رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

للأمام انظر

كلنا مشغولون هذه الأيام بمتابعة أخبار الفساد والمفسدين من رموز عصر مبارك.. وكلنا نترقب استدعاء المسئولين السابقين سواء للنيابة العامة أو لجهاز الكسب غير المشروع ، بل إن البعض ممن عانوا ظلماً خلال 30 عاماً مضت، اعتادوا الوقوف أمام باب جهاز الكسب في انتظار مسئول يخرج مصحوباً بـ 15 يوماً حبساً ليقول من خلف السور الحديدي.. يا حرامي، فيفرغون كبتهم وكربهم، ويشعرون بالراحة.. وكلنا نتابع هذه الأحداث بمنتهي الاهتمام، ونتساءل: كل هذا الفساد؟!.. وماذا نفعل لو تم استرداد كل الأموال المنهوبة..؟!

كثير من بسطاء هذا الوطن يظنون أن ما يحدث الآن سوف يترتب عليه ثروات هائلة تضخ في جيوبهم.. ويقومون بجمع ما ينشر في الصحف من ثروات لكبار المسئولين السابقين، ويقسمونها علي عدد السكان.. البعض يفعل ذلك من باب الدعابة.. والبعض يفعله جاداً.

ولكن المؤكد أن كثيرين من أبناء هذا الوطن لا يفكرون جدياً في الخطوات التالية.. فمصر لها مستقبل يجب أن تنظر إليه.. والتاريخ المصري لن يتوقف عند محاسبة رموز النظام السابق من المفسدين.. فهذه مهمة القضاء المصري العادل الذي نثق فيه.. والواضح أن أحداً من رجال النظام السابق لم يعد فوق المساءلة، فالرئيس السابق نفسه محبوس 15 يوماً مثل غالبية رموز نظامه.. ولا أدري ما الذي يمنعنا الآن من التفكير في مستقبل الدولة المصرية خلال عدة عقود قادمة؟!

لا يكفي أن ننتظر النظام القادم ليضع هو رؤيته، ونضيع باقي العام في متابعة قضايا الفساد والمفسدين .. ولكن علينا نحن أن نفكر نحن بشكل مختلف في شكل الوطن الذي نريده ونحدد خريطة الطريق نحو مستقبل أفضل بعيداً عن المزايدات فنحن نريد دولة كبري قوية لها احترامها وهيبتها.. دولة ديمقراطية حقيقية يكون للمواطن فيها رأي ورؤية وقيمة.. دولة قانونية لا فرق فيها بين مواطن وآخر إلا بالقانون.. والقانون فقط.. فلا استثناء لمسئول من القانون.. ولا استثناء حتي لقاضٍ أو لضابط.. فالكل يجب أن

يكونوا متساوين أمام القانون.. نريد دولة تحترم العقول، وتفهم قيمة البحث العلمي، ولا تنساق وراء أفكار لمجرد أنها منسوبة لرئيس أو وزير.. نريد دولة تحترم الآراء المعارضة وتضعها في الاعتبار علي أساس أن الجميع أبناء وطن واحد، ويسعون لمصلحة هذا الوطن.. نريد دولة صحية لا تفرق بين مواطن وآخر علي أساس ديني أو عرقي.

هذه آمال لا يمكن أن تتحقق لمن يرضون بالجلوس في مواقع المتفرجين، يشاهدون ما يملي عليهم في شاشات التليفزيون وصفحات الصحف، ويمصمصون الشفاه.. فرغم أننا في حالة ثورة علي نظام عاني منه المجتمع المصري كله، إلا أنني لا أشعر بأن هناك تفكيراً في مستقبل هذه الأمة قدر ما نحن غارقون في تفاصيل 30 سنة مضت.

صحيح أن محاسبة المفسدين مهمة وواجبة.. وممتعة أيضاً لشعب عاني من هذا الفساد.. ولكن حتي نقول إن الثورة نجحت، لابد أن ننظر للمستقبل ونطرح الرؤي والأفكار، ونحدد أهدافاً ونضع لها خططا وبرامج، ونتعلم من دروس الماضي لنمنع تكرار سلبياته في المستقبل.

عقارب الساعة لا تعود للوراء.. ولكنها تتوقف عن العمل.. و لو حدث ذلك فستهدر قيمة هذه الساعة مهما غلا ثمنها.. علينا أن ننطلق للأمام حتي نستعيد قيمتنا وأهميتنا ومكانتنا واحترامنا.. نحن في حاجة لأصحاب العقول لا لأصحاب المشاعر والعواطف.

[email protected]