رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السيدة الأولي

بذلت السيدة الأولي السابقة سوزان مبارك جهوداً ضخمة لتوريث الحكم من زوجها إلي ابنها.. وكانت ترغب في أن يتنازل مبارك الأب عن الحكم لمبارك الابن في حياته، لأن أحداً لم يكن يعلم ماذا يحدث إذا رحل الرئيس فجأة.. وكان طرح مشروع التوريث هو بداية انهيار حكم مبارك.. فلم يصل الحكم إلي ابنها، ولم يستمر مع زوجها.

كانت سوزان مبارك تدفع في اتجاه التوريث بكل قوة، وتتابع خطواته.. وقد كنت مدعواً في ندوة للمجلس المصري للشئون الخارجية عام 2004 بدار القوات الجوية، وكان مفترضاً أن يكون جمال مبارك متحدثاً بها، وحينما حان دوره ليتحدث تأخر دون سبب معروف، وفوجئ من بالقاعة أن التأخير جاء نزولاً علي رغبة السيدة الأولي في الاستماع لكلمته، وانتظر الجميع حتي تأتي من المنزل لتتابع كلمة جمال.. وقد اختار هو أن يتحدث باللغة الإنجليزية رغم أن الحضور كانوا من المصريين، وكانت عيناها تمتلئان فخراً بابنها وهو يتدرب علي الرئاسة، حتي تحدث الدكتور سعيد النجار - رحمه الله - بكلمات خبير اقتصادي أحرجت جمال فاستاءت بشدة.. ولكن الواقعة كلها أثارت استياء جميع من حضروا، وتأكدوا أنها هي راعية مشروع توريث الحكم لابنها.. وربما كانت أكثر إلحاحاً علي التوريث من زوجها الذي لجأ لتعديل 34 مادة دستورية دفعة واحدة بعد ذلك بعامين لضمان استمراره هو في الحكم، ثم توريثه لابنه عقب رحيله.

والسيدة الأولي لم تكن تؤيد فكرة رحيل الرئيس يوم 11 فبراير الماضي، بل ان الرئيس السابق غادر مع نجله علاء في الرابعة عصراً متوجهاً إلي شرم الشيخ، وظلت هي ونجلها جمال لأكثر من ساعة بعدها أملاً في أن تهدأ الأوضاع، وكانت تسأل حراسها عن عدد المتظاهرين في ميدان التحرير كل عدة دقائق ولم تغادر إلا مضطرة، وبعدها أعلن عمر سليمان بيان تخلي الرئيس السابق عن الحكم.

وربما يتعاطف بعض المصريين مع أسرة الرئيس

السابق في وضعها الحالي.. فمبارك الآن قيد الحبس الاحتياطي في مستشفي شرم الشيخ، ونجلاه قيد الحبس الاحتياطي في طرة، وزوجته صدر قرار بحبسها احتياطياً، إما في القناطر أو شرم الشيخ.. وقد تصدر أحكام بإدانتهم أو بترئتهم.. فالمتهم بريء حتي تثبت إدانته، وهذا أمر يخص القضاء وحده، ولا دخل لنا أو لعواطفنا به.

إلا أن ما يحدث هو درس قاس ينبغي أن يضعه أي رئيس قادم نُصب عينيه.. فنحن نختار الرئيس ولا نختار زوجته.. ولا يمكن أن نظل خاضعين للصدفة، فإذا كانت زوجة الرئيس صالحة أصلحته، وإذا لم تكن كذلك أفسدته.. ولا يجوز أن تتدخل زوجة أي رئيس قادم في اختيار الوزراء أو استبعادهم.. ولا يجب أن يكون لها دخل بما يصدر من قرارات تخص إدارة شئون الدولة.. فاتخاذ القرارات يجب أن يتم وفق دراسات سياسية واقتصادية وقانونية، ولا يمكن أن تتم بدوافع أسرية.. فلابد لمصر أن تكون دولة، وتُدار بمنطق الدولة.. ولا يجب أن يتجاوز دور زوجة الرئيس مرحلة العمل الاجتماعي والخدمي، ولا يجب أن يكون لها أي سلطة مالية في هذا النشاط.. فلم نسمع في أعتي الدول الديمقراطية وأكثرها انفتاحاً عن دور أكبر من هذا لزوجات الرؤساء.

الدرس قاسٍ.. ولكن يجب أن نتعلم منه.

[email protected]