رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عُدت.. يا يوم مولده

 

اليوم.. يحتفل الرئيس السابق حسني مبارك بعيد مولده الثالث والثمانين.. وفي هذا اليوم من كل عام كانت الصحف الحكومية تتسابق في تهنئته بعيد مولده، باعتباره الرئيس الملهم، ولا يصح أن يحتفل به وحده بل أن بعضهم ربط بين ميلاده ومولد مصر من جديد.

ولكن هذا العام يحل عيد ميلاده في ظروف لم يتوقعها هو، ولم نتخيلها نحن.. فهو تحت الحبس الاحتياطي بمستشفي شرم الشيخ، وإبناه تحت الحبس الاحتياطي بمزرعة طرة.. ومن الواضح أن المصائب تتوالي عليهم.. ومن الصعب الادعاء بأن ما يمر به الرئيس السابق بفعل الثورة فقط، ولكنه في المقام الاول والاخير عدل إلهي فيه الكثير من العبر والمعاني.. فكلما تعاطف مع الرئيس السابق قطاع من الناس، ارتكب خطأ يقلب الاوضاع، ويحول التعاطف معه الي ضيق منه.

كان التعاطف الاول مع الرئيس السابق في بيانه الثاني الذي ألقاه يوم 1 فبراير الماضي، والذي تعهد فيه بعدم الترشح لفترة رئاسية تالية، وبالفعل تعاطف معه بعض المتظاهرين، وانصرفوا من الميدان، إلا انه باغتهم في اليوم التالي مباشرة بموقعة الجمل والبغل، وهي الواقعة التي يستحيل الادعاء فيها بعدم العلم، فقد كانت كل أجهزة اعلام العالم تتابعها علي الهواء مباشرة، وفهم المصريون جميعاً ان الرجل يراوغ، فتولد اصرار مضاعف علي طرده من السلطة.

وكان التعاطف الثاني مع الرئيس السابق حينما أدلي ببيان صوتي مسجل لقناة العربية علي نفس طريقة بيانات أسامة بن لادن لقناة الجزيرة، وهدد الرئيس السابق من يطعنون في ذمته المالية بالملاحقة القضائية، وشعر قطاع من المواطنين وقتها بأن الرجل ربما يكون مظلوماً، وانه لم يجمع أموالاً ولم يخزنها خارج مصر، إلا أن لغة التهديد وتوقيت البيان أثارا شكوك العقلاء، وتذكر الجميع تصريحات الخارجية السويسرية التي كشفت أن لديه عشرات الملايين من الفرنكات السويسرية لديها، ولم تعلن الرقم الفعلي إلا أول أمس حيث تبين أن الرئيس السابق لديه في سويسرا 410 ملايين فرنك، وهو ما يعادل 2.7 مليار جنيه مصري، ليفقد الرئيس السابق كل تعاطف محتمل معه، ويتساءل الجميع أمام هذا الرقم: كيف جمع الرجل كل هذا المبلغ بينما كل راتبه الرسمي طوال 30 عاماً قضاها رئيساً لمصر لم

يتجاوز 16 مليون جنيه علي أقصي تقدير؟! كما يتساءل الجميع: وما رصيد الرئيس السابق لدي البنوك في الدول الاخري؟!.

أما المشهد الاكثر إيلاماً، والذي لا يتمناه أحد لنفسه أو لغيره، فهو ذلك الدعاء الذي صدر من والد أحد شهداء الثورة خلال الاحتفال الرسمي لعيد العمال، والذي كان التليفزيون يبثه علي الهواء مباشرة، وفاجأ الرجل الجميع بالدعاء »حسبنا الله ونعم الوكيل فيك يا مبارك«، فإذا بالقاعة كلها تهتز مرددة نفس الدعاء خلفه، وردده الملايين في المنازل ممن تابعوا الاحتفال أيضاً.. وهذه دعوة مظلوم، والعبرة فيها انها انطلقت من منصة احتفال كان يحضره مبارك كل عام، وكان يسمع من فوقها المنافقين يرددون له »بنحبك ياريس«.. وكان يستمتع هو بهذا النفاق، وربما كان يتخيل انه حقيقي.

اللهم لا شماتة.. فالموقف أكثر من مزعج.. ودعوة المظلوم لا ترد.. والمطلوب هنا أن يستوعب كل من يفكر الآن في الترشح لمنصب الرئيس هذا الدرس جيداً جداً.. فمهما بلغت القوة والجبروت، ففوق الجميع رب يحاسب، ولا تضيع الحقوق لديه.. ومهما كان الرئيس أميناً وعادلاً، سيلتف حوله منافقون ومضللون.. وعليه أن يحفظ توازنه.. ويحافظ علي شعبه حتي لا يأتي يوم يدعو عليه الناس بحسبنا الله ونعم الوكيل.

أعتقد ان الرئيس السابق الآن يتمني لو أن هذا اليوم لم يأت.. ولو كان يفكر في أي شيء في ذكري يوم مولده، فعليه فقط أن يعترف بذنبه.. ويعتذر لشعبه.. ويطلب المغفرة.. وسبحان المعز المذل.

[email protected]