السابق يرون أن أيام مبارك كانت أفضل، ويشككون فيما تتوقعه الحكومة بأن الأيام القادمة ستكون أفضل.. وأستطيع أن أقول أمام هذه الظواهر التي بدأ الكل يلمسها أن الثورة المصرية في خطر، وإن الحفاظ علي الثورة ونقائها يقتضي أن نتعامل مع كل الأمور بشفافية.. واذا كنا أوفياء لأرواح شهداء حقيقيين قضوا علي يد رجال النظام السابق وأعوانه، يجب أن نسجل أحداثها في التاريخ بكل أمانة وفوراً.. فقد خرج النظام بفعل الثورة النقية.. ولا يجب أن نسمح بأن ينتسب لها بلطجية ومخربون وعملاء.

[email protected]